رقــم العــدد 9517
الثلاثــاء 28 كـانون الثاني 2020
يعد محصول الحمضيات من المحاصيل الأساسية في محافظة اللاذقية التي قدر إنتاجها منه لهذا الموسم بنحو 860 ألف طن وفيما وصلت الكميات المسوقة من هذا المحصول بحسب مصادر مديرية زراعة اللاذقية إلى أكثر من 300 ألف طن فإن المعاناة التسويقية لا زالت من أهم العقد التي تنتظر الحل.
وفي الوقت التي تعددت الإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة لمعالجة هذه المشكلة فإن آخر هذه الإجراءات كان برنامج الاعتمادية الوطني الذي كان موضوع حديثنا مع المهندسة ميس شحادة رئيس دائرة الاقتصاد الزراعي في مديرية زراعة اللاذقية.
بناءً على ما تقرر في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة بتاريخ 28/7/2019 والمتضمن العمل على التنسيق المشترك واتخاذ الإجراءات والتحضيرات اللازمة لتسويق موسم الحمضيات المقبل محلياً وخارجياً بالشكل الأمثل، وتلافي الثغرات والعقبات التي ظهرت في تسويق المواسم السابقة, وذلك بما يسهم في دعم الفلاحين وتحقيق أكبر عوائد ممكنة من هذا المحصول على الاقتصاد الوطني, وفقاً لما تم الاتفاق عليه أثناء الجلسة، وكخطوة للنهوض بالاقتصاد الزراعي بظل الحرب الاقتصادية والتطور والمنافسة الخارجية من خلال قرارات وإجراءات حكومية جديدة بالتنسيق بين الوزارات المعنية تركز على الجودة والتسويق بهدف تشجيع الاستثمار الزراعي من خلال تحسين العائدات عبر مواكبة التطور الحاصل في التسويق العالمي ودخول المنتجات الزراعية السورية الأسواق المستهدفة بقوة وتخطي العشوائية الحالية التي يمكن أن تؤدي للخروج من الأسواق الحالية، فقد تم مؤخراً إطلاق برنامج الاعتمادية بالتعاون بين وزارتي الزراعة والاقتصاد وهيئة دعم الإنتاج المحلي وتنمية الصادرات بهدف التأسيس لبرنامج تسويقي خارجي للمنتجات الزراعية السورية والتي كانت بدايتها محصول الحمضيات المتميز بجودته ونوعيته بالإضافة إلى مراكز الفرز والتوضيب والشركات التصديرية، والمشاكل التي عانى منها هذا المحصول لجهة الاعتماد سابقاً على الأسواق المجاورة في العراق والخليج فكان إغلاق المعابر نتيجة الإرهاب سبباً في تراكم الإنتاج وعدم قدرة التسويق على استيعاب كمياته.
حل المشكلة التسويقية
ومن هنا جاء برنامج الاعتمادية وهو برنامج وطني مستقبلي والذي يقوم على اعتماد المزارع التي تطبق الممارسات الزراعية الجيدة واعتماد مراكز الفرز والتوضيب وفق المعايير العالمية وكذلك خطوط النقل البرية والبحرية المنتظمة ضمن بروتوكولات تبادل تجاري بين الدول المستهدفة للحصول على مزايا تفضيلية فقد تم هذا العام القيام بجولات ميدانية على مستوى المناطق الأربع في المحافظة بالتنسيق والتعاون مع عدد من كوادر مديرية الزراعة إلى المَزارع التي لا تقل مساحتها عن 2.5 هكتار حيث تم ملء استمارات خاصة باعتمادية مزارع الحمضيات وقد تجاوز عددها ( 500 ) مزرعة، وتم القيام بعملية فرز أولي للاستمارات واستبعاد الاستمارات التي لا تحقق شروط الاعتمادية المطلوبة والتي هي الاعتناء الجيد بالمزرعة وعدم وجود أعشاب ضارة حول الأشجار وعدم استخدام الأسمدة الورقية والمبيدات الكيميائية غير المسموح بها والمزارع التي مساحتها أقل من 2.5 هكتار، وبلغ عدد المزارع التي لا تقل مساحتها عن 25 دونماً وتحقق شروط الاعتمادية 138 مزرعة والمزارع التي تحقق شروط الاعتمادية ولكن بعدة حيازات بلغت 118مزرعة. بالإضافة إلى إقامة ورشة عمل مع شركتي المراقبة الدولية acerta الإسبانية وccpb الإيطالية لمنح شهادات GLOPAL GAP للمَزارع التي تم اعتمادها على أن تتحمل هيئة دعم الإنتاج المحلي وتنمية الصادرات كلفة هذه الشهادة للمزارع وبالتالي لتكون هذه الشهادة بمثابة جواز سفر للحمضيات السورية في الأسواق العالمية.
روزنامة زراعية
وفي تاريخ 21/12/2019 تمت إقامة مهرجان الحمضيات على أرض المتحف الوطني في محافظة اللاذقية بمشاركة فعالة من قبل الجهات ذات الصلة بتسويق الحمضيات ومراكز فرز وتوضيب وشركة ccpb الإيطالية، وقد رافق المهرجان ندوة علمية بحضور السيد معاون الوزير الدكتور لؤي أصلان ومدير عام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات استمرت لمدة يومين تضمنت 25 محاضرة خلال 300 دقيقة تناولت محاور الندوة شجرة الحمضيات بدء من البذرة حتى الوصول لمرحلة التسويق وقد تم وضع عدد من المقترحات والتوصيات والتي منها وضع روزنامة زراعية لتحديد مواعيد قطاف أصناف الحمضيات حسب معامل النضج وتأمين الأجهزة اللازمة لذلك، وإدخال تقنية الفرز الضوئي وإقامة معرض للحمضيات كل سنتين, وتنفيذ برامج بحثية علمية تغطي كل ما يتعلق بزراعة وإنتاج الحمضيات واعتماد الأبحاث على أرض الواقع، والاستمرار بتطبيق الإدارة المتكاملة، وتربية وإكثار أعداء حيوية أخرى غير الموجودة حالياً حسب الحاجة ودعم التصدير من خلال تخفيض الرسوم، ويتم حالياً استكمال العمل ببرنامج الاعتمادية وذلك بغية الوصول به إلى تحقيق الغايات التي وجد من أجلها.
نعمان أصلان