إدمــان ألعـاب الواقع الافتراضي خــــطر يــــهدد أطفـــــالنا

العدد: 9480

الاثنين: 2-12-2019

 

الألعاب الالكترونية ضارة للأطفال الذين صاروا يعشقونها لكنه يبدو من الخطأ أيضاً التفكير بحرمانهم منها.. وإزاء هذا الوضع تقع على عاتق الآباء المربين مهمة توجيه اختيارات الأبناء من هذه الألعاب وتحديد الوقت المخصص لها.

الواقع الافتراضي الذي تخلقه الألعاب الالكترونية بخلاف جميع أنواع الألعاب التي اعتاد الأطفال مزاولتها عبر سنوات الطفولة لا يمت لواقع المعاش بصلة اللهم إلا عن طريق التقليد الصوري بمعنى أن أحداث اللعبة لا تجري على أرض الواقع ولا تستقي أهدافها منه و للدلالة على هذا الأمر ومن واقع الطفولة بعض هذه الأمور لعبة (الببجي) التي غزت المواقع الالكترونية ،حيث يشارك فيها أكثر من طفل حتى لا يكاد طفل إلا ويمارسها الأمر الذي يؤدي إلى انشغاله عن واجباته الأساسية في الدراسة وتعليمه على العنف والعدوانية.
وحين نقول: إن عالم الألعاب الالكترونية هو امتداد للواقع الافتراضي فهذا يعني أنه عبارة عن استطالة مضافة تخلو من عبق الواقع وملامسة الحقائق ،وتجعل من الصعب على الطفل خلق العالم المستقل لافتقاده الألعاب الالكترونية وللبعد الافتراضي الذي توفره الألعاب الالكترونية عن الواقع المادي دور في خلق أولى نُوياتْ الإحباط لدى أطفال العصور الحديثة فالرجال الخارقون والأبطال المفعمون بقوى جبارة التي تحفل بها شرائط الفيديو لا يمكن إيجاد مثيل لها في عالم الحقيقة، الأمر الذي يعني إصابة خيال الطفل بالاغتراب عن الواقع خلاصة القول: إن العالم الافتراضي كان وسيظل موجوداً في عالم اللعب الذي يمارسه الأطفال إلا أن هذا العالم يستقي مادته من أرض الواقع وتجري وقائعه فيه حتى وإن كانت هذه الوقائع عنيفة إلا أن العنف في الألعاب الالكترونية يظل من ذلك النوع الغرائبي الذي يصعب للغاية إيجاد شبه له في الواقع المعاش في حين أن ألوان الواقع الافتراضي في الألعاب الالكترونية لا يمكن إيجاد مثيل لها على الإطلاق ما يؤدي بعكس أشكال الألعاب التقليدية إلى دفع خيال الأطفال إلى طريق مسدود. لذا فإن على الآباء إبعاد تلك الأشرطة التي تتضمن سيناريوهات عنيفة وغريبة جداً عن الواقع المعاش عن أطفالهم لأنها تؤدي ببساطة إلى انطواء قوى الوعي على ذاتها وانعزال الأطفال وتقوية دوافع الأنانية لديهم وللخروج من هذا المأزق ينصح الآباء بعدم منع الأطفال من حيازة الألعاب الالكترونية بل التدخل لاختيار الأفضل من بينها والعمل على تقليل أوقات ممارستها وزيادة مساحة اللعب التقليدي مما يدفع الأطفال إلى المقارنة بين النوعين وهي المقارنة التي ستدفعهم حتماً إلى اختيار اللعب الأكثر تطابقاً مع حاجات الطفولة بمعناها الأصيل.
ونقصد اللعب التقليدي كما ينصح المربون بزيادة أوقات الحديث مع الأطفال وقراءة القصص القريبة من الواقع ودفعهم إلى المشاركة في أعمال البيت بشكل تدريجي عن طريق إثارة حماسهم وتشجيعهم بمكافآت معينة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار