العدد: 9529
الخميس 13-2-2020
كان الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين أول من عرف التبغ وتشير الموسوعة العلمية إلى أن كريستوفر كولومبوس يعد أول من شاهد عادة التدخين بين أفراد ذلك الشعب، عندما وجدهم يضعون أوراقاً جافة في عصاة خشبية طويلة المقبض ومجوفة من الداخل، وفي مقدمتها فتحة توضع فيها تلك الأوراق ثم يشعلون فيها النار فيخرج دخان من أفواههم وأنوفهم وعندما استفسر عن هذه الأوراق عرف إنّها أوراق التبغ وتضيف الموسوعة إن الهنود الحمر عرفوا التبغ منذ زمن طويل وكانوا يدخنون أوراقه ظناً منهم أن الدخان يساعد على الشفاء من الأمراض ويطرد الأرواح الشريرة من أجسامهم وبعد أن وجدت بعض تلك المعتقدات إلى عقل كولومبوس حمل معه في طريق عودته إلى أوروبا كميات كبيرة من أوراق التبغ وبذوره.
ولكن أصابع الاتهام أشارت إلى الملكة كاترين ملكة فرنسا إزاء انتشار عادة التدخين في بلادها إن إحدى وصيفاتها أبلغتها أن الهنود الحمر يستخدمون التبغ لأغراض الاستطباب من بعض الأمراض واقترحت عليها الوصيفة أن تجرب هذه الأوراق عندها أمرت الملكة كاترين بإحضار كمية من أوراق التبغ وبدأت بتدخينها ويبدو أن المصادفة لعبت دورها حين بدأت الملكة تتعافى من مرضها واستمرت في التدخين حتى شفيت تماماً وعند ذلك اعتقدت الملكة كاترين أن سبب شفائها يعود إلى التبغ لذا أمرت بزراعة التبغ في كافة أنحاء فرنسا وشاع الخبر بين الناس أن التبغ يشفي من الأمراض الخطيرة، وفجأة أصبح للتبغ اسماً مرموقاً في عالم الطب وبات يوصف بالدواء المعجزة.
وانتقلت عدوى التدخين سريعاً من فرنسا إلى بريطانيا حيث أصبحت ظاهرة التدخين بين الرجال والنساء أمراً مألوفاً.
وعندما بدأت بريطانيا باستعمار قارات العالم نقلت إلى تلك المستعمرات عادة التدخين ،فانتشرت زراعة التبغ وراء البحار وأصبح التدخين من العادات المتأصلة بين أفراد تلك المجتمعات رجالاً ونساءً.
أما عند العرب ظهر التبغ أول مرة في مصر في أواخر القرن السادس عشر ومع انتشار التدخين ظهرت المقاهي في مختلف أحياء مصر.
وفي أثناء حكم العثمانيين أدخل الأتراك على المقاهي عادة التدخين عن طريق الأركيلة ومن مصر انتقلت هذه العادات إلى بقية الدول العربية حيث استحدثت كل دولة طريقة معينة في تدخين الأركيلة إلا أنّها في النهاية تعتمد على نوعية التبغ وجودته.
فالتبغ نبات ذو أوراق خضر عريضة وعند قطفها يتم تجفيفها تحت الشمس، ومن ثم يتم تخزينها وشحنها إلى المعامل وهناك يتم طحنها ومعالجتها كيميائياً بإضافة بعض النكهات المميزة التي تجعل أنواع السجائر مختلفة في مذاقها عن بعضها بعضاً ولكنها لا تختلف من حيث الضرر فجميع السجائر تؤدي إلى أمراض خبيثة منها السرطان وتصلب شرايين القلب والذبحة الصدرية وضيق التنفس وغيرها من الأمراض التي لا يمكن حصرها.
لمي معروف