حميـات غذائيــــة وهواجس الرجــــال مطابقــــة للنســــاء

العدد: 9533

الأربعاء: 19 شباط 2020

 

إن شغلنا الشاغل اليوم هو البحث والجري وراء الحميات وخبراء التغذية والتنحيف ولو كان بالمشرط والسكين، وقد دقّ ناقوس الخطر والحظر على الرجال ومنهم الكبار والمتقاعدون أيضاً لتجدهم على الطرقات يركضون وعلى الشاطئ يهرولون ووقع خطواتهم تمحوها أول موجة، ولا بد أن يكونوا أول الواصلين إلى مراكز لأطباء تغذية وخبراء، وقد شاع ذلك في زماننا هذا ومن قريب حيث توسعت رقع انتشارهم ومساحات عملهم كما نسمع بدراسات هنا وهناك إضافة لخبرات الجدات والكل جاهز بوصفات ونجرب ما فيها بكل دقة وننتبه للتفاصيل ونحضر موادها ولو كانت في الصين ليتمازج لبن العصفور ووبر العنكبوت، ولا ينفعنا شيء بل يزيدنا تخمة ولخمة من بلاء استشرى بأجسادنا لنرميها في القمامة بعد تكلفنا عشرات الآلاف من الليرات، قليل منا يصل لمراده وينشرح صدره لحين، لكن ما إن ينقطع عنه حتى يرجع لما كان عليه ويزيد بعد مد وجذر وترهل في الجسد والنفس، ويبقى عند جهينة الخبر اليقين في حل بسيط وحيد وشبه أكيد، وأسهل من شربة ماء ويزيدك مالاً ويرفع عنك الجهد والعناء وهو أن تلجم شهيتك وتطبق فمك وتجلس بعيداً عن الطعام وتجافيه وإذا كان لك ذكريات جميلة مع الأطباق (وطعمها تحت ضرسك) فلك أن تحمل طبقك مع الجميع وتضع القليل فيه ثم تأكله بروية لتتلذذ بطعمه ولا تزيد..
تجاهد النساء كثيراً للحصول على رشاقتهن ولو خرنَ من الجوع، يحضرن الطعام ويضعنه أمامك وأنت تلتهم الطيبات الدسمة وتتلذذ بالحلويات وتشرب العصير وهن يقفن بعيداً عنه والقلب صامد وعتيد، فهل لك أن تتحمل وزر ما اشتكيتها منه؟

* السيد عمار أشار إلى أنه منذ أشهر فقط انتبه لوزنه الذي تجاوز المائة بعشرة أو عشرين كيلو وطوله لا يتجاوز 165 سم لهذا بدا (مربوعاً) ولم يعد يعرف طوله من عرضه، فقرر أن يتبع حمية ويراقب طعامه، فزوجته تضحك من كرشه الذي يسبقه بمتر، كثيراً ما كان يرد عليها بتهجم أنه كرش الوجاهة والرجل لا يعيبه شيء، وقال: هي تطبخ وتزيد في المنكهات وتضعه أمامي على الطبق لتفوح روائحه النافذة في الروح والعين قبل الفم، أما هي تلهي نفسها ببعض الأعمال وعندما أناديها ترد بأنها تنتظر الأولاد لتطعمهم وتشاركهم فيه، وكثيراً ما أجدها تعد سعرات وجباتها الثلاثة وحتى حبات الرز التي تضعها في صحنها، وقد اعتاد عليها الأولاد والجيران فلطالما كانت رشيقة القوام وعمرها زاد على الخمسين، ومن يراها يقول بأنها بنت الثلاثين، لذا ترينها بقمة نشاطها وبهائها وفرحها، وأنا المسكين تفعل بي هذا الفعل المشين تتركني لأسمن فلا تنظر إلي إحداهن غير لغرض تطلبه مني في العمل، واليوم أجلس بعيداً وفي غير كرسي المائدة وأخذ صحناً لوحدي وأعد فيه حبات الرز والفاصولياء وأمتنع عن الدهنيات والسكريات وغيرها الكثير، لأقلدها وأفعل ما تفعله بي.
* الشاب مجد، مدرّس ومقبل على الزواج في شهر نيسان كما قال، لهذا يريد جسماً لا يتعدى القياس المثالي حتى (ميلي) فخطيبته رشيقة القوام وجميلة ويبغي أن يكون في يوم الزفاف إلى جانبها شاباً وسيماً وينافسها في السعة والمقام، وقد اطلع على نصائح أطباء وخبراء التغذية وغيرها ووزنها بالعقل قبل ميزان أحضره من السوق ليكون أكله بوزن دقيق، كما منع نفسه عن السندويش ووجبات السوق المتخمة بالحريرات.
* أسامة شاب 17سنة يحاسب نفسه على اللقمة وليس كأخته تيماء التي تأكل كل ما تشتهي وتريد ولا يعرف أين تضع كل هذا الطعام (بطنها لازق بضهرها) وقد لجأ إلى طبيب في طرطوس ووضع برنامجاً غذائياً ليتبعه، ويراجعه كل حين وأسبوع ليكلفه الكثير من المال والجهد وأعباء السفر كما أنه يلهيه عن دراسته وهذا لا يساوي شيئاً أمام ما يعانيه إذا ما خطر على باله سندويش أو وجبة سريعة من السوق مع رفاقه أو حضرّت والدته للعائلة وجبة دسمة فماذا عندها يفعل؟ بالتأكيد لن يحرم نفسه كما قال ويعوض ما اقترفت يداه وعيناه من إثم ليحرم نفسه بعض وجبة أو أكثر مما جاء في برنامجه الغذائي.
* السيدة رغد مهندسة: أشارت إلى أن زوجها يحاسب نفسه في طعامه ولا يزيد في لقماته حتى أنه يمارس الرياضة اليومية في النادي ويهرول على الشاطئ ولا يدع نفسه يسمن، وهو على المقاس نفسه منذ عشرين سنة تقريباً مع بعض التغيرات على ملامحه فقط، وقالت: أما أنا أعاني الويلات صحيح أني لست بدينة لكني كما يقولون (معباية) وأكره شكلي وأتشاءم كلما نظرت في المرآة، لأسرع إلى أقرب نادٍ رياضي وأسجل فيه، وأعلم أني سأغيب مراراً وتكرراً عنه، وأتبع خطوات زوجي المكتسي باللياقة واللباقة في ورقة ريجيم علقتها منذ سنوات على باب البراد، ولم أكن أعيرها اهتماماً إلا كل سنة مرة عندما يأتي الصيف والسباحة في البحر، وأهم خطوة فيه الامتناع عن الطعام تماماً في المساء فلا يكون لنا عشاء، ونكتفي بالسوائل شاي ومتة بلا موالح، وإذا ما ألح الجوع علي وطير من جفوني النوم في منتصف الليل يمكن أن أسرق تفاحة أو خيارة أو قطعة شوكولا دون أن يعلم، ومن سيشي بي فهو يغط بالنوم وصيصان بطنه تخور من الجوع؟
تشير الدراسات إلى أن 9 من أصل 10 أشخاص يتبعون الحمية الغذائية ولا يلتزمون بها، ولكن الحمية ليست الطريقة الوحيدة لإنزال الوزن، فبعض العادات اليومية تساهم في ذلك أيضاً، ومن أجل اكتشاف الطرق العلمية التي تساعد على إنزال الوزن دون اتباع حمية محددة يقول خبراء التغذية:
من العادات اليومية: الحرص على الترطيب أي شرب الماء يقلل من الشعور بالجوع، الابتعاد عن السكر الصناعي الذي يعطل عملية تفكيك الجسم للدهون، النوم الكافي لمدة 7ساعات يومياً، فالمحرومون من النوم قد يأكلون في المساء طعاماً غير صحي، الفطور والتركيز عليه، الوجبة الخفيفة مثل الموز وغيرها من الفاكهة، صناعة الوجبة قبل الشعور بالجوع الذي يدفع لتناول وجبات كبيرة ومضرة، من الواجب تناول المكسرات في اليوم الغذائي، التمارين والرياضة صباحاً فقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذي يمارسون الرياضة صباحاً وقبل وجبة الطعام يحرقون الدهون بنسبة أكبر قد تصل 20% الإكثار من البدائل الصحية مثل تناول الخبز الأسمر والأرز الأسمر والحبوب الكاملة والفواكه والاستمتاع بمذاقها، وأيضاً الاستمتاع بالوجبات اللذيذة ذات السعرات الحرارية المرتفعة من حين لآخر شرط عدم المبالغة.

هدى سلوم- معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار