العدد: 9518
الاربعاء:29-1-2020
الشعور الأخلاقي الإنساني والوطني الفاسد والمهين أشدُّ فتكاً وفظاعة من الحروب، خيانة الوطن من الكبائر من الأفعال المشينة في ذاتية الإنسان، مرتزقة الدعوات المشبوهة المسمومة في وسائل التواصل الاجتماعي ضاقت عليهم الأفكار والأدوار، ولم تستطع مصائب الوطن التأثير في وجدانهم المريض النائم وتهذيب أرواحهم وضاقت في نفوسهم الأوطان، يريدون أن يجعلوا منها أرضاً محروقة مستباحة لأسيادهم الضالعين في النفاق والغدر واستعباد الشعوب والدول.
الخيانة تعني هتك عرض مجتمع وشعب ووطن، البون شاسع بين العالي المتسامح، والمتسلق المنحدر إلى الدرك الأسفل، بين خائن يزيف الحقائق ويضعف تجلياتها على أرض الواقع، وبين من يشق الدرب نحو مواجهة الإرهاب حاملاً وصفة علاج لتعافي الوطن.. فمن يستطيع تفتيش الأدمغة بحثاً عن النوايا الخبيثة المبيتة والأفكار الغريبة السامة السوداء..؟!
الخونة طحالب بشرية منفلتة من جاذبية الوطن، فقدوا إرادتهم واتبعوا هوى المال بأدوات وسائل وأموال الشر والسم الحديثة في سعيهم لإقامة مجتمع جبان مزرٍ خالٍ من القيم الوطنية، أشباه أزلام باعوا ضمائرهم بحفنة من المال، يؤمنون بالفوضى والشغب وحتى المواجهة والتخريب كمعنى ناظم للعلاقة بين الفرد والمجتمع والوطن الذي لا تعنيهم مصلحته، و دعواتهم وتصريحاتهم الدنيئة مثلهم تمزق عن وجوههم حجب الدجل والرياء.
مُروجوّ الأفكار الهدامة الساعية لإباحة المحظور وتدمير الوطن هم تجسيد لظاهرة اجتماعية شاذة وتشخيص لعيوب واقعنا، مُدّعو الإصلاح وحراس طرق الرخاء والرفاه وانخفاض الأسعار، مد حُب الوطن في قلوبهم وباعوه بأبخس الأثمان وارتدوا عباءة الشيطان وانبطحوا في خندق العدو يلفقون بحق وطنهم مالا يعلمه إلا الله من أقاويل، يشوهون جمال الوطن وينقصون كماله، والإدانة واضحة صريحة تحوطهم من رؤوسهم إلى أخامص أقدامهم والشهود يحيطون بهم من كل حدب وصوب.
الخيانة عمرها من عمر البشر على وجه هذه البسيطة وليست محصورة بشعب دون آخر وجميع الدساتير البشرية الوضعية والعقائد السماوية تجرمها وتُجرّمُ الخائن، والخونة أتباع مروضين مطواعين يبيعون ويشترون ويأتمرون بأوامر أسيادهم ومشغليهم يدعون للانتقال من ثقافة الحرب على الإرهاب إلى تدمير ممتلكات الشعب وتخريب الوطن، يغطون شمس الحقيقة بغربال الأكاذيب بواسطة أفكار شريرة هدفها تسميم العقول وتعكير الأفكار والأجواء بتعابير تخدش حياء الوطن، ينصبون أنفسهم قضاة لمحاكمة القيادة والمجتمع والدولة، ووحدة الوطن لا تعني لهم شيئاً.
لا يوجد خيانة أشد وطأة وسوءاً وجبناً وانحطاطاً من خيانة الوطن، الهتاف سلاح دمار حين يكتبه قلم حاقد، وحين ينطقه صوت مبحوح كفحيح الأفاعي وكأنه سم عقرب في صحراء لم تعرف قطرة ماء عبر تاريخها، الوطن نسخ الحياة ويخضور البقاء أمانة في أعناقنا.. علينا نشر الوعي ضد حملة الضلالة والتضليل وتصدع الفكر المهزوم والعقول المأزومة والأقلام التائهة الكسولة، ونشد على أيدي القلوب والأرواح التي تسيج حدود الوطن وترتفع إلى السماء مثل شهاب وكأنها الجبل لا يهده ريح.
نعمان إبراهيم حميشة