بــــلاد وعبـــاد…..مهرجــان المعــري

العدد: 9519

الخميس: 30-1-2020

أول أمس نهض المعري من ضريحه، فتح عينيه للمرة الأولى، مدّ يده مصافحاً تلك الجموع التي توافدت لإحياء مهرجان المعري من جديد، ولكن هذه المرة بطعم الانتصار، وبتوقيع فرسان الجيش العربي السوري، سمع الجموع تردد
أيها الدنيا ارشفي من كأسنا
إن عطر الشام من عطر السماء
شهداء الحق في جنتهم
هزهم للشام وجد ووفاء
الغد الميمون في الدنيا لكم
فاقتحم يا جيش واخفق يا لواء
سلام لكم يا طهر الرجال ومداد الضوء وحماة الديار، بكم يزغرد النصر وتنتصر الكرامة وبكم نسير إلى عزة مجدنا يا من علمتم الأرض الثبات.
رجال.. أم جبال؟ رجال أم صخور من نور ونار؟ رجال أم أبراج متحركة؟ أطواد شامخة رأيناكم.
العالم كله تابعكم . . . جبال من العظمة كنتم في تلك السهول والهضاب كانت وجوهكم بيضاء كضياء الحق كبر فيكم الصمود، كنا معكم، نتحسس نبض قلوبكم، ووهج أرواحكم، لم يستطع البرد مسّ عزائمكم كل ما فيكم يتقد، يتدفق أنفة وكبرياء وعزيمة، واجهتم برد الشتاء وعصف الريح وكأنكم في رحلة صيف، استطعتم أن توصلوا رسالتكم للعالم بأحلى لغة، رسالة التحدي والصمود والإصرار على تحرير كل شبر مغتصب من أرض الرسالات.
كل واحد منكم كان ملحمة، كان كتيبة كان جيشاً من لظى ونار، فأرض تنبتُ هؤلاء الرجال لا يمكن أن يستقر بها الغزاة.
فرسان الجيش أعادوا رأس المعري الذي قطعه الطغاة قبل أن يحطموا التمثال.
المعري الذي قدم للعالم رسالة الغفران، لم يغفروا له، قطعوا رأسه، ليطفؤوا نور العقل وكانوا لحساب أسيادهم ينتقمون، فرسان الله أعادوا للمعري رأسه مرددين ما كان قاله بدوي الجبل في مهرجان المعري:
الدهر ملك العبقرية وحدها
لا ملك جبار ولا سفَّاح
سيدي أبا العلاء يمكنك أن تكمل رسالة الغفران فقد انقضى الليل وأنت اليوم بحماية الرجال الذين يمسكون جذور الضوء، ويشعلون الشمس يمكنك أن تكمل رسالة الغفران، أما نحن فلن نغفر ولن نسامح ولن تهدأ سواعد الرجال قبل أن ينجلي الليل.

 إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار