النقد والانتقاد

العـــــدد 9490

الإثنين 16 كانون الأول 2019

أن تكون ناقداً فهذا أمر جيد، فالنقد هو حق لأي إنسان، ويعتبر من أبسط حقوق الفرد، لأن النقد يطال كل مجالات الحياة، السياسية، الأدبية، الفنية بكل فروعها، والإدارية، كي يبدي الناقد رأيه بما يشاء، ويعطي وجهة نظره، مبينّاً الأخطاء الموجودة في أي مجال من المجالات التي ذكرناها آنفاً، ومن أجل تصحيح تلك الأخطاء، وتجميل الأفكار أكثر مما هي عليه، وقد يكون النقد على هيئة كتابية أو شفوية.
هناك فرق بين الكلمتين، فالنقد إيجابي في أكثر الأحيان، وكما قلنا هو إظهار الأخطاء في أعمال وكتابات الآخرين، ولكن بطريقة إيجابية، تهدف إلى تصحيح تلك الأخطاء، يقال: ( الخلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية).
وللنقد أنواع: منها الذاتي، أن ينتقد الإنسان أداءه بنفسه ، وحتى على مستوى الجماعات هناك بعض المؤسسات والأحزاب التي تنتقد أداء أعمالها داخلياً، من أجل تحسين صورها وتقويم أعمالها.
وهناك النقد الهادف: بدون أن يتم تجريح الجهة التي يتم نقدها على خلاف النقد الهدام، الذي يصدر عن أشخاص نتيجة غضب وكراهية الشخص الناقد لإنسان آخر يريد تحطيم شخصية والتأثير سلباً على عمله.
والخلاف في الرأي بين الناقد والمنقود أمر إيجابي يدعم المقولة: (إذا لم نختلف فلن يكون هناك جديد)، لأن اختلاف الآراء وخلافها يكسر الرتابة والترهل، في أي عمل كان، وينتج آراء وأفكار جديدة ومفيدة.
أما الانتقاد فهو البحث بشكل جدي، لإظهار أخطاء من تريد انتقاده من أجل إبراز سلبياته على إيجابياته، ويسمى أيضاً النقد المشوّه سيئ الطرح، يحمل بين طياته وكلماته التجريح، وتغلب عليه الشخصنة، ويؤدي في أكثر الأحيان، إلى تفاقم المشاكل وتعقيدها ، وليس إلى حلّها.

حسن علاّن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار