كيف يستطيع الآباء تقويــــة العلاقــــة بين أطفــــالهم ومعلمــــاتهم؟

العدد: 9533

الأربعاء: 19 شباط 2020

 

يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن الطريقة التي عليهم اتباعها من أجل توطيد العلاقة بين أطفالهم ومعلماتهم، وحول هذا الأمر استطعنا أن نحصل على بعض المعلومات من مجموعة من السيدات المثقفات..
تقول الموجهة التربوية، السيدة رهف: إن علاقة الطفل بمعلمته حساسة جداً، ينبغي أن نعطيها الكثير من الاهتمام، فالمعلمة هي الشخص الأول الذي يرى من خلاله الطفل عالمه الجديد البعيد عن أسرته الصغيرة، إنه يرى من خلالها المثل الأعلى، فهو كلما سمع منها شيئاً يقول وبكل حب: (قالت معلمتي)، فهو بذلك يعبّر عن تقديره الكبير لها، وعن انتباهه إلى كل ما تقوله وما تفعله، وعلى هذا ينبغي على الأبوين أن يشاركا طفلهما في هذا التقدير من أجل تعزيز صورتها المثالية لديه.
المرشدة النفسية، السيدة أمل تقول: إن توطيد هذه العلاقة ينبغي أن يبدأ من المعلمة نفسها بالدرجة الأولى، فهي يجب أن تكون حريصة على كل كلمة تقولها أمام تلاميذها، كما أنها ينبغي أن تكون متنبهة إلى كل طفل على حدة بكل الحب والاهتمام، إن دورها الحقيقي هو التوجيه الهادئ، المتحدد في التشجيع وحب المبادرة، والبعيد عن التوبيخ الجارح والضغط والإجبار.
المرشدة التربوية، السيدة صفاء تقول: منذ أيام حدثتني إحدى الأمهات عن طفلها الذي أصبح يقلقها، لأنه يكره وينفر من معلمته المنزلية، فهو يرفض أن يستقبلها إلا بعد توبيخ الأم له، وهنا سألتُ الأم لماذا تنظرين إلى ذلك على أنه مشكلة في سلوك طفلك؟ إنه من المؤكد أن المعلمة هي السبب، فينبغي عليكِ إذا أردتِ وبمساعدتي أن نجتمع بالمعلمة، ونسألها عن حال الطفل، وبالفعل اجتمعنا بها، وأخبرتنا بأن إهمال هذا الطفل لبعض واجباته يدفعها إلى الضغط عليه، ومقارنته ببعض زملائه، وهنا طلبتُ أنا منها شخصياً بحكم تخصصي أن تعيد النظر بكيفية تعاملها، فالطفل بقدر ما نعطيه يعطينا، إنه مرآة لتصرفاتنا وتعاملنا معه.
الطبيبة، السيدة نور تقول: أنا قرأتُ كثيراً عن هذا الموضوع، لأنني أحرص على العلاقة الطيبة بين طفلي ومعلمته، فهو حين يتذمر من تصرف ما من معلمته، أقول له: (هي تحبك كثيراً لكن ربما لم تفهم ما كنت تريده أنت)، أو أقول له: (هي ربما كانت منزعجة من أحد أصدقائك)، فمثل هذه الكلمات تجعل الطفل قادراً على استعادة ثقته بنفسه، فعلينا نحن أن نكون حياديين أمام أبنائنا ضمن هذا المجال، فإن الحياة المدرسية حدث مهم في مسيرة الطفل، وهي المرحلة الأولى لابتعاده عن أسرته، فإذا تمكَّن من اجتياز هذه الخطوة بارتياح وثقة، فقد شعرنا بالطمأنينة والبهجة، ومن الجدير ذكره أن الآباء والأمهات المثقفين ينبغي عليهم أن ينظروا إلى المعلمة الحقيقية على أنها الشخص المهم في حياة أطفالهم، فهي القادرة على صقل شخصياتهم وإعدادها بما يضمن لهم السير السليم في دروب العلم، ومواجهة الصعاب.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار