العدد: 9513
الاربعاء:22-1-2020
تؤكد الدراسات العلمية التي تقوم على مراقبة طبائع الجنسين أنه من الأفضل للشاب أن يتزوج من شابة لا تختلف عنه كثيراً في العادات والتقاليد والثقافة الواحدة.
وعندما نريد اختيار شريك أو شريكة من الأفضل أن نختار شخصاً نتفق معه قدر الإمكان على الأمور الأساسية في الحياة لتفادي الخلافات الحادة فيما بعد ومن هنا ضرورة التعرف إلى طباع الشريك قبل اتخاذ قرار الزواج، ومن الطبيعي أن يختار الإنسان الشخص الذي يشبهه ولا يختلف عنه كثيراً لكي يتمكن من التفاهم معه بسهولة، وهذا ما يسهل عملية التقارب وسرعان ما تتوطد العلاقة لأن المشاعر والمبادئ والقيم والعادات تكون متشابهة إلى حد كبير.
ولكن لا توجد وصفة جاهزة للزواج الناجح حيث لابد من الاعتراف صراحة بأن الاختلافات بين الزوجين هي في الأساس اختلافات بين الرجل والمرأة، وهذه الاختلافات أو الفوارق هي التي تثير المشكلات وبقدر ما تكون بسيطة تنخفض أسباب النزاع ولذلك يجب التعرف إلى موانع الفروقات من جهة ونقاط التشابه من جهة أخرى لنتمكن من تخفيف حدة الخلافات في الحياة الزوجية.
يعتقد الكثيرون أن انفتاح المرأة على المجتمع وقيامها بالأعمال والمهن التي كانت حكراً على الرجال يعني أنها أصبحت تشبه الرجل فإذا كنا نعيش في عصر المساواة فهذا لا يعني التشابه، ولا بد من الاعتراف بوجود فوارق في التكوين الفيزيولوجي بين الرجل والمرأة هذه الفوارق في التركيبة الجسدية لكل منهما ترتدي أهمية كبرى إذ يترتب عليها إفرازات مختلفة لها تأثيرها الأكيد في المزاج والطبع والسلوك كما في طريقة التفكير والنظر إلى مسائل جوهرية كما الحب والحرية والسلطة والتملك وغيرها، فقد نستخدم الألفاظ نفسها ولكننا نختلف في معانيها وما تنطوي عليه من أفكار لقد أصبحت المرأة تتمتع بحرية الرأي والتعبير ولكن ذلك لا يعني أنها أصبحت قادرة على إجراء حوار حقيقي مع زوجها لأن الكلمات والعبارات تكون في أغلب الأحيان مشحونة بالمشاعر الشخصية والرغبات المكبوتة في مواقف لا واعية من الصعب أن تتخذ معنى موضوعياً واحداً نعم لقد أصبح بإمكان المرأة أن تناقش زوجها وتحاوره ولكن ذلك لا يعني بالضرورة التواصل إلى تفاهم حقيقي معه كما بإمكان الزوج أن يستمع إلى خطاب زوجته ولكنه لا يدرك بالضبط مضمون كلامها ولذلك غالباً ما يكون الحوار بينهما مثل حوار الطرشان لأن لكل منهما طريقة معينة في التفكير فالمرأة تفكر بشعورها وعواطفها وحدسها وتجاربها وذكائها الخاص فيما يفكر الرجل بالعقل والمنطق والطرق الحسابية وهذا الأمر ليس غريباً فنحن في الواقع نتكلم ونتحدث ولكننا نتكلم اللغة نفسها والأسوأ أننا نجهل ذلك ونظن أننا نفكر بالطريقة ذاتها، وإن الاعتراف بأن الآخر مختلف هو بداية لمحاولة فهمه بشكل صحيح والتسامح معه ولذلك يحتاج الزوجان إلى فهم عقلية الآخر والنقاط التي يختلفان فيها والتدرب على كيفية التعامل معها.
وثمة ثوابت وأهداف في الحياة الزوجية ينبغي على العريسين الجديدين أن يتفقا عليها قبل الإقدام على الزواج حتى لا ينشب الخلاف بسرعة بعد انقشاع غيوم الحب والغرام ليجد كل منهما أنه يسير في طريقين متوازيين لا يلتقيان أبداً، فالاتفاق على الأهداف بين الزوجين أمر ضروري لضمان استمرارية الحياة الزوجية، فالاختلاف على الأهداف قد يترك مجالاً للشجار الذي يصعب معه الوصول إلى الحلول الإيجابية وقد يعود في كثير من الحالات إلى الطلاق ومن الأسباب الأخرى للخلافات وجود فوارق في التربية والتقاليد والعادات الاجتماعية والأذواق وغيرها من الفروقات يجب على الزوجين القبول بها والتعايش معها إذ من المستحيل أن نجد شخصين متشابهين تماماً في كل الأمور فلا يوجد إنسان نسخة طبق الأصل عن إنسان آخر.
لمي معروف