العدد: 9296
20-2-2019 العدد: 9296
قال السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه قبل يومين: (إن التقصير الأكبر فيما حصل مؤخراً وخاصة في موضوع الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين)، وبما أن كلام السيد الرئيس يجب أن يعمم على كل مفاصل العمل في مؤسسات الوطن، فيا حبذا لو يقرأ اتحاد كرة القدم هذه العبارة الواضحة، ويتخذ منها قاعدة للتعاطي مع الجماهير التي مازالت تطالبه بتوضيحات صريحة عما حصل مع المنتخب الوطني قبل وأثناء بطولة كأس آسيا الأخيرة، فغياب الشفافية لمؤسسة اتحاد الكرة مازال يخيم على عملها ويرسم صورة ضبابية للجماهير المتعطشة لسماع شرح مفصل عما حصل وسيحصل في المستقبل.
إن اعتماد اتحاد الكرة مبدأ تغييب الإعلام وبالتالي تغييب الجماهير عن المعلومة الدقيقة أمر مريب، فقد حاول هذا الاتحاد الفاشل (حتى في صياغة بياناته) إدارة الأذن الصماء لصرخات الجماهير، فهو يقول لنا: تكلموا واصرخوا كما شئتم، فغداً ستتعبون وتملون وتنتهي القصة، وهذا التعاطي أيضاً يخالف ما جاء في خطاب السيد الرئيس حيث قال: (عندما يصرخ المواطن هو لا يصرخ لكي يسمع صراخ الآخرين هو يصرخ لكي يقدم له العلاج)، فأين العلاج يا سيد دباس؟، وأين مشروعكم للنهوض بالكرة السورية؟، وماذا فعلت لجنة العميد بوظو لتطوير المنتخبات والكوادر؟، ألم تتعبوا من الصمت بعد، أم أنكم لا تملكون الجرأة الكافية لمواجهة الجماهير؟.
في السياق ذاته وقبل أن تقع الواقعة، يا حبذا لو يتحلى اتحاد السيد فادي الدباس بالشفافية اللازمة، ويشرح لنا ما يحصل مع المنتخب الأولمبي بعد سلسلة نتائج مخيبة في اللقاءات التحضيرية للتصفيات الآسيوية، فالمنتخب على ما يبدو امتهن السياحة والسفر، والتنقل من بلد إلى آخر تحت عنوان التحضير لاستحقاق قادم، ولكن مسيرة التحضير لا تبشر بالخير، ولا توحي بأن المنتخب يتطور، والنتائج خير دليل على ذلك.
في هذا الشـأن أيضاً، لا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن النتيجة لا تهمنا في اللقاءات الودية، فهذا المنطق قد يصح عند بداية التحضيرات، في حين يعتبر مقياساً لمدى تطور المنتخب بعد أن وصل تعداد اللقاءات الودية إلى رقم كبير لم يسبق لمنتخب سوري أن خاضها من قبل في رحلة تحضير لأي استحقاق، وبكل الأحوال نحن نريد انتصارات حتى مباريات هامشية لأننا شبعنا من الهزائم والنكسات، ولأننا نعرف أن القادر على الفوز قد يظهر العجز كي لا يكشف أوراقه، ولكن العاجز عن الفوز لن يستطيع تحقيقه مهما ادعى ذلك.
اليوم وقبل الغد يجب أن يخرج أي معني بالمنتخب الأولمبي ليشرح لنا عن مسيرة التحضير ويضعنا بصورة المستقبل كي لا نصل إلى التصفيات بأوهام اعتدنا عليها، وأدمنا على نتائجها المخيبة، فالشفافية والوضوح كفيلان بتخفيف معاناة الجماهير عندما نتعرض للخسارة في المباريات الرسمية، لأننا في هذه الحالة لن نبني أمالاً كبيرة، ولن نحلم من جديد بتحقيق مركز متقدم أو حضور لافت في الاستحقاق القادم.
غيث حسن