العدد: 9293
الأحد-17-2-2019
ثمانية عشر عاماً ولم تتغير الصورة، أنقاض ناد يرقص على مسرحه كل من يستطيع الوصول إلى قلب اللجان التنفيذية المتعاقبة، والمكتب التنفيذي في دمشق، فيمارسون بعدها مراهقتهم الرياضية، ويبيعون الناس أوهاماً، والضحية دائماً وأبداً هو ذاك المشجع الجبلاوي المسكين القابض على الجمر، والباحث عن مجد سمع عنه ولم ير منه إلا أطلالا مذيلة بخيبات الأمل، وعبارة (القادم أفضل).
لن ندخل في التفاصيل اليومية، ولن نقول أن المسؤولية تقع على عاتق فلان أو علتان، فقد اعتدنا أن نكتب عن هموم هذا النادي منذ عشرين سنة تقريباً، ولم ننجح في تغيير قيد أنملة من النهج المقولب الذي أسس لمدرسة فاشلة لا حياة فيها لمن تنادي.
إن المسؤولية الكاملة لما وصل إليه نادي جبلة تتحملها اللجنة التنفيذية في اللاذقية والمكتب التنفيذي الذي يترأسه (فخر) الرياضة السورية اللواء موفق جمعة، فهؤلاء هم من مارسوا فعل المماطلة في إنتاج إدارات نادي جبلة المتعاقبة، وهم من كانوا دائما يصدرون (فرمانات) التشكيل بناء على المحسوبيات والتحاصص، وهم من كانوا على طول السنوات الماضية يخنقون الوقت قبل إصدار التشكيلة الإدارية، وينتظرون حتى اللحظات الأخيرة كي تبصر هذه الإدارات النور، مما يجعلها تصطدم بجدار الزمن وتلجأ إلى نوعية متواضعة من اللاعبين لأجل خوض منافسات الدوري، فتكررت على إثر ذلك اسطوانة التراجيديا التي عزفت لحن الهبوط والعودة إلى الدرجة الأقل.
هناك في جبلة من يعرف ويذكر هذه التفاصيل بحكم العمر، وهناك من لم يعاصرها، ولكنه يذكر بالطبع كيف ماطل المكتب التنفيذي قبل عامين تقريباً بتشكيل الإدارة السابقة والنتيجة كانت هبوطاً إلى الدرجة الأولى كما تعرفون، وتذكرون أيضاً كيف أخرت اللجنة التنفيذية ومن خلفها قيادة المنظمة ولادة الإدارة الحالية، فلم يُترك لها الوقت الكافي لمجرد التفكير باستقطاب المجموعة الأفضل، فكان أن جاءت أيضاً على جناح السرعة للحاق بمن تبقى من لاعبين انتهت صلاحياتهم وآخرين لم ينضجوا بعد، وها هو نادي جبلة يقرع باب الدرجة الأولى من جديد.
قد لا ينفع هذا الكلام من يكتوون بنار النتائج السيئة، فهم بالتأكيد يبحثون عن حلول سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على اعتبار أن الوقت لم يفت بعد، ومازال بالإمكان تدارك هذا الوضع الحرج، ولكن المشكلة الحقيقة بأن من يمتلكون الحلول أو قد يملكون القدرة على اجتراحها لا كلمة لهم ولا رأي، فهنالك مركزية بحتة في اتخاذ القرار والأمر ليس شورى بينهم، وبالتالي لا رأي لمن لا يطاع، ولا نستطيع أن نطالب بتغيير ما خوفاً من أن يُجلب الأسوأ.
ومن باب الحرص على نادي جبلة، نتمنى عليكم أن تفكروا ملياً قبل اتخاذ القرار، ولا ضير إن استمزجتم الآراء بشرط أن تكون هذه الآراء نقية صافية لا خلفية لها إلا مصلحة نادي جبلة، ولا شك أن فترة التوقف القادمة ستشكل فرصة ذهبية لأي حراك قد تقوم به إدارة النادي، وهي أيضا فرصة لتجميع القوى وإعادة رص الصفوف لمواجهة المراحل القادمة من عمر الدوري.
غيث حسن