العدد: 9520
الاحد: 2-2-2020
صدر عن وحدة ترجمان (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) كتاب (الديموغرافيا التحليل والنماذج) لأحد أعلام الديموغرافيا الفرنسية (لوي هنري) . ترجمت الكتاب الباحثة الدكتورة مدى شريقي، اختصاص علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة تشرين.
لإلقاء الضوء على أهمية ومضمون ومحتويات الكتاب تشير د. مدى شريقي أن الكتاب موجه إلى الطلبة والباحثين المهتمين بالمسألة السكانية في مجالات الديموغرافيا والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والاقتصاد.
الكاتب هنري ديموغرافي مؤرخ فرنسي ويعتبره البعض مؤسس الديموغرافية التاريخية وقد حاز على جوائز عديدة يسعى الكاتب من خلاله إلى تزويد الباحث بالترسانة المفاهيمية والتطبيقية اللازمة لإنجاز بحث ديموغرافي تحليلي معمق.
ويعد من أهم المؤلفات الكلاسيكية في مجال التحليل الديموغرافي وأدواته وتطبيقاته.
لا يكتفي المؤلف بالتعريف بعلم الديموغرافيا وأدواته وموضوعاته بل يرشد القارئ إلى عمق مقومات التحليل الديموغرافي كاشفاً في كل خطوة عن مدى التداخلات بين مختلف الظواهر الديموغرافية والطرائق والآليات المتعلقة بتفكيك هذه التداخلات على نحو يتيح التوصل إلى صورة تحليلية سليمة للمعطى العددي, ويتجاوز القراءات الوصفية التبسيطية للرقم الإحصائي.
وتضيف د. شريقي يتألف الكتاب من (506) صفحات بالقطع الوسط موثقاً ومفهرساً من قسمين يشمل القسم الأول المعنون التحليل الديموغرافي مقدمة وعشرة فصول, يعرض الفصل الأول تحليل نتائج تعداد السكن العام, تحليلاً لنتائج التعداد العام للسكان, أو بكلمات أخرى دراسة حالة السكان مع تناول المصادر ودلالات البيانات ونقدها, وتحليلها بمتغير واحد ومتغيرين وثلاثة متغيرات ومتغيرات أكثر أيضاً, بالإضافة إلى عرض مشكلة تفسير البيانات ويتناول الفصل الثاني تحليل موجز لحركية السكان على امتداد عام تقويمي واحد, دلالات البيانات ومصادرها ونقدها ويطرح مشكلات التفسير التي يستلزم حلها معارف أكثر عمقاً والهدف من ذلك تنبيه القارئ إلى خطورة السعي لتقديم تفسيرات متسرعة جداً لبيانات تتسم بعدم كفايتها, وهي نزعة واسعة الانتشار والشيوع.
أما الفصل الثالث (عموميات في تحليل الظواهر الديموغرافية) فيقدم معلومات عامة عن اختيار المؤشرات الخاصة بالظواهر الديموغرافية والتحليل الطولاني الذي يسمى أيضاً التحليل في الأفواج, والتحليل المقطعي الذي يسمى التحليل في المراحل الزمنية, وهو التحليل القائم على دراسة مشاهدات مسجلة خلال عام تقويمي واحد أو على امتداد فترة محددة أي أن هذه المشاهدات تضم أفراداً ينتمون إلى أفواج متنوعة, ويتناول المؤلف في الفصل الرابع الذي ورد بعنوان ( الزواجية) ظاهرة الزواجية سواء فيما يتعلق بالزيجات الأولى, أو بانفصام الرابطة أو بالزواج من جديد.
وفي الفصل الخامس العنوان(الخصوبة) يضع المؤلف دراسة جميع مراتب الأمومة مجتمعة في مركز الاهتمام الأكبر, الأمر الذي يجعل هذا الفصل أنموذجاً أصلياً لدراسة الظواهر المبنية على وقائع متجددة.
أما الفصل السادس فيخصصه المؤلف للبحث عن الأسرة بوصفها مجموعة مؤلفة من زوجين.
بينما الفصل السابع (مقارنات التحليل والتركيب مقطعياً) التحليل المقطعي للزواجية والخصوبة, فيعنى بكل ما يتعلق بهذا النوع من التحليل باستثناء ظاهرة الوفيات. الفصل الثامن بعنوان( الوفيات) من منظور مقطعي, باعتبار أن التحليل المقطعي هو الغالب في هذا المجال التحليلي.
والفصل التاسع(التنقل والهجرات) يتداخل في الكتاب أنموذجاً التحليل المقطعي والتحليل الطولاني, وهو ما يجعل وضع حدود حاسمة بينهما أمراً صعباً بالنسبة إلى المؤلف عند تحليل الحراك الجغرافي ووجهات المهاجرين والهجرات العائدة.
ثم يدرس المؤلف في الفصل العاشر (الحركية الطبيعية للسكان) حركية السكان التي تنتج من الظواهر السابقة. وفي هذا الفصل يستخدم أول مرة مفهوم (معدل التكاثر الصافي) كما يخصص مساحة كبيرة نسبياً للبحث في خصائص السكان وحالات الثبات السكاني وبحسب المؤلف تسمح معرفة هذه الخصائص بتجنب بعض الأخطاء الجسيمة في التحليل.
بينما القسم الثاني من الكتاب, وهو بعنوان (النماذج) من مقدمة وخمسة فصول, ففي الفصل الحادي عشر نماذج تطور السكان, لا يعالج المؤلف جميع النماذج من هذا النوع, بل يكتفي بنظرية لوتكا والتطورات اللاحقة لها, نظراً إلى أهميتها من دون الدخول في تفصيلات إضافة إلى بعض الجوانب المتعلقة بسكان المجتمعات التي تتسم بخصوبة ثابتة, والمجتمعات التي تتسم بتركيب عمري ثابت.
وفي الفصل الثاني عشر ( نماذج تأسيس الأسرة بدءاً من الزواج عموميات, احتمال الحمل, احتماليات الحمل مؤسساً تناوله على أن الحمل حدث عشوائي, وهناك وجود حالات عقم مؤقت.
أما الفصل الثالث عشر (نماذج تأسيس الأسرة بدءاً من الزواج عموميات, وفيات الأجنة واحتمال الحمل, مشكلات مرتبطة بأثر وفيات الأجنة في الخصوبة.
وفي الفصل الرابع عشر نماذج تأسيس الأسرة بدءاً من الزواج مجمل الولادات وجميع العوامل, تباينات فترة إيقاف حالات الحمل والولادات الأولى بحسب المرتبة, والعدد النهائي لأفراد الأسرة.
في حين الفصل الخامس عشر تضمن (نماذج الزواجية) يقدم المؤلف بعض وجهات النظر التي تخص نماذج الزواجية.
(الزيجات في المجمل) على نحو عشوائي, وكحلقات مكتملة, وحلقات انتقالية, فضلاً عن العزوبة العشوائية, والعزوبة الناتجة من اختلال التوازن, وزيجات أبناء العمومة والخؤولة.
مريم صالحة