سوريــــة الخبــــز والملــــح… هكــــذا نحــــن

العدد 9538
الأربعاء 26 شباط 2020

 

 

لطالما كنا نتشارك الخبز والملح، وهذا من عاداتنا الغائرة بدواخلنا، ولكان حسن الجوار بيننا سكبة طبخ من الجيران والأقارب وكلنا أسرة واحدة وجيران ليس بينهم غير جدار يفصل مساكنهم لكنه يمسك بنيانهم ويشد على أياديهم التي تكفكف الدمع وترفع الألم وتنعش قلوباً متعبة ليتدفق ماء الحياة فيها ويزهر ربيعها.

* وسيم محسن، فريق سورية خبز وملح، طالب دراسات عليا هندسة مدنية في جامعة تشرين أشار بداية إلى جميل التسمية التي أتت عليهم بعد زيارة السيد الرئيس بشار الأسد لمواقع الجيش في حرستا ومشاركته الطعام والخبز والملح مع جنوده، وكان وسيم وقتها قد أجل دراسته وألزم نفسه بالخدمة العسكرية والتحق برجال جيشنا الأبطال عام 2012، عندها كان قد حسد رفاقه الذين جلسوا بجانب سيادته وتناولوا معه الخبز والملح الذي هو عادة اعتدناها من أهالينا.
قال: بعد سبع سنوات خدمة في الجيش تسرحت، لأبدأ بحثي عن أناس يودون مشاركتنا الخبز والملح، وبدأت بجمع الشباب الذين لديهم مبادرات فردية على الفيسبوك لأتجاوز حدود المحافظة وألم شمل عائلة البلاد جيراناً وأقارب وجيران الجيران، وتحدثت معهم عن المبادرة وسرعان ما استجابوا وشدوا على أيادي بعضهم، وكانت المبادرة هي مساعدة المحتاجين والعائلات المستورة والمقهورة من شر بلاء أسدلته الحرب ووزرها على عيشهم ومساكنهم، وبدأنا بعدد قليل 19 شخصاً فقط من جميع المحافظات واليوم صاروا 24 شخصاً لنعمل على صندوق (خبز وملح) نتركه في محل أو سوبر ماركت ونترك للفرد الذي يشتري منه بعض المواد الاستهلاكية والغذائية إن أراد أن يترك بعضاً منها ولو كانت الكمية قليلة جداً (بحصة بتسند جرة) ونكون له شاكرين ومديونين بجميله، وكان فعلاً أهلنا خيرين في جميع المحافظات وحافظين للخبز والملح.

وأيضاً إذا ما دخل أحدهم صيدلية واشترى دواء لأحد أفراد عائلته يمكن أن يترك منه ظرفاً أو غيره لمحتاج لهذا الدواء كما أجريت عمليات قيصرية مجانية لأمهات ثلاثة، وأيضاً كنا قد وزعنا بمبادرة في حلب 36 علبة حليب أطفال بالدفعة الأولى ورجعنا ووزعنا 24 علبة أخرى وهذه هي الاستجابة الأولى وكانت بشرى خير.
قمنا بإشهار الصفحة على الفيسبوك في 19 كانون الثاني وفي 20 منه أي اليوم التالي وجدنا 3 آلاف متابع لها لفتت نظره وجذبت اهتمامه، وبدأ الناس يتهافتون علينا بالسؤال والتواصل وأيضا بعض الشركات لتقدم مبادرات وقد طلبوا عدم إشهار اسمهم، ولدينا اليوم مبادرة لجمع الملابس والكل ساهم بإرسال بعضها مما يمكنه التخلي عنها ويصلح ارتداؤها وقد ملأت مكتبي في طرطوس، وكنا قد فرزناها ووزعنا بعضها نحاول قدر المستطاع أن نلملم جراح بعضنا ونبلسمها ونقف مع بعضنا وأنا ابن الثمانين نلبي نداء ناس وعائلات سألونا حاجتهم ولن نردهم خائبين إن كانوا حقاً محتاجين، ويكون عملنا على أساس السؤال والتحقق مما جاؤوا فيه بأن نبعث أحد أعضاء الفريق والقريب من مكانه ليكون الكلام دقيقاً وعملنا فيه البلسم والشفاء وننقل معرفتنا (ملح وخبز) بأسلوب حضاري على السوشيال ميديا للنهوض بمرحلة جديدة فيها الخير والعمار.
لدينا مشاريع ومبادرات تطرق فكرنا وحاجتنا، ولدينا مشروع ندرسه مع أحدهم من دولة شقيقة مثل إيران للتعرف على زراعة الزعفران الذي له سوقه العالمية ويمكن زراعته في بلدنا التي تستوي لها بعد توزيع البصيلات على الناس التي ترغب بها فمناطقنا جبلية وهضبية يمكن لها أن تحيا، نعمل أن نطور زراعاتنا ونقومها لنخلق صناعتنا من جديد وينتعش اقتصادنا ونعيش بأمان . ومبادرات كثيرة تشغلنا وأهمها تشغيل الشباب.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار