القواعــــد الذهبيــــة للشــــرّ والصـــــراع

العدد 9538
الأربعاء 26 شباط 2020

 

على جميع الرجال والنساء أن يتعلموا فن خوض المعارك، إذ ليس يكفي أن يتعلم المرء كيف يحب، فالحبّ أمر سهل لكن ما هو صعب حقيقة هو كيفية الحفاظ على ذلك الحب عندما تهبّ رياح عاصفة.

إن المعركة الزوجية النظيفة هي معركة موضوعية وأمينة وليست معركة شريرة ولئيمة بل هي معركة بناءة وصحية لأنها تعزز المناعة تماماً كما الحال في داخل جسم الإنسان إن إصابة الجسم بالتهاب موضوعي ومحدود سيؤدي إلى تقوية مناعة الجسم لأن الجسم سيحشد قواته ويتدرب على مواجهة الأزمات.
كما أن الصراعات الزوجية هي في وجهها الآخر تفاعلات لا بد منها للوصول إلى نقطة التسوية والتي ينبغي أن تشكل توازناً بين مصالح الطرفين وحاجاتهما وعند هذه النقطة تتحقق المساواة الحقيقية.
ليست هذه دعوة لافتعال الصراع إذ إن الصراع لا يحتاج إلى افتعال فهو صحي وسيحصل شئنا أم أبينا، والمهم ليس أن نتوقع أو لا نتوقع حدوث الصراع وإنّما أن نتعلم كيفية إدارة الأزمة بطريقة بناءة وتقول الحكمة إن الزوجين اللذين يجمعهما الحب والاحترام يستطيعان العيش على حد السيف أما الزوجان اللذان غاب عنها الحب والاحترام فلن يكفيهما سرير عرضه ستون قدماً.
ومن القواعد الذهبية في الوضع الزوجي أن الخلاف يحتاج إلى اثنين تماماً كما أن الحل يحتاج إلى اثنين ومن يؤمن بخلاف ذلك فهو يتصور علاقة زوجية في عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه ونفهمه عادة ما تتفاقم المشكلة الزوجية بحجة مفادها من هو الغلطان ولكن بحق السماء ما أهميته مثل هذا الزعم وهل المهم تحديد المخطئ أم المهم حل المشكلة والانتقال إلى يوم تال من الحياة الهادئة.
لعلكم أيها الأزواج تنسون قاعدة ذهبية أخرى في الحياة الزوجية وهي لأن الهدف من الصراع الزوجي ليس تحقيق النصر إنما الوصول إلى الحل أراهن أن العديد من الأزواج ينسون هذه الحقيقة ويتعاملون مع نقيضها.
عندما يندلع الحوار بين الزوجين ومن المهم أن يكون محصوراً في المشكلة وألا ينزع أحد الطرفين إلى الاستعانة بالتاريخ واستحضار الذكريات البعيدة ليسوق أدلة على أنه يتعرض للاضطهاد والظلم.
إن اللجوء إلى تلك الذكريات عند كل مشكلة هو استراتيجية غبيّة تؤدي إلى كل شيء إلا حل المشكلة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار