«إيـــــدك معهــــــا مــو عليهــــــا..»

العـــــدد 9485

الإثنين 9 كانون الأول 2019

 

(لا للعنف، من حقي أن أحكي، لا للزواج المبكر، جسدي لي..) حروف لغتهم التي نطقوا بها في كرنفال بعنوان (إيدك معها مو عليها)، خرج فيه المئات من صغار وكبار، نساء وشباب وأطفال من دير مار يعقوب المقطع بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف في مسير وصلوا فيه إلى ساحة سقوبين، وقد استحوذ المشهد اهتمام سكان المنطقة وناسها وشدهم إليه ليخرجوا من منازلهم أجمعين حتى الشيوخ منهم والعجائز والأطفال، وليتركوا دكاكينهم ومشاغلهم ويصوروا بالموبايلات والكاميرات، فلطالما كان للدير عندهم مطرح ومقام إذ عنى بهمن واعتنى بأوجاعهم وحاجاتهم فاغتنوا بمشاريع وكفوا عنهم السؤال وليكون بها العيش والحياة، فقد أشارت أم حسين الذي تجاوز عمرها الثمانين بسنين خطت طرقها بتجاويف وتجاعيد على الوجه واليدين المتعبتين، وقد أسندتها العكاز التي شبهتها بدير مار يعقوب إلى أنها ممتنة للدير الذي بعث فيها الهدوء وراحة البال والطمأنينة على أولادها الموجوعين والضعفاء، بعد أن وصلت حالهم لليأس والفقر، وقد أوصت أهل الدير بهم وفي يوم ما سترحل مطمئنة وقد أضحوا اليوم بمشاريع صغيرة تدر عليهم بعض عيش كريم.

الطفلة نور الشام مدين ميا، صف ثان، أشارت إلى أنها تأتي إلى الدير لتأخذ دروساً تقوية في كل المواد من الرياضيات والعلوم والاجتماعيات والمعلمات (حلوات وكويسات) يساعدنها ورفيقاتها على الحفظ وحل الواجبات ومن قلبها تقول لهم: شكراً.
أم الطفلة شام الشامي في الصف الثالث: أتت لتشارك في الكرنفال لأجل (شام) تريدها أن تكون فرحة فقد أوصتها المجيء ولن تخيب عندها الرجاء ولو جاءت مريضة والسعال يتخلل صوتها كل حين، تقول: صغيرتي بين أياد أمينة تحتضنها لتضعها في طريق النجاح، وقد اجتهدت كثيراً بعد أن ترددت على صفوف التقوية والدورات التي يقيمها الدير، وقد وفر عليها أجور الدروس الخصوصية والكثير من باقي مستلزمات المدرسة التي يمنحها الدير لجميع الأولاد مجاناً وهدايا، فكل الشكر لهم جميعاً الذين دائماً يستقبلوننا بالابتسام.

نسرين نهري مديرة مركز دير مار يعقوب المقطع للإغاثة بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة قالت: لدينا اليوم كرنفال (إيدك معها مو عليها) ضمن فعاليات حملة 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي بدأنا بها في 26 تشرين الثاني وتستمر لغاية 10 كانون الأول، وتتضمن: جلسات توعية ورسم لوحات جدارية في بعض المناطق متل: سقوبين، كرسانا، ستمرخو، عين البيضا، خربة سلاس، حيث أن المساحة التي شملتها برامج الدير بدأت من بساتين الريحان والبحرية وقد وصلنا بها إلى عين البيضا ومشقيتا، وتابعت: كما تضمنت الحملة حفلاً موسيقياً ومسرحاً حركياً هادفاً يتعلق بالحملة، وكرنفال (إيدك معها مو عليها) شاركت فيه النساء والأطفال واليافعون وكبار السن وذوو الاحتياجات، وقد وصل عددهم 800 بينهم 300 طفل رفعوا شعارات تجمعها صيحة واحدة (لا للعنف) ولإبراز دور المرأة المساعد والمساند للرجل بالإضافة إلى معرض لمنتجات المستفيدات من برامج سبل العيش التي تدربن فيها على بعض المهن وتمكن منها كما حصلوا على المنح لأجل مشاريعهن التي أصبحن أصحابها ليقفن على أرجلهن باقتدار وليعشن حياة كريمة مع عائلاتهن، ومن الجميل أنهن أبدعن ونجحن ليصار لهن ماركات مسجلة تطرح في الأسواق بمواد ومنتجات منافسة.
هذا المركز هو عائلتهم والعائلة مسؤولة عن أولادها، المركز يحتضن كل أفراد الأسرة أي أن الأطفال لهم عنا مشاريع كثيرة: الدعم النفسي والاجتماعي والترميم التعليمي لنعود بالأولاد إلى مدارسهم.
واختتمت كلامها بما يحمله (بكرا) من جديد فقالت: من المؤكد أننا سنستمر ببرامجنا الأساسية التي فتحنا عليها أبواب الدير وعليها نزيد: فغير سبل العيش لدينا هذه السنة ترميم مخابز وترميم منازل بالريف الشمالي المتضرر، وأيضاً الدعم النفسي والاجتماعي مستمر والمساعدات الطبية والغير طبية والترميم التعليمي، ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالإضافة إلى مشروع جديد بعنوان (المبادرات المجتمعية) والذي يأتي على تحسين هيكلية أو مظهر أي منطقة تحتاجه، وترك بصمة تبث الحياة فيه.

وسيكون لدينا فريق جديد بالريف الشمالي قسطل المعاف في 2020 يستهدف ببرامجه العائدين.
من المستفيدات من دورات ومنح الدير مريم حنا، أم لطفلين وزوجها مع رجال جيشنا العظيم في الجبهات أكدت أنها نالت الخبرة والمعرفة الكافية في صنع حلويات الأعياد والكريسمس تلقتها من دورات في الدير جعلتها منافسة قوية في الأسواق، ولم تكن أدواتها أو خبرتها التي اصطحبتها لسنين في العمل والتوصيات والبيع كما هي عليها اليوم، حيث الألوان والأشكال بفنون يسيل لها فيض لعاب.
مريم سقاطي لديها من الأولاد ستة ينقسمون بين عسكريين وجامعيين، بدأت العمل منذ أكثر من خمس سنوات، وقد تعرفت على الدير وأهله من الجيران وكان لي عندهم دورات صناعة الصابون قويت فيها نفسي كما نلت منهم منحة ليكون العمل دائماً وأسوقه على صفحتي على النت والحمد لله (ماشي الحال، بحصة تسند جرة )
مريم اسكيف، ربة بيت والحيل ضعيف بعد التهجير من جسر الشغور، فما كان منها غير أن قصدت الدير لأجل دورة المعجنات والحلويات، وقد حصلت منهم على عدتها لتصنع الفطائر والكباب بالإضافة إلى الكعك والكرابيج وغيرها الكثير التي ترطب القلب وتبهج العين وأكدت أنها بدأت مشروعها ب10آلاف ليرة فقط والحمد لله مستورة.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار