تعاطف مع الآخــــرين بـ «مخ قلبك»

العدد: 9533

الأربعاء: 19 شباط 2020

 

عندما تسأل أحدهم (بذكاء) كيف تختار القرار الصحيح في أمرك؟ يرد وقد اشرأبت على وجهه ابتسامة سخرية: (ما بدها تفكير، بالعقل)، وآخر يجيب: القلب وما يريد، ولكن قالوا لنا منذ زمن بعيد (حكموا عقولكم لا قلوبكم) في قرارات مصيرية لا تودون الندم عليها، فأي كفة من الميزان ترجح، وماذا بين العقل والقلب؟
السيد جعفر صادق، علم نفس أشار بداية إلى بعض الدراسات فقال: كثر حديث العلماء اليوم عن مصطلح يتداولونه (مخ القلب) للتعبير عن العلاقة التي تربط بين قلب الإنسان وعقله، إذ القلب يمتلك جهازاً عصبياً مستقلاً عن المخ، ومنه يأتي دور المشاعر والانفعالات التي تصيب الإنسان، كما يتحدد ذكاؤه وتعامله مع البيئة المحيطة به والمجتمع.
وأكدت الدراسات الحديثة أن القلب هو الذي يتحكم في عقلنا ولم يكن يخيل للعلماء ذلك، حيث أن مصدر القرارات هو مصدر بيولوجي أي القلب، فهناك أكثر من أربعين ألف خلية عصبية حسية تنقل المعلومات من قلب الإنسان إلى عقله.
أن نقول عن فلان إنه ذكي لأنه ناجح في تحصيله الدراسي ومتفوق فذاك غير صحيح ولا يكفيه، فالذكاء حدده العلماء بأنه التعامل بكفاءة مع البيئة المحيطة به والتي تحتاج منه بناء علاقات مع الآخرين فيها المودة والتعاطف والذكاء أنواع مثل: الذكاء العاطفي والوجداني والروحي، حيث أن الوجداني يشمل مجموعة من القدرات التي تمكن الفرد من تسخير عواطفه في ترشيد سلوكه وأفكاره، ومن هذه القدرات العاطفية: الوعي بالنفس والتحكم بعواطفه والقلق الذي قد ينتابه وتجاهله، والإنسان الذي يمتلك نسبة عالية من الذكاء العاطفي قادر على فهم شعوره وانفعالاته وضبطها وإدارتها بشكل صحيح ليكون قراره سليماً.
ذاك الإنسان هو يمتلك مجموعة من الصفات والمهارات التي نحسده عليها في هذا الزمن الصعب ونشتكي فيه عدم الفهم ومنها نذكر: القدرة على فهم وتحديد عواطفه، والثبات الانفعالي والهدوء، واتخاذ قرارات متزنة وأكثر فاعلية، والتواصل مع الآخرين والتأثير عليهم، بالإضافة إلى أن تواصله هذا وبأي شكل من أشكال التواصل السمعي أو البصري أو مواقع النت وغيرها الكثير يكسبه خبرات متعددة لتتسع دائرة معارف ومعرفته وذكاءاته وفهمه للعالم، فهل لك أن تكون هذا الشخص الذكي بمخ قلبك ؟

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار