العدد: 9294
18-2-2019
مهما طالبنا ونادينا بالاستقالات والمحاسبات والعقوبات فإن واقع الحال يشير إلى أن كل ذلك لن يعدو مجرد صرخات في الهواء في آذان لا تريد أن تسمع وعيون لا تريد أن ترى وفكراً غير مؤهل بعد للمناقشة والمحاسبة والاعتراف والتطور هذا هو حالنا مع كل أسف عقب كل ما قيل ويقال على صفحات الاعلام الرياضي والقنوات الاذاعية والتلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكل ذلك لم يحقق حتى الآن سوى (فشة الخلق) وهدر الوقت وضياع المسؤولية وخيبات الأمل، ويبدو أن الوقت قد حان لنكتفي بما قلناه ونادينا به لنطالب بالبحث عما يجب أن يجري وعن خارطة طريق واضحة المعالم ليس فيها حفر ومطبات وعشوائيات بعيداً عن الزمن المهدور، وبات علينا التوقف عن استعراض إنجازات وهمية لم تحدث وتصريحات وأقوال ووعود لم تنفذ، فلم يعد الزمن لصالحنا طالما أننا نصرف معظمه في شيكات ليس لها رصيد . . ومع التطور الحاصل في حياتنا الحالية أصبحت الرياضة بحد ذاتها عنواناً لتطوير العلاقات بين الشعوب والدول وطريقاً لتحقيق الكثير من المكاسب المادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية . . ألم يخطر ببالنا أن نسأل أنفسنا: ماذا نحن الآن فاعلون؟ قد يبدو السؤال بسيطاً لكن الإجابة عليه اكثر تعقيداً مما يمكننا أن نتصور لأننا غير جاهزين بعد لتحمل مسؤولية الإجابة والتي هي أكبر من قدراتنا الحالية، وأعقد من تطلعات جماهيرنا الرياضية التي سئمت القيل والقال، ومن مستويات العقلية الإدارية والفنية، وتريد ولو شمعة بسيطة تضاء في عتمة الرياضة السورية، وخطوات ملموسة لتغيير الواقع المتردي والمزمن من عقود ، لكننا حالياً ما نزال بعيدين عن فكرة البناء الرياضي الحضاري الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز ببلدنا أسوة بشعوب العالم الأخرى التي تنشد التطور الرياضي وتسعى له وتحشد من أجله الطاقات والأموال والكفاءات البشرية . . فإلى متى سنبقى منتظرين؟ وهل بارقة الأمل المنشودة في عقلية متنورة واستراتيجية متطورة وكوادر مقتدرة باتت حلماً يستحيل تحقيقه في المدى المنظور؟
سنبقى نعيش على حلم المستقبل آملين ألا يطول الانتظار أكثر مما طال .
المهندس ســــامــر زيــــــن