أهالي أرواد يتذكــرون أكبر عاصفــة ضربت جزيرتهــم في القرن العشــرين

العدد: 9492

الأربعاء:18-12-2019

امتاز الأرواديون بشهامتهم وصبرهم وكرمهم وحبهم للحياة منذ قديم الزمان، كيف لا وهم من صادقوا البحر وعملوا فيه وتحملوا كل تقلباته وظروفه ففي العواصف كانوا يحاصرون لأيام عديدة دون القدرة على الوصول للمدينة مع ما كان يحمله ذلك من ظروف صحية طارئة أو حاجة للأدوية وحتى للطعام فيما كانوا يعتمدون على المؤن الموجودة أما المدارس فكانت تتعطل لتقطع الأوصال وعدم قدرة الأساتذة على الوصول للجزيرة فيما كان يبقى بعضهم الآخر ممن وصل الجزيرة في ضيافة الأهالي لحين تحسن الأجواء، و يذكر علي نجم رئيس بلدية أرواد أن أكبر عاصفة تعرضت لها الجزيرة في منتصف القرن العشرين كانت في تشرين الأول من عام 1967حين خربت أكثر من ثمانية عشر منزلاً في الجهة الغربية منها، حيث اجتاحت العاصفة أرواد حاملة أمطاراً ورياحاً بلغت سرعتها حوالي 120 كم/ ساعة وهو رقم قياسي لم يسبق أن سُجل في منطقتهم في ذلك الوقت ويشير أهالي الجزيرة الذين عايشوا العاصفة ونقلوها لأولادهم وأحفادهم أن الأمواج اجتاحت المنطقة الغربية بالكامل منها حارة مارتقلا (يروى أن قبر القديسة تقلا مازال في الجزيرة) وحارة التربة الغربية وحارة الحابوس بالكامل وحارة الفنار بما فيها الصخور من جميع أنحاء الجزيرة حيث لم يكن الكورنيش الشرقي للجزيرة موجود بعد مخلفة وراءها أضرار كبيرة ومغرقة الشوارع والطرق وجميع البيوت المقابلة للجهة الغربية، فحسب شهود العيان اجتاحت الأمواج المقبرة الغربية بحوالي 40% و لم يكن هناك سور يحمي المقبرة ما أدى إلى انجراف التربة واختفاء أكثر من 100 قبر تحت الطين، فيما يروي بعض الأشخاص الذين شهدوا هذا العاصفة بأن قبر (الشيخ العلامة) كما يصفونه (الشيخ عثمان عسيلي) لم يحدث له أي شيء، ويضيف الأهالي بأنه وقبل دخول العاصفة بساعات للجزيرة كان هنالك رحلة جاءت من الداخل مؤلفة من (70) شخصاً بقصد السياحة، وحين دخلت العاصفة الجزيرة لم يستطيعوا الرجوع، فاستقبلهم أهالي الجزيرة في بيوتهم لمدة سبعة أيام وتم توزيع حوالي كل 3 أشخاص إلى بيت مع إكرامهم على أحسن وجه وفي اليوم السادس وبعد أن أوشكت العاصفة على الانخفاض والانتهاء جاءت قطعة حربية صغيرة إلى الجزيرة وأوصلت الضيوف إلى بر طرطوس ..

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار