ماذا تفعل عنــدما يعترف ابنك بأنه يدخــن الأركيــلة؟

العـــــدد 9481

الثلاثـــــــاء 3 كانون الأول 2019

 

فرضت المقاهي نفسها بقوة على الواقع الاجتماعي وصار يرتادها الكبير والصغير المتعلم والجاهل الغني والفقير.
والمقاهي على مستويات مختلفة ومن أكواب الكابتشينو الدافئة إلى أراكيل المعسل ومن الديكورات الفخمة الحالمة إلى البسطات فأي شيء وجده شبابنا في المقاهي ليجتمعوا عليها؟ وماذا تفعل لوجاءك ابنك ليعترف قائلاً: أبي أنا أدخن الأركيلة؟
هناك وجهتا نظر للأب المدخن وغير المدخن.
الأب المدخن: طرحنا السؤال عليه فكان الجواب؟ سوف أسكت لأنني مدخن وإن كنت أحرص على عدم التدخين أمام الأولاد في المنزل حتى لا أكون قدوة سيئة لهم، ولكن التريث في ردة الفعل مطلوبة ولا بد من أن أحترم صداقة ابني حتى لا أخسره، وبالتالي فهو لن يخبرني بما يحدث معه مستقبلاً وسأحاول أن أفهمه بلغه الحوار بأن الأركيلة ضارة بالصحة، ولن أقسو عليه لأن التشدد سيؤدي إلى ردة فعل سلبية من جهته، وقد أخسره كابن ولأن نوعية العلاقة بين الآباء والأبناء يجب لأن تكون صحيحة بمعنى ان يكون هناك نوع من المصارحة والشفافية بلا خوف.
ولكن لابد من حلّ وعلاج وبعد أن يمر الموقف أراقبه بطريقة لا تزعجه وإن وجدت إنه مازال يدخن، فسأعقد معه اتفاقاً كما فعل والدي معي وينص الاتفاق على إنه أراد التدخين فليدخن من ماله الخاص وليس من جيبي وكافة الآباء يفعلون ذلك ويعقدون هذا الاتفاق مع أبنائهم وفي النهاية يبقى الالتزام بالاتفاق أمراً آخر.
أما وجهة النظر الثانية من أب لا يدخن بعد أن طرحنا عليه نفس السؤال قال: بدون تردد سوف أضربه إن تدخين الأركيلة في نظري انحراف وهذا يعني أن هناك خللاً ما عند الابن أو الأهل. وهنا لابد من معرفة مصدر الخلل والسبب الذي دفعه إلى ذلك وأن من يمسك النار ليس كمن يضع يده في الماء كما قلت سأضربه أولا، ولكن لابد من أجلس معه وأقنعه بالتي هي أحسن ولابد من أن يقتنع لأن التدخين مضر بالصحة والجيب أيضاً فضلاً عن الرائحة السيئة التي يخلفها كما إنه يسبب الكثير من الامراض ومنها سرطان الرئة الذي يؤدي إلى الموت.
إن الطريقة المثلى التي يجب على الآباء اللجوء إليها حين يعلمون أن ابنهم يدخن الأركيلة سواء علموا بذلك مصادفة أو مع سبق الإصرار والترصد علينا أن نراعي الكثير من الأمور المهمة والنقاط الحيوية والسؤال المحوري هنا كيف نحمي الشباب وصغار السن من الوقوع في إغراء هذه الموضة الجديدة.
لذلك علينا معرفة الدوافع التي تحرك هؤلاء وتدفعهم إلى طريق ارتياد المقاهي وتدخين الأركيلة فلا شك أن للمتورطين دوافع وأسباباً نفسية فهي أحد وسائل الهروب من المشكلات الحياتية وإن الدراسات تؤكد أن ضعف الثقة بالنفس والتشاؤم قد يدفعان الشباب إلى التدخين.
لذلك على الآباء أن يراعوا أبنائهم ويتابعوهم ويتبعوهم ويكونوا قريبين منهم أكثر من رفاقهم الذين قد يكونون سيئين فالرفقة السيئة لا يقتصر أثرها على الأركيلة فقد يهرب من المدرسة ويسرق ويفتعل المشاكل لأنه من الطبيعي في هذا السن أن يتباهى الابناء بمغامراتهم ورجولتهم قبل الأوان.
ولا ننسىَ أن الطفل في مرحلة المراهقة يمر بتغييرات هرمونية توثر في طريقة تفكيره وسلوكه
كن متسمعاً جيداً له واحترم رأيه وكن صديقاً له واستمر في ملاحظة تغير سلوك ابنك وتصرفاته تعرف إلى مخاطر السجائر والمخدرات وأنواعها الشائعة والمتداولة لتحمي أبناءك منها.
عزز الثقة في نفس ابنك لتمكنه من الشعور بالطمأنينة وتمكنه من بناء شخصيته ولتكن أقوالك مطابقة لأفعالك.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار