العـــــدد 9531
الثلاثاء 18شــــــباط 2020
من يأخذ مال الآخرين من دون علمهم أو إذنهم فهو يرتكب السرقة بلا شك، إحدى التهم التي تلاحق بعض النساء عدم احترام خصوصية الآخرين خصوصاً المقربين منهم مثل الابن أو الزوج أو الأخ حيث ترى المرأة أن من حقها الاطلاع على أمورهم وقد يصل بها هذا الحق إلى الاستيلاء على المال الذي يقع تحت يديها وخصوصاً مال الزوج بالتحديد.
أمور كثيرة تقف وراء دفع المرأة لأخذ نقود زوجها من دون علمه فمن النساء من تحسب أن مال زوجها هو مالها.
ومنهن من تكافح بخل زوجها بـ (سحب) ما تيسر لها من ماله من دون علمه هذا فضلاً عن أن لسرقة الأزواج فنوناً متعددة، فليس من الضروري أن تكون السرقة كما نتصورها نحن أي أن تستيقظ ليلاً وتدس يدها في جيبه وتحصل على ما يخفيه بل قد تسرقه (عيني عينك) حين تخبره أنها تود شراء شيء ما، وتأخذ المال لتحتفظ به من دون أن تشتري شيئاً أو قد ترفع أسعار بعض الحاجات التي تشتريها للمنزل وتحتفظ بالفائض لنفسها أو قد تحصل على أقل الأوراق النقدية قيمة من المال الذي يتركه على الطاولة بعد عودته من عمله، بحيث تعتقد أنه لن يلحظ فقدان المبالغ الصغيرة، ومن الممكن أن تسرق الزوجة زوجها انتقاماً منه عندما تكون محبطة من زوجها سواء أكان هذا الإحباط مادياً أو عاطفياً، حيث يولّد هذا الإحباط شحنة عدوانية تجاه المتسبب في إيلامها، فتطلق تلك الشحنة في سلوك السرقة كانتقام منه وعقاب له على سوء تصرفه وإن كانت السرقة لا تحل المشكلة القائمة بينهما ولكنها تسرق نقوده وهكذا يدخلان في دائرة مفرغة لا نهاية لها.
وقد تبرر الزوجات هذا السلوك بأن الأزواج بخيلون لا ينفقون على البيت، لذلك يضطرون للسرقة للإنفاق على مستلزمات البيت والأولاد وهذا ليس مرضاً ولا خللاً نفسياً لكنه اضطرار تلجأ إليه الزوجة من فرط الاحتياج المادي، ويكون ما تأخذه يكفي لشراء الضروريات فقد وليس الكماليات، أما بعض الرجال يفسرون بالقول إن الزوجة ترى أن قوة زوجها تكمن في إمكاناته المادية وتدرك إنه كلما كثرت أمواله قد يتصرف بطيش وتهور ويتبع نزواته أو ربما يتزوج وهنا ترى أن السرقة من جيبه تحد من تصرفاته الطائشة فتحاول كسر شوكته على طريقة (قصقصي طيرك حتى لا يلوف بغيرك) وإن كان هذا النوع من السرقة يعبر عن تخوف الزوجة فإنه يعبر أيضاً عن عدوانها تجاه هذا الزوج وحسدها لإمكاناته.
ومهما حاولت الزوجة إخفاء ذلك الشعور العدواني فإنه سيصل إلى الزوج ويجعله يحذرها وقد يبتعد عنها تماماً سواء ارتبط بأخرى أم لا، فالزوجة التي ينشأ لديها سلوك عدواني بسبب الخوف وعدم الشعور بالأمان لن تكون مريحة لزوجها وبيتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أخيراً: عندما تنشأ الزوجة على عدم احترام ملكية الآخرين من المحيطين بها فمن المؤكد أن زوجها سيكون الضحية الأولى لأنه أمامها دائماً ومثل هذه الزوجة قد لا يرسخ بداخلها أن أخذ نقود زوجها في الخفاء هي عملية سرقة حتى ولو كان ذلك سلوكاً مبرراً في نظرها، أو في نظر أمها التي ربما تكون قد نصحتها بذلك ويلزم لعلاج المرأة من هذا النوع إعادة صياغة شخصيتها من جديد لترسخ بداخلها قيمة احترام حدود ملكية الآخرين ويمكن أن يقوم بذلك زوجها عن طريق المصارحة والاقناع ومن خلال الحوار أو بوسائل أخرى، بينما يرى علم النفس أن السرقة التي تمارسها بعض الزوجات كفعل عدواني قد يولد بداخلهن شعوراً بالذنب ما يترتب عليه إصابتهن بالاكتئاب ويبقى أن تأخذ النساء ذكاء أزواجهن بعين الاعتبار حيث قد يدرك الرجل ما تفعله زوجته لكنه يتغاضى عن ذلك إما حباً بها أو تجنباً لخلافات كبيرة وربما يحتفظ بتلك الملاحظات التي يسجلها ضدها في (صندوقه الأسود) الذي لا يتم فتحه إلا في حالات الشجار القصوى.
لمي معروف