العدد: 9296
20-2-2019
يعتمد القسم الأكبر من السكان على الزراعة كونها القطّاع الوحيد، فالزراعة القطاعات الاقتصادية الإنتاجية المهمّة، حيث كانت أول نشاط إنتاجي قام به الإنسان، وعلى الرغم من التطور الحضاري فإنّ الزراعة لا تزال القطاع الأكثر أهمية في حياة الشعوب جميعها، وقد حاول الإنسان أن يتقدم عن طريق الصناعة بمنتجات غير زراعية غير أنّ التجربة العملية بيّنت عدم قدرتها على الصمود أمام الإنتاج الزراعي الطبيعي وهكذا عادت هذه لتتبوّأ موقعها المتقدّم كما في كلّ زمان ومكان كقطاع يقدم للإنسان جميع ما يتطلب من حاجياته الغذائية والملبوسات، وقد تعددّت الزراعات بأنواعها النباتية والحيوانية وتطوّرت وانتشرت واستطاع الإنسان أن يحسّن أنواعاً وأصنافاً كثيرة ويرفع من إنتاجيتها عن طريق استخدام منجزات العلم العصرية، والزراعات تختلف من حيث الأهمية الاقتصادية وآثارها فهناك الزراعات الضرورية لحياة الإنسان ومنها الحبوب بأنواعها- القطن والتبغ- والفواكه والخضار، لكن واقع الزراعة في الفترة الحالية تغيّر كثيراً حيث تراجعت العديد من الزراعات، من خلال المساحة والإنتاج وحصلت هذه التغيرات نتيجة لعدّة عوامل، فإنّ العمل في الزراعة قد قلّ في الفترة الأخيرة لعدّة أسباب منها:
– توجّه أغلب المزارعين إلى العمل في العقارات والتجارة وسعيهم إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح إضافة إلى قلّة اليد العاملة بسبب الحرب.
– الحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا نتيجة مواقف قطرنا النضالية.
– عناد بعض مزارعينا إذ تعوّد على نوع سماد معيّن من الصعب إقناعه بتغيير هذا النوع.
– غلاء الأسمدة والبذار والمبيدات وعدم وجود وسائط نقل بين المحافظات كان لها تأثير في قلّة الزراعة.
– تقلّص مساحات الأراضي بفعل إنشاء طرق ومنشآت ومدن صناعية وبسبب التنظيم العمراني السائد هذا اليوم.
– عدم وجود خطة لتشجيع الزراعة ومساعدة الفلّاح الذي يرى بأنّه لا يعوّض له في حال الخسارة وانخفاض الإنتاج مقارنة بالأعوام الماضية.
لذلك يجب علينا أن ندعم الزراعة من جديد بشتى الوسائل لما للزراعة من أهمية اقتصادية في دعم الاقتصاد الزراعي، وذلك من خلال العمل على دعم الفلّاح وتأمين مستلزمات الزراعة من الأسمدة والأراضي والبذار وغير ذلك و توفير الموارد المالية اللازمة لتأمين حاجاتها عن طريق الاستيراد إذا لم يستطع عن طريق القدرة الذاتية.
– وضع خطط علمية لحشد الطاقات والإمكانات الكافية، وأيضاً وجود هيئة متخصصة في عملية التصنيع الزراعي وزيادة كميات المزروعات وإعداد الأرض من جديد لتشمل السماد العضوي والأسمدة الكيميائية والحراثة، ومن ثم تعقيم التربة ضدّ أمراض النباتية المتعددة، وللعلم دور في الزراعة، فهو عنصر أساسي في دعم المنتوجات الزراعية، وحالياً هناك نمو سكاني كبير وزيادة في الاستهلاك يضعها في دائرة العمل على زيادة كميات المزروعات.
وللمصرف الزراعي دورٌ في دعم المزارع وذلك من خلال القروض التي يقدمها للمزارعين.
ولا ننسى أخيراً أهمّية وجود هيئة عملية متخصصة بالتصنيع الزراعي وتفعيل عمل الوحدات الإرشادية في تطوير الزراعة، ولا سيّما أنّ أغلب المزارعين أجمع على تأمين البنى التحتية، ودعم الصادرات الزراعيّة و..، وإيجاد صناعات غذائية حديثة تواكب وفرة الإنتاج.
عواطف الكعدي