«الفيزياء وقضايا العصر» في محاضرة فلسفة العلوم

العـــــدد 9481

الثلاثـــــــاء 3 كانون الأول 2019

 

ألقى الدكتور جهاد ملحم أستاذ جامعي وباحث في فلسفة العلوم محاضرة حملت عنوان (الفيزياء وقضايا العصر) وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية.
تهدف المحاضرة إلى إلقاء الضوء على علم الفيزياء الذي لم يأخذ العناية الكافية في بلداننا من جهة، وإلى أهميته ومكانته في تقدم الأمم من جهة ثانية.
بداية أشار د. ملحم إلى الأستاذ محمد عبد السلام (نوبل في الفيزياء) الذي قال عن الفيزياء إنها علم صناعة الثروة الأسمى، وأن العصور تسمّى تبعاً لنوع التقانة السائدة فيها فيقال العصر البرونزي، العصر الحجري الخ . . وقد أطلق على القرن العشرين المنصرم بالعصر النووي لأن فيه نشأ مارد السلاح النووي المرعب، والذي جرب في مدينتي (هيروشيما وناغازاكي) عام 1945 فكانت المأساة الكبيرة الرهيبة، وإذا صح لنا أن نسمي القرن الحادي والعشرين لأطلقنا عليه عصر المعلوماتية، أو عصر النانوتكنولوجي، وجميع هذه التسميات هي نتاج علم الفيزياء الحديثة.
وشدد المحاضر على أهمية الفيزياء وصلتها بكل نواحي الحياة، ومنها الناحية الاقتصادية إذ تساهم الطاقة النووية بـ 20% من مصادر الطاقة العالمية، وهي مرشحة للازدياد، أيضاً الناحية الطبية حيث تستخدم في المداواة من الأمراض المستعصية، وفي التشخيص الطبي وتصوي الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، وبذلك تنقذ حياة الملايين.
أما من الناحية التكنولوجية فهناك الليزر واستخداماته الهائلة، تكنولوجيا الحواسيب، تكنولوجيا الاتصالات الخ . . .
تقنية النانو: وهي الثورة الأخطر على حياة الجنس البشري لأن نتائجها غير مسبوقة وغير معروفة، كذلك الناحية السياسية حماية السلم العالمي من خلال نظرية الردع المتبادل، والذي منع حتى الآن قيام حرب عالمية ثالثة وبذلك أسدل الستار على سلسلة الفاتحين من أمثال: الاسكندر وقيصر ونابليون، وذلك يعود لاختراع القنبلة الهيدروجينية والصواريخ العابرة للقارات وقد مكن السلاح النووي من امتلاك أصحابه النفوذ على العالم، أيضاً هناك الناحية الفلسفية لأن الفيزياء تعني الطبيعة النهائية للواقع، لكنها مشروع يلتمس مبادئ عامة تقف خلف الظواهر وتحكم الكون فهي تطبق على كل الأجسام دون استثناء، وتحاول الإجابة على جميع الأسئلة، وأوضح د. جهاد أن الفيزياء حررت معتقدات الناس من الخرافة، وأن معرفة الفيزياء أمر جوهري لكل العالم الأخرى (الرياضيات، الطب، البيولوجيا، العلوم الهندسية) والاطلاع على طرق العمل والمفاهيم في حقل الفيزياء له أهمية كبرى حتى في حقول الفلسفة ونظريات المعرفة والمناهج العلمية والدراسات الاقتصادية والمالية وتوصيل معطيات الفيزياء مسؤولية جميع المؤسسات المهتمة بتثقيف المجتمع ثقافة علمية، إضافة إلى المدارس والجامعات يأتي دور الشركات التجارية ومنظمات المجتمع المدني.
وختم د. جهاد ملحم محاضرته قائلاً: إن الأديب والكاتب والشاعر والسياسي والفنان لا يمكن له استيعاب روح العصر دون فهم جزئي للعلم ومراحل تطوره، خصوصاً في مجال الفيزياء ومهما تكن مهنة المرء فقد يتعلم شيئاً عن الفيزياء والمسائل الإنسانية يُعينه في كسب العيش وقد لا يُعينه لكن على كل حال سوف تتوسع مداركه ويزداد فهمه لهذا الكون الجميل والمهيب، وهل هناك أسمى من إدراك لغز الوجود ومعرفة أين تتجه حياتنا المتهالكة والآيلة إلى الفناء.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار