بـــين الأمـــل والصــبر

العدد: 9529
الخميس 13-2-2020

 

من عادتي أن أمشي نهاية اليوم بأفكاري حيناً نحو ذكريات وأخرى صوب المستقبل، فالذكريات تعبر مخيلتي كشريط سينمائي عنوانه (شيء يشبه الحياة).
كيف لنا أن نجعل الحياة على قياس أفكارنا؟
الزمن كفيل بإحداث التغيير فهو مفتوح على كل احتمال، تراودني أحلام فتحول الحواجز والموانع دون تحقيقها، فقدراتي ينقصها بعض العلوم والحيّل فأنا لست خريج أكاديمية بل خريج الحياة، لكني لا أغفل عن استراق عزيمتي علّني أفعل شيئاً، لكن الفشل دائماً حليفي، وتنتابني أحاسيس جارفة ومتناقضة وظروفي عقيمة، فأفكاري تطلب مني المجازفة وتحدي الصعاب، وأحاسيسي تقف عائقاً خوفاً من الندامة والفشل، تلبسني الحيرة أي الاتجاهات والطرق أمشي، وينتهي بيَّ الأمر إلى التروي ودراسة الاحتمالات للحيطة من الانكسار.
انهيت مشواري علّني أركن إلى حل لحالتي، وجثم الأرق على عيني وليلي طال، وغدا الفكر في حال مدّ وجزر فالطرق وعرة والمعابر ضيقة، ومنازلة الحياة إن ربحت جولة قد تخسر جولات، فحقيبة همومي سوداء.
لكني أخاف إطالة الوقت فقد تنطفئ الشعلة بداخلي، وغدت الهواجس هي حالتي وكأني أمتطي جواداً من خشب، فأنا أفتقر لابتكار خطة أو طريقة تحسن من أحوالي وتخفف من معاناتي، وكأني طفل على مقاعد الدرس أستغرب الواقع الجديد.
ما من أمر يحفزني لخوض ما يشبه المجهول الذي لابد منه، ويبقى الطموح والحاجة الضاغطة هما الدافع فتحقيق الهدف يلزمه تضحية وصبر وكنانة ملأى بأسهم الخبرة والمعرفة، ولهذا تجدني في ساحة وسطية بين الأمل والصبر، وما عليّ إلا أن أوضب أفكاري وأمشي على طرقاً أجهل طبيعتها ونهايتها فالزمن لا ينتظر، بهو الحياة يضيق وانكسارات القلب في تزايد.
فأنا: لم يأتني بياض عيش بل أتاني بياض لحيتي
وغدوت زاهراً في بهرجة الحياة وقشورها، فالعمر أستهلك دون رحمة، فما جدوى الخوف من صعوبة الحياة.

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار