درجات الهزة الأرضية.. وخطر كل منها

العدد: 9518

الأربعاء: 29-1-2020

كثرت الزلازل في الآونة الأخيرة حتى أصبحت هاجساً يهدد الكثيرين، وكابوساً يتوقع حدوثه في أية لحظة، ومنذ أيام قليلة ماضية شعر سكان اللاذقية بهزة خفيفة إذ اهتزت الثريات كحركات الناقوس وكذلك الأمر بالنسبة للمصابيح المدلاة والأثاث حتى اللوحات الجدارية في بعض الأماكن لم تسلم من هذا الاهتزاز وقد بالغ البعض في شدة الدرجات الاهتزازية! وهناك من توقع هزة أرضية أخرى قادمة بقوة أكبر، دون أن يكون لديه أدلة دامغة ومؤشرات ملموسة! لذلك وحرصاً من (الوحدة) على إيضاح هذه الحالة بشكل علمي مدروس من جهة، وعلى الابتعاد عن التهويل والشائعات وإثارة الذعر بين السكان من جهة أخرى، التقت الوحدة الخبير في هذا المجال د. إياد كميل حنا والذي أفادنا مشكوراً بالآتي:
الزلازل هي حركات تصيب الأرض تنبعث من مركز عميق في جوف الأرض إلى مركز على سطحها، ومنه تتوزع نحو الأطراف فيكون الضغط أعظمياً في مركز الزلزال الجوفي ويمكن تصنيف الهزات الأرضية بالاعتماد على درجتها حسب مقياس (ريختر) الذي يعبر عن الشدة نسبة لاهتزاز مؤشر الجهاز وتتراوح درجات الهزة الأرضية بين درجة واحدة واثنتي عشرة درجة، وطبعاً كلما سجل مؤشر (ريختر) أعلى درجة كلما عظم الخطر وتفاقم، بينما في الدرجة الأولى تكون الهزة غير ملحوظة لا تسجلها إلا الاجهزة الدقيقة جداً، وفي الدرجة الثانية تكون الهزة ضعيفة جداً يشعر بها عدد قليل من الناس شديدي الحساسية أما في الدرجة الثالثة فيشعر بها أقلية من الناس على شكل صوت يشبه صوت السيارة وتزداد شدة الهزة لتصبح متوسطة في الدرجة الرابعة فيشعر بها الناس قليلاً في الهواء الطلق وتكون أكثر وضوحاً في المنازل حيث يرتجف الزجاج ويهتز الأثاث بشكل خفيف جداً بينما في الدرجة الخامسة تكون الهزة قوية نوعاً ما يشعر بها الناس أثناء الحركة، ويهتز الأثاث بشكل واضح وتصبح الهزة قوية في الدرجة السادسة يشعر بها جميع الناس ويتكسر الزجاج ويتشقق طلاء الجدران ويرافق ذلك تأرجح الأشياء المدلاة من السقوف كما تزداد الهزة في الدرجة السابعة لتصبح قوية جداً ينقلب فيها أثاث البيوت، وتتشقق الجدران قليلاً وتتهدم المنازل والأبنية الضعيفة الأساس، أما في الدرجة الثامنة فتصبح الهزة مخربة حيث تهدم المنازل وتسقط المنشآت العالية والنحيفة كالمداخن والخزانات، وتسمى الدرجة التاسعة بالهزة المدمرة حيث تتأثر بها الأبنية الحجرية ويتساقط بعضها وتنهار المنارات والأبراج، أما في الدرجة العاشرة فهي درجة الإبادة لما تسببه من انزلاقات وانهيارات في الأراضي ومن شقوق في القشرة الأرضية وتؤدي أيضاً لانهيارات في المنشآت الضخمة والكتلية كالجدران الاستنادية والسدود الثقيلة أما في الدرجة الحادية عشر فتسبب الهزة الكوارث حيث تحصل شقوق عريضة في القشرة ويتفاقم الخطر في الدرجة الثانية عشرة حيث تسبب الهزة في هذه الحالة تشوهات في القشرة الأرضية ذات أبعاد هائلة لا يسلم من أذاها أي شيء.
بقي للقول…
مهما اختلفت شدة الزلزال ومهما ارتفع مؤشر ريختر ليشير إلى أعلى درجات الهزة يبقى الإنسان عاجزاً عن فعل أي شيء يمنع حدوث تلك الهزة الأرضية المرعبة والحمد لله منطقتنا بمنأى عن مناطق أخرى تكثر فيها الهزات الأرضية بدرجات عظمى.

 رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار