الناس ووسائط النقل.. كل الإجراءات لم ترتق إلى مستوى الحلول

العدد: 9519

الخميس: 30-1-2020

يعاني الموظفون والطلاب في أحياء مدينة جبلة من قلة وسائل النقل يومياً وخاصة فيما يسمى ساعات الذروة صباحاً من السادسة والنصف صباحاً حتى الثامنة وعند الظهر ابتداء من الثانية عشرة والنصف وحتى الثانية ظهراً وطبعاً مثلهم الكثير من معظم الخطوط إلى قرى الريف البعيد، وذلك لارتباط عدد كبير من أصحاب سيارات السرفيس بعقود مع جهات أخرى عامة وخاصة (روضات، مدارس، معامل) وغير ذلك، وللوقوف على حيثيات الموضوع استمعنا إلى آراء جميع الجهات، والبداية كانت مع القائمين على بعض المدارس والروضات الذين تعاقدوا مع سيارات سرفيس تعمل على بعض خطوط المدينة والريف، وطبعاً هؤلاء من لحظة ترخيصهم لمدارسهم وروضاتهم سمح لهم باستيراد وشراء وسائل نقل خاصة بهم معفاة من الرسوم الجمركية، ولكن قليلاً منهم من التزم بهذا البند، ليكون تعاقد البقية مع وسائل نقل عامة مشكلاً عبئاً على خطوط النقل العامة، لكنهم برروا ذلك بالوضع الاقتصادي السيء الذي تعاني منه البلد والعقوبات الاقتصادية التي تحول دون إمكانية استيراد وسائل نقل خاصة بهم، زد على ذلك أنهم لم يتعاقدوا مع سيارات تعمل على خطوط حيوية مزدحمة وفقط مع سيارات تعمل على خطوط لا يشكل غيابها عن الخط أي إرباك، كما وبرروا أن غياب هذه السيارات عن خطوطها لا يتعدى نصف ساعة صباحاً ومثلها ظهراً لذلك فإن هذه المدة لا تشكل مشكلة تذكر، والأهم من كل ذلك فقد نسقوا (حسب قولهم) مع الجهات المعنية حين التعاقد مع هذه السيارات، والمقصود هنا سيارات خط مشفى كراجات والخطوط التي عليها عدد كبير من السيارات ولن يؤثر على الخدمة غياب عدة سيارات لفترة وجيزة، وخط مشفى كراجات كما ذكر مسجل عليه نحو مائة وأربعون سيارة تخدم أحياء المدينة فيما لو اصطفت وراء بعضها لاتصلت من المشفى إلى الكراج، لذلك لو غاب منها ثلاثون أو حتى أربعون سرفيساً على فترتي الصباح والمساء فلن تتأثر الخدمة على الخط المذكور، كما وأن من يريد التعاقد مع أي سيارة تبقى ضمن الحرية بحيث لا يقع الضرر على الآخرين وبعض ممن تم التعاقد معهم لولا الأجور التي يتقاضاها من العقد لما استطاع تغطية مصروف سيارته في ظل ارتفاع أسعار الصيانة والإصلاح وقطع الغيار، والأهم من ذلك كله إن كان أطفال المدارس والروضات وحتى العمال الذين تنقلهم هذه السرافيس هم من أبنائنا وأخوتنا وكلهم من ذوي الدخل المحدود.

كل له مبرراته
السائقون كانت إجاباتهم متضاربة بين من لو دفع له ثلاثة أضعاف أجرة التعاقد معه فلن يرضى، وطبعاً ليس حباً بتأمين الخط الذي يعمل عليه وخدمة الركاب، بل لأنه لا يستطيع أن يضع نفسه تحت رحمة أحد أو التقيد بأوقات تفرضها مواقيت خروج الطلاب أو العمال بمعنى أنه يريد أن يعمل على راحته وأن يبقى سيد نفسه حسب رأيهم، وحتى هؤلاء لا يزعجهم غياب زملائهم فترتي الذروة الصباحية والظهرية، بل يعتبرونها فرصتهم الذهبية (ركاب على مد النظر) لأنه ما أن يعود زملاؤهم حتى تبدأ سباقات الماراثون والتقاتل على الركاب، ما ينطبق على هذه الحالة مثال (جوعة وشبعة).
بالنسبة لسائقي الخطوط البعيدة أكد من سألناه عن عدم الالتزام بخطوطهم بعد الظهر أيضا كانت أجوبتهم بعدم القدرة على الاستمرار فغالبيتهم ينطلق من الخامسة أو بعدها بنصف ساعة لذلك يكون التعب أخذ مأخذه منهم وحتى مخصصاته اليومية من المازوت لا تكفيه لأكثر من ذلك، وحتى ركاب القرى البعيدة صاروا يعرفون أنهم لن يجدوا وسيلة نقل بعد الثالثة لذلك برمجوا أعمالهم وعودتهم ضمن هذا التوقيت وخاصة في فصل الشتاء بمعنى حتى لو تأخرنا بالكراج فلن نجد ركاباً، أما في الصيف فالوضع مختلف تماماً وأفضل للركاب، والكلام لبعض سائقي خطوط الريف

بالجهة المقابلة فكانت آراء من تعاقدوا مع روضات أو مدارس وجهات أخرى مغايرة تماماً حيث أكد من التقيناه أنه لولا ما يتقاضاه من العقد لما استطاع العمل على السيارة، مدة الرحلة لا تتجاوز ساعة ونصف الساعة بفترتي الصباح والظهر (خفيفة نظيفة) يقابل ما أجنيه من عملي طيلة النهار، غير أني أتقاضى قيمة العقد كمبلغ صافي (مجمع) كما لو كان جمعية أو قرضاً.
أما الجهة المتضررة من ذهاب السرافيس عن الخطوط صباحاً وظهرًا فكانت آراؤهم متقاربة من حيث التعبير عن المعاناة والتأخر صباحاً عن أشغالهم وزيادة مدة انتظارهم إن كان بالكراج أو في السوق (باب الحديقة الشرقي) وهنا أكثر نقطة يتجمع فيها الركاب كونها مركز المدينة وقد قضوا أعمالهم وأشغالهم في المدينة وتسوقوا، ينتظرون حاملين حاجياتهم، كذلك نقطة مقابل البريد، شارع الفروة، وعدة نقاط تشهد ازدحاماً صباحاً وظهراً، وحتى في كراجات قرى الريف الذين أيضاً هؤلاء لهم معاناتهم وخاصة بعد الظهر ما بين الساعة الثانية والثالثة، فكثير من القرى بعد هذا التوقيت يكون (أبو زيد خالك إذا قدرت تلاقي سرفيس يرجعك إلى قريتك حسب قولهم) وهذه معضلة تتكرر يومياً يضطر الركاب إلى تطبيق سيارة من خارج الخط وبالسعر الذي يفرضه السائق وطبعاً سيدفعون مرغمين.
هذه المشكلة وقد حاول المعنيون في المدينة حلها أكثر من مرة، إما بحجز السيارة أو منع السائقين من الخروج من الكراج، وبقي حل يتمثل بحرمانهم من تعبئة مخصصاتهم من كازية الكراج لكن النتائج لم ترق إلى الآن إلى حل يرضي جميع الأطراف، دائماً المواطن أو الراكب يدفع الثمن.

 آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار