أشـــــلاء الأمـــــس

العـــــدد 9512

الثــــــلاثاء 21 كانون الثاني 2020

 

بين ثنايا الروح تقبع ذكريات الماضي، بعضها مازال يختصر مسافات الزّمن، وبعضها الآخر يقطن في منازل النسيان..
تطاردنا بين الفينة والأخرى، بأماكنها وشخوصها وروائحها، كشريط ذكرياتٍ يمرّ مسرعاً يسابق اللحظات وينتهز الدقائق..
عيونٌ ترمق السّاعة وتنتظر أجَلاً غير مسمّى، وقلوبٌ تنبض دقّاتها على توقيت الانتظار.. أتشرق شمس وجوههم بعدما غيّبتها الأيام؟ أم تأفل مع النجوم وتغرب في غسق الدّجى؟
ويمرّ العمر مسرعاً لا يشفع للقلوب ولا للعيون ترقّبها.. ونمضي خلفه نسابق مطر السّماء وديمها، ترى أترجع الغيوم يوماً لتسكن آفاقها يوم كانت تظلّلنا هنا؟ أم نوضّب أشلاء أمسِنا عاقدين العزم على الرّحيل خلفها؟
ونعود إلى مؤقّت الزّمن حين لبثنا تحت فيء الطفولة ننتظر غدنا لنكبر وحينما أتانا الغد على عَجَلٍ سرقنا من أنفسنا ومن ضحكات براءتنا لتكفهرّ الوجوه وتعبس وتتولّى..
على صفيح الشّمس عقدنا آمالنا.. وعلى جدائل القمر نسجنا أحلامنا، فماذا بقي منها؟
تاهت في دروب الزّمن وغياهبه وسراديب نسيانه، واختبأت منّا وعنّا، لتدعنا نبحث عنها ونفتّش بين حناياها عن ذواتنا بعدما ابتلعت أكواب الماضي وشربت أنخابها.
الغد مازال ينتظرنا لكنّ الماضي يسعف ذاكرتنا الملآى بآلام وأحزان خبّأناها في جِرار الأسى علّنا ننساها وتنسانا.

ريم جبيلي

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار