البحـــوث العلميــة الزراعيـــة ودورهــا في تحســـــــين القطاعـــين الزراعـــي والحـــيواني المزارعون: نســـمع بها بالإعـــلام فقــط وزراعتنــا كما ورثناهــا عن أجـــدادنا

العدد: 9296

20-2-2019


 

يعد البحث الزراعي واحداً من أهم المقومات التي ساهمت في النهضة الزراعية، وبالرغم من الظروف الصعبة التي تعرض لها هذا القطاع، فقد كان له دور في تقديم الخدمات والإرشادات للمزارع وساعد في حماية الأراضي من التدهور.
ولمعرفة ماذا استطاع مركز البحوث الزراعية أن يقدّم للمزارعين من خدمات، خلال هذه الفترة التقينا عدداً منهم، وهذا خلاصة ما قالوه: نحن كفلاحين نسمع الكثير عن البحوث الزراعية ودورها في تطوير الزراعة ولكن في ظل الظروف الحالية زراعتنا متراجعة بسبب قلّة مستلزمات الإنتاج، والبحوث لم تغننا عن استخدام الأسمدة العضوية والكيماوية لزيادة الإنتاجية وتحسين النوعية، لأصناف عديدة على مدار العام بدلاً من بقاء بعض الزراعات مقتصر على فصل واحد، ونقول لابد للمركز من أن يضطلع بدور تحسّين الصفات الوراثيّة للثمار والخضراوات والفواكه من خلال زراعة البذور المحسّنة والنباتات المهجنة التي تساعدنا في الحصول على ثمار جيدة وبكميّات أكبر، وخالية من الشوائب والحشرات التي تسبب تلفاً لمحاصيلنا وتخفّض الإنتاج السنوي، وبغير ذلك نتكبّد خسائر مالية.
أبحاث المركز غير مرتبطة بأراضينا
* المزارع /محمد زيدان/ قال: للبحوث الزراعية دور هام في تحسين الواقع الزراعي من خلال ما تجريه من أبحاث علمية مكثّفة لتطوير البذور لذلك أصبحت الحاجة ملحّة لتعزيز طرق الري الزراعي خصوصاً من خلال ما نشاهده من تغيرات مناخية، وقد أصبح من الضروري وبظل البحوث العلمية الزراعية استخدام الأسمدة الزراعية بشكل منظم، آخذين بعين الاعتبار توفرها بأسعار مناسبة وبنوعيات جيدة وبالتوقيت الأمثل، فالأبحاث في مجال الإنتاج الزراعي لابد من أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرية محل البحث، فنحن نرى أن هناك الكثير من القرى لا تجري عليها أياً من البحوث العلمية الزراعية، وكثير من الفلاحين والمزارعين تعاني زراعاتهم من نوعية التربة السيئة، وكما هو معروف هناك ارتباط وثيق وكبير بين التربة والإنتاج والأثر البيئي على التربة والتقنيات الحديثة في معالجة التربة، والتقدم التقني والعلمي لأنظمة الإنتاج الزراعي من خلال الأبحاث العلمية التي تقدمها البحوث الزراعية.

زراعتنا كما ورثناها عن أجدادنا
* المزارع أحمد عدرا: إن طريقة الزراعة التي نقوم بها متبعة منذ القدم وهي متوارثة عبر الأجيال ونحن المزارعين والفلاحين نعتمد على الاستخدام المكثّف للموارد الطبيعية ومعرفتنا القديمة بأساليب الزراعة، ونقوم باستخدام منتجات قد تكون أقل ضرراً من غيرها بحيث تمنع الأمراض والآفات التي تستهدف النباتات وتتلفها، واليوم وبظل التغيرات المناخية يتعرض النظام الزراعي لعوامل مهددة له، لذلك لابد من توظيف المصادر الطبيعية جيداً، والاستخدام الأمثل للموارد المحلية من خلال الوسائل الطبيعية وتوفير النظم الزراعية والبحوث التطبيقية بقصد تطوير القطاع الزراعي والحيواني.
والبحوث الزراعية قيل الكثير عن دورها وهدفها وبرامجها وإرشاداتها لتوعية المزارع في تحسين الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال أصناف جديدة ومقاومة للأمراض، وبشكل عام: إنّ البحوث الزراعية وما تقدمه لا نراها على أرض الواقع حتى يتسنى لنا نحن المزارعين التعرف على التجارب لمحاصيلنا الزراعية والحيوانية، وفي ظل الأحوال المناخية والأزمة وارتفاع مستلزمات الإنتاج لوحظ انخفاض كميات الإنتاج في كافة محاصيلنا الزراعية ولابد من التركيز على هذا القطاع الهام وإيلاء الدعم الكافي وتوفير كافة ومستلزمات الإنتاج واستثمار كل المساحات المتاحة للزراعة والتحسين الوراثي للقطاع الحيواني..
* وحول الانطباع العام قال أحد المزارعين: تعتبر الزراعة مصدر رزقنا الأول ومهما تعددت أشكالها ومحاصيلها فهي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لنا ولعائلاتنا وتأمين حاجاتنا اليومية من مأكل ومشرب، وسواء أكان للبحوث الزراعية دور أم لم يكن، فنحن نحدد أهمية الزراعة كونها ترتبط بنا وبحياتنا اليومية.
ونحن لا نعرف البحوث العلمية ولكن نسمع بها من خلال الإعلام والتلفزيون، فلابد من تنمية القطاع الزراعي من خلال البحوث العلمية والتنمية الزراعية ونحن نحتاج بشكل مستمر إلى دعم ومساندة وتنمية، وأكّد أهمية المشاركة الميدانية لإبراز الوسائل المؤثرة على الزراعة والإنتاج الزراعي والحيواني بما يهدف إلى بحث قضايا المزارعين لافتاً إلى أهميّة التنمية بالقطاع الزراعي والحيواني بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في توفير المتطلبات والمستلزمات اليومية لحياتنا المعيشية.
مشاريع النظم الزراعية والحيوانية
في هذا الخصوص نؤكّد أهمية هذا القطاع ودوره في مشاريع النظم الزراعية والنهوض والازدهار، لذلك تعد البحوث الزراعية بشكل عام واحدة من أهم الجهات التي ساهمت وتساهم في النهضة الزراعية ومواكبة التطور العلمي الزراعي ونشر زراعة صنفية جيدة والعديد من السلالات والبذار، كما لا يقتصر دورها عند هذا الحد من العمليات بل هناك هدف في ذات الوقت يعود إلى حماية الأرض من التدهور.
وحول دور مركز البحوث العلمية الزراعية في مشروع النظم الزراعية يقول الدكتور محمد سلهب رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية أنّ أهداف البحوث الزراعية تتركز في محاور عدة أهمها:
– إيجاد الحلول للمشاكل الرئيسية والثانوية التي تواجه الزراعة.
– تحسين الإنتاج كماًّ ونوعاً بما يحقق مردوداً اقتصادياً عالياً.
– المحافظة على المصادر الوراثية /النباتية والحيوانية/ وتحسينها.
– تحقيق السلامة البيئية عن طريق تعزيز الزراعة العضوية والحصول على منتج عضوي سليم صحياً وبيئياً.
حصاد المياه
ومنع انجراف التربة
وعن أهم الأبحاث التطبيقية أوضح د. سلهب أنّ البحوث العلمية الزراعية تهتم بشكل عام بالأبحاث التطبيقية ذات الأثر المباشر في تطوير الزراعة وزيادة وتحسين الإنتاج وخفض تكاليفه وصيانة الموارد الطبيعية الزراعية.
وتتمحور هذه الأبحاث ضمن عدّة اختصاصات وهي : موارد طبيعية- وقاية نبات- ثروة حيوانية- محاصيل زراعية.. الخ/، وعلى سبيل المثال:
في مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية هناك أبحاث تتعلق بتقنيات حصاد المياه ودراسة تأثيرها على محتوى التربة من الرطوبة والحد من انجرافها، إضافة إلى تأثير هذه التقنيات على نمو وإنتاج أشجار الزيتون، وهناك أبحاث أخرى تتعلق بدراسة تأثير الزراعة الحافظة في خواص التربة، أيضاً هناك أبحاث تنفذ على أهم الآفات الزراعية وأعدائها الحيوية في الساحل السوري، فضلاً عن وجود محطّة متخصصة بأبحاث الحمضيات /أصول وأصناف وأهم الآفات والأعداء الحيوية/ مثل محطة سيانو.
السماد من روث الحيوانات
أما أبحاث الثروة الحيوانية فتتركز بشكل أساسي بمحورين أساسيين هما: التغذية والفيزيولوجيا / مخبرات- دواجن/.
وتتركز الزراعة العضوية حول نظام الزراعة العضوية الذي يعتمد بشكل أساسي على بقايا المحاصيل والأسمدة الطبيعية الخضراء والسماد من روث الحيوانات بحيث يحقق توازناً ما بين المدخلات والمخرجات في نظام مغلق، يسمح هذا النظام بتشجيع النشاط البيولوجي في التربة وتوفير العناصر الغذائية للمحاصيل بشكل غير مباشر دون استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية بهدف الحصول على منتج عضوي سليم صحياً وبيئياً. وعن نتائج البحوث العلمية الزراعية أفاد سلهب: يتم تسليط الضوء عليها من خلال نشاطات علمية /ندوات علمية- ورشات عمل- أيام حقلية- دورات تدريبية/ بهدف نقل المعلومة أو التقنية إلى المزارعين والفنيين وتطبيقها على أرض الواقع بما يخدم العملية الزراعية. وتعد دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة صلة الوصل الأساسية ما بين مركز البحوث والمزارع والفني.
صعوبة تأمين مستلزمات البحث العلمي
وعن أهم الصعوبات التي تواجه مركز الأبحاث الزراعية بيّن سلهب:
نقص العمالة كان من أهم الصعوبات التي نعاني منها، وقد تم استدراك هذه الصعوبة مؤخّراً من خلال المسابقة التي تم الإعلان عنها في العام الماضي، وأصبح لدينا كادرٌ عماليٌ وفني يفي بالغرض، وأيضاً تتجلى الصعوبات في الفترة الحالية، بانعكاس واقع الحرب في سورية على القطاع الزراعي من حيث عدم القدرة على تأمين مستلزمات البحث العلمي من أجهزة ومواد بشكل سريع أومن خلال عدم إمكانية إجراء الدراسات في بعض المناطق بسبب الأوضاع الأمنية السائدة.
نهاية:
تضطلع البحوث الزراعية بمهام عديدة تصب بمجملها في مصلحة القطاع الزراعي والحيواني، حيث يشكل المركز طليعة البحث العلمي الزراعي، ويسهم في حل المشكلات التي يواجهها المزارعون من أجل تحسين مستوى الإنتاج والمعيشة وزيادة الدخل لتحقيق التنمية المستدامة.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار