الرجل يخاف من الصلع أكثر مما تخــاف زوجتـــه من التجاعيـــد

العـــــدد 9511

الإثنيــــن 20 كانون الثاني 2020

 

ما أسهل أن يتقمص الرجل دور القوي المتماسك القادر على تجاوز الصعاب مهما كانت قوتها والعديد من الرجال يتقنون هذا الدور ببراعة ولا ينكشفون على حقيقتهم إلا عندما تقع الواقعة، فيتضح أن الضعف هو العورة التي حرصوا على سترها قبل وقوع تلك الواقعة، وواقع الحال أن منبع التقمص لدى الرجل ينبع من كبت المشاعر في الصغر عندما كان الطفل يسمع من الكبار أحاديث عن أن الرجل يجب ألا يبكي وإنه يجب أن يظل قوياً ومتماسكاً لمجرد أنه ولد وما يحدث في الواقع هو أن النساء عادة يقبضن تلك الصورة النمطية بل يشجعن عليها وبعض النساء لايرين في الرجل غير مثال في القوة في كل شيء. إن كنت من هذا النوع فعلى الأرجح أنك لم ترَ الرجل الذي تزوجته حديثاً يتصبب عرقاً إلا عندما يرتدي سترته في حرارة الصيف ولكن الأيام المقبلة ستكشف لك عن إنه يتصبب عرقاً عندما يغضب وبديهي أيضاً أن يتصبب عرقاً عندما يصاب بالحمى وإذا بحثنا في المخاوف التي تؤرق الرجال نجد أن الرجل يخاف من تساقط الشعر أكثر من خوف المرأة من التجاعيد وهذا ما يفسر كثرة الإقبال على زراعة الشعر بين الرجال الخوف من الإفلاس يؤرقهم ويجعلهم ضعفاء إلى حد الهشاشة، وعلى الرغم من انتشار ظاهرة العمل بين النساء وما أدت إليه من تقاسم للغة المعيشة بين الجنسين .فإن الرجل مازال يعتقد أنه هو المسؤول الأول عن لقمة الخبز الخاصة بالعائلة وبينما ترفض المرأة هذا المفهوم وتصر على أنها شريكة في جلب المال، فإنها نادراً ما تشعر بالقلق من الإفلاس أو انعدام الدخل.
وإذا كانت الاستدانة سلوكاً معروفاً بين الناس فقد تبين أن المرآة التي تستدين مالاً لا تشعر بقلق كبير. أما الرجل فقد يخسر قدرته على النوم إذا ما شعر بأنه غير قادر على الوفاء بالدين في موعده وعن أداء الرجل في العمل تبين أنه أكثر قلقاً عندما ينتظر علاوة أو ترفيعاً مع أنه قد يكون أحسن أداء من المرأة. واللافت أن كل تلك المخاوف لدى الرجل تبقى مغلفة بستار من القوة وكأن الرجل مصنوع من أسلاك فولاذية وليس من عروق وأعصاب.

لمي معروف 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار