هل من الحكمـــة أن تعترف لزوجــتك بعلاقاتك السابقة ؟

العـــــدد 9490

الإثنين 16 كانون الأول 2019

 

هل تنفع الصراحة أم تضر عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الزوجية؟ هذا السؤال يتسبب في القلق والأرق لدى الكثير من الناس خصوصاً عندما يكون هناك أمر جسيم يتعين إخفاؤه.
يتساءل المرء وقد صار متزوجاً هل أبوح بما كان يجري؟ هل أفتح دفاتر الماضي بكل أمانة؟ هل أكون واقعياً وأطوي الصفحة بكل ما فيها من مساوئ؟ ولكن ماذا لو انكشف السر عن طريق ثالث؟

أليس من الأفضل أن أكون أنا مصدر المعلومة من أن يكون الآخرون هم من ينقلوها؟
إن كنت تخشى من البوح بماضيك أمام زوجتك فأنت واحد من الحيارى وتنفع النصيحة التي تقول (إن جرح الحقيقة أقل إيلاماً من التغطية عليها) لأن الزواج القائم على الحب يستطيع ابتلاع أي عاصفة قد تنجم عن البوح بأشياء صارت في خبر كان.
لذلك فإن الجواب البسيط عن السؤال حول ماذا يتعين فعله إزاء الماضي هو كن صريحاً وألقِ بما في جعبتك على الطاولة فما فات.. فات والمهم ما سيكون لاما كان.
ولكن ماذا لو أدى ذلك البوح إلى خراب العلاقة الزوجية؟. إن حدوث هذا الخراب يعني أن العلاقة نفسها هشة، فالعلة في ضعف العلاقة وليس في البوح بما كان في الماضي.
الأصل في البوح أن يكون متبادلاً وأن ينطلق من قاعدة مفادها أن الجميع لهم تجارب ومع أن تلك التجارب قد تفاوتت من مستوى إلى آخر إلا أن المبدأ هو أننا ( أبناء اليوم).
ويكفينا شجاعة وفخراً أننا نمتلك جرأة الاعتراف وعزيمة الاستفادة من الماضي، والإصرار على الوفاء بمقتضيات الوضع الجديد في العلاقة الزوجية الصحية يعد عدم البوح حالة مرضية تصيب صاحبها بالشعور بالذنب بل الشخص الذي لا يشعر بالذنب هو شخص غير وفي لأنه خالف متطلبات الثقة الكاملة بين الزوجين. وإن القدرة على البوح تعد مقياساً للحب باعتبار أن الشخص الذي يفتح الدفاتر العتيقة بكل شجاعة هو شخص أكثر أهلية للثقة إن البوح بها يمكن أن يكون خطيئة يعني أن صاحبه عانى ضغطاً داخلياً لإخراج تلك الأسرار الدفينة إلى السطح ووضعها في خانة التجارب التي تتعين الاستفادة منها ولا العودة إليها.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار