أطفــــــــــــالنا …وأمـــــراض الشــــــــــــــ،تاء دور الأهــــل والمدرســــة في ترســـــيخ العـــادات الإيجـــــــابية لتجــــنب المخــــــاطر الصـــــحية
العدد: 9523
الاربعاء:5-2-2020
من يراقب طلابنا وتلامذتنا بزيهم المدرسي وحقائبهم الجميلة متوجهين إلى مدارسهم، حدائق العلوم وينابيع المعرفة، يلاحظ وبشكل واضح حرص الأهل واهتمامهم بالجانب الصحي لأطفالهم خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تضيف إلى الهم المعيشي هماً آخر للغالبية العظمى من الأسر في وطننا الحبيب سورية – كمٌ هائل من الملابس الصوفية والمطرية والقفازات وغيرها من الأدوات الواقية من البرد والمطر .. – كلها وسائل للحماية وتوفير الدفء بناء على معرفة مسبقة بعدم تواجدها في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية على اختلاف مراحلها وذلك اتقاء لعدوى الأمراض التي ترافق فصل الشتاء – وما أكثرها في أيامنا هذه – فالمدرسة تعد من أكثر البيئات تعرضاً لانتشارها بسبب شدة قابلية الطلاب للعدوى لأسباب عديدة منها:عدم وجود مناعة كافية لدى الطلاب، وزيادة عدد الطلاب في الصفوف مما يسمح بزيادة إمكانية العدوى المباشرة، خصوصاً عندما لا تتوافر التهوية الجيدة، فمن المسؤول عن سلامة الأطفال وتجنب إصابتهم بالأمراض المختلفة خلال تواجدهم في المدرسة؟ وهل المسؤولية مشتركة بين الأهل والمدرسة؟ وأين يتركز دور المدرسة لضمان تواجد الطلاب في بيئة مدرسية صحية وسليمة؟ حول هذا الموضوع الهام كان لـ (الوحدة) اللقاءات الآتية:
* السيدة نجوى هليل، مديرة مدرسة قالت: يعد تأمين الشروط الصحية في المدرسة من أولويات أعمال إدارة المدرسة وكادرها التدريسي، وذلك من أجل توفير بيئة آمنة وصحيّة للطالب والمعلّم على حد سواء، ومسؤوليتنا كهيئة تدريسية هي توعية الطلاب بأهميّة المحافظة على نظافتهم الشخصية ونظافة المدرسة، وهذا ما تقوم به المرشدة الاجتماعية في المدرسة من خلال جلسات التوعيّة بأهميّة هذا الأمر، مع التركيز على اختيار مجموعة من الطلبة كلجان للإشراف على قواعد النظافة والسلامة العامة، وللأسف تفتقر مدارسنا إلى التجهيزات اللازمة لخلق أجواء من السلامة والأمان الصحي باستثناء بعض المواد البسيطة التي تسعفنا أحياناً عد الحاجة إليها.
* السيد غسان ملحم، مدرس، قال: في ظل انعدام وسائل التدفئة المدرسية، فإننا نعول على الطالب حماية نفسه مع المتابعة لحالته الصحية بأبسط الوسائل الممكنة، فحين يتعلّم الطالب أن يكون نظيفًاً محافظًاً على مقعده وقاعة صفّه ومدرسته فإنّه يتعلّم بذلك سلوكاً راقياً يلازمه في مراحله العمرية اللاحقة، ومن هنا فإن نّظافة المدرسة توفّر بيئةً صحيّة للطّلاب يستطيعون أن يتعلّموا فيها بصورةٍ صحيحة، وأن يمارسوا ألعابهم وهواياتهم في أوقات الاستراحة، ونتمنى من الجهات المعنية الحرص على توفير الشروط الصحية في المدارس التي تعد من الطرق الوقائيّة للمساهمةً المباشرة في حماية الطلّاب من الأمراض والأوبئة، في ظل وجود بيئة آمنة صحياً لهم.
* السيدة ناريمان غريب، أم لطفلين قالت: على الأقل، من الضروري توفير المرافق العامة في مدارسنا لحماية أطفالنا من الأمراض المعدية، فغسل الأيدي يمنع الأمراض وانتشار العدوى بين طلبة المدارس، بحكم أنهم كثيراً ما يلمسون عيونهم وأنوفهم وأفواههم دون أن يدركوا ذلك، وبهذه الطريقة يمكن للجراثيم أن تنفذ إلى أجسادهم الصغيرة وتصيبهم بالعدوى والمرض، ومع حلول فصل الشتاء وموسم الإصابة بأمراض البرد والإنفلونزا، من المفيد الحفاظ على نظافة الصفوف والباحة ودورات المياه، كما يجب أن يتضمن منهاج العلوم للصفوف الأولى مادة توعوية عن ذلك بغية تحويل احترام قواعد النظافة إلى سلوك تلقائي في المنازل والمدارس، وجعله عادة متأصلة وهذا ما يمكن أن ينقذ حياة أطفالنا ويحد من انتقال العدوى إليهم.
* السيدة ميسون ناصر، معلمة، قالت: في الظروف الراهنة لا نملك في الحقيقة أدنى مقومات البيئة الصحية في مدارسنا لذلك نتمنى من الأهل الانتباه لأهمية النظافة عند أبنائهم، من خلال تعليمهم العادات اليومية الجيدة وتنبيههم إلى الأخطاء الشائعة التي يقومون بها دون انتباه، وأضافت: يجب على الأهل توعية أبنائهم إلى أهمية غسل اليدين لتفادي التقاط العدوى من الأمراض التي تنتشر بين الطلبة، لا سيما في فصل الشتاء، فالأهل يلعبون دوراً مهماً في منع انتشار العدوى ويجب عليهم عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة عند إصابتهم بالمرض، وأخذهم إلى الطبيب للتأكد من عدم إصابتهم بمرض معدٍ من أجل ضمان عدم انتقال المرض لزملائهم في الصف.
* الطالبة جيانا درويش، الصف السابع، تقول: لا غنى لنا عن مراعاة قواعد الصحة والنظافة في المدرسة والتي نحن جزء منها، وعلينا أن نحافظ على تجهيزات المدرسة سليمة خاصة النوافذ حتى نحمي أنفسنا من البرد، وكذلك علينا احترام القواعد الصحية التي تمنع انتقال العدوى لغيرنا من الطلاب وكذلك الابتعاد عن الطالب المصاب بكل احترام لحالته المرضية حيث أن ذلك كله وبتضافر جهودنا جميعاً لتحقيقه يعود علينا بالصحة والفائدة.
* الطالب سامر نوفل، الصف الثامن، يقول: الأساس في سلامتنا هو اتباع القواعد الصحية البسيطة كارتداء الملابس المناسبة واقتناء المناديل الورقية وغسل أيدينا جيداً، كما أن نظافة المدرسة أساس لتمتعنا بالصحة والسلامة فهي بيتنا الثاني ونظافتها يجب أن تماثل نظافته، فلنحافظ على مدارسنا وذلك بعدم إلقاء النفايات والأوراق في باحة المدرسة وممراتها، وكذلك يجب علينا المحافظة على أثاث الصف ولنعمل جميعاً يداً بيد من أجل الاهتمام بكل ما هو صحي وآمن في بيئتنا المدرسية.
* الطالبة إنانا سليمان، الصف السابع، تقول: يقع على عاتقنا نحن الطلبة الدور الأساسي في المحافظة على سلامتنا وصحتنا، فالنظافة هي الأساس في تصرفاتنا، فإذا اقتنع الطالب أن المحافظة على نظافة المدرسة مسؤوليته الشخصية، وأن ذلك يعود عليه بالنفع سوف يسعى كل طالب للمحافظة على نظافة مدرسته، فمدرستنا بيت العلم والمعرفة، ولذلك من أبسط حقوق المدرسة علينا نحن الطلبة أن نحافظ على نظافتها بما يتناسب مع مكانتها كصرح تعليمي متكامل الأدوار تربوياً ومعرفياً وصحياً…
* الدكتور وسيم زيني، قال: صحة أطفالنا مسؤولية مشتركة علينا تأمين مستلزماتها، إذ يجب على المدارس الاهتمام كثيراً بتهوية الصفوف بفترات الاستراحة، أو ضمن الحصص حتى يتم تخفيف العدوى بين الطلاب، كذلك يجب التخلص من بعض العادات السيئة بين الطلاب في المراحل الأولى مثل وضع الأقلام في الفم وإعارة الأقلام لطلاب آخرين، وعدم غسل الأيدي جيداً بعد الخروج من دورات المياه أو اللعب في الباحة أو تبادل الأطعمة، وتناول بعض الأطعمة غير النظيفة وغير ذلك، والاهتمام هنا يأتي من الإدارة المدرسية بوضع بعض الخطط لمراقبة تنظيف مرافق المدرسة وتعقيمها، أما بالنسبة إلى المقاصف (إن وجدت) فيجب أن تكون هناك رقابة دائمة عليها، ويكون ذلك بمراقبة ما يباع فيها ومطابقته للشروط والقواعد الصحية المطلوبة فيها، وبالنسبة للأمراض المعدية التي يصاب بها بعض الطلاب، يجب الإشارة أولاً إلى أن البيئة المدرسية ليست ملوثة بحد ذاتها، لكنها تسهم في انتشار الأمراض المعدية بسرعة كبيرة لأنها تجمع عدداً كبيراً من الأطفال، فمن المحتمل أن يلتقط الأطفال عدوى الأمراض المعدية، أما أفضل النصائح لتعليم الطلاب كيفية تجنب التقاط العدوى فهي تعليم الأهل لأطفالهم أهمية الحفاظ على مسافة صحية بينهم وبين الطالب المريض قدر الإمكان خصوصاً عندما يقوم المصاب بالعطس أو الكحة، والابتعاد عنه وتجنب البقاء بجانبه بلطف وأدب تام، أيضاً تعليم الطالب الالتزام بآداب الوقاية من نقل العدوى لغيره، فيجب وضع منديل على فمه حين يعطس أو يكح، وفي حال عطس على يديه بشكل مباشر يجب التوجه مباشرة لغسل يديه جيداً بالماء والصابون، ويفضل تعليم الأطفال عدم مشاركة أدواتهم الشخصية في حال عدم وجود حاجة لذلك (مع عدم تعارض ذلك مع مبدأ مساعدة الآخرين من خلال توضيح أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية)، مثل توفير الأهل مستلزمات الطالب الخاصة من قلم وممحاة ومبراة، وعدم تعريضه لفرصة استعارتها من غيره، لأن الأطفال في كثير من الأحيان يستخدمون أيديهم لفرك الأنف أو العين خلال فترة المرض، وبعدها يمسكون الأدوات المدرسية دون تنظيف الأيدي، لذلك فإن الإقلال من مشاركة الأدوات المدرسية الشخصية يقلل من انتقال الأمراض المعدية بين الأطفال.
بقي للقول: لكي تؤدي المدرسة دورها التعليمي والتربوي على أكمل وجه لا بد أن تلقى الحرص والاهتمام وتوفير المستلزمات لتطبيق قواعد الصحة والسلامة للأطفال، ولتكون الحضن الآمن الذي يحتضن الحياة التعليمية ويسير بها نحو غاياتها المنشودة بالشكل الأمثل، فمن المعروف أن للبيئة المدرسية الأثر الكبير في نمو الطفل نفسياً وصحياً، فإذا توفرت في هذه المؤسسات التعليمية الشروط الصحية، كان نمو الطفل طبيعياً وجيداً، فصحة الطلاب جزء أساسي من صحة المجتمع، لأنهم جيل المستقبل، لذا من المهم جداً والضروري أن يتلازم التعليم ويسير جنباً إلى جنب مع استقرار الصحة الجسدية والنفسية للطلاب، ومع أطيب تمنياتنا بالصحة والسلامة لكافة الكوادر التدريسية ولجميع طلابنا وتلامذتنا الأعزاء.
فدوى مقوص