العدد: 9478
الخميس:28-11-2019
لا يكاد يخلو بيتاً من بيوتنا من الأحاديث اليومية والحوارات المحتدة أحياناً عن العملية التعليمية وآلية النهوض بها والارتقاء بمستواها وواقعها ومكوناتها من طالب ومدّرس ومدرسة وواقع كل منهم وهمومه وشجونه فالجميع يعانون ويأنون فمن المدرسين الذين لا يكادون يلتقطون أنفاسهم من قوانين وأنظمة ومناهج متغيرة باستمرار دون معرفة السبب أو الهدف من ذلك إلى أولياء الأمور التائهين ما بين المناهج الجديدة المطورة والسعي الدؤوب خلف الدروس الخصوصية التي باتت تثقل كاهلهم وتفضي جيوبهم وما بين طلاب فقد أغلبهم البوصلة في تحديد هدفه إلى الإدارات التي احتارت في أمرها كيف ستعالج فوضى جيل كامل استفاق على الفوضى والحرب ووسائل التواصل الاجتماعي والتي باتت متاحة للجميع دون حسيب أو رقيب وقد احتارت في أمرها من أين ستمسك العصا وقد حرم عليها استخدام الضرب واستبدلوه باختصاص الإرشاد النفسي والذي لم يؤدِ دوره المطلوب منه حتى الأن، إلى مبان مدرسية يفتقد الكثير منها إلى أدنى شروط التعليم والتدريس فيها وخاصة في الأرياف .وقد بات الجميع متهما حتى وصلنا الى هذه الحالة فمن طالب فوضوي بلا تربية إلى مدرس مادي بلا ضمير الى أهال غير مبالين إلى واقع اقتصادي صعب وأزمة جعلنا منها شماعة لنعلق عليها كل أخطائنا.
آسيا مسعود مديرة ثانوية الشهيد مضر بركات للإناث قالت: العنف بكل أشكاله يؤدي إلى نتائج الفشل ونحن مع أن تكون هناك عقوبات صارمة بحق المسيء غير الضرب وأحياناً الكلمة في موقعها الصحيح تؤثر أكثر من الضرب، وللمرشد النفسي إذا فهم اختصاصه دور كبير وأساسي ويعطي نتائج إيجابية بحل مشاكل المراهقين مؤكدة أن الدراسة الجامعية لا تكسب المدرس الخبرة العلمية والتربوية وإنما يكسبها من الحياة العملية والمدرس الناجح هو الذي يشغل الطالب من خلال تمكنه من مادته وبإمكانه ضبط الصف مهما كان العدد وخاصة إذا عمل على تطوير نفسه والإحاطة بكل جديد واتباع كافة الدورات المطلوبة.
الأستاذ يوسف صايمة مدير ثانوية هيثم الخير للذكور أيضاً أكد أنه مع قانون منع الضرب وإيجاد عقوبات رادعة للطالب بحيث تجعله يحترم دروسه ومدرسيه ومدرسته وخاصة أن نسبة كبيرة منهم أصبح سلوكهم عدوانياً تجاه زملائهم أو تجاه الأثاث المدرسي علماً أنهم من بيئة محترمة وأهاليهم من ذوي الثقافة والكفاءات العلمية، ويتمنى إعادة مادة التربية العسكرية التي كانت تنمي حس الانضباط وحب المدرسة والمعلم والوطن وأشار إنه من غير المعقول أن نجعل الطالب يخسر سنة دراسية من حياته بسبب ترسيبه بعلامة السلوك حيث أن أغلب الطلاب في داخلهم طيبون وبسطاء ولكنهم يقلدون ما يرونه على مواقع التواصل الاجتماعي للفت النظر إليهم، وأضاف: إن اكتظاظ القاعة بالطلاب من السلبيات التي تؤثر على العملية التعليمية فيصعب ضبط الطلاب من قبل المدرس أو تدريس المنهاج الحديث بالطرائق المطورة لأن هذه المناهج تحتاج إلى أعداد قليلة تصل بالحد الأقصى إلى ٢٠ طالباً في الصف، نستعين بالمرشدين النفسيين الذين لهم دور إيجابي لحل أي إشكال يصادف الطالب وأحيانا نستدعي ولي الأمر لإخباره بسلوك ابنه كون البعض منهم لا يلتزمون بتعليمات المرشدة النفسية.
علي المصطفى مدرس لغة عربية أكد أنه يرفض الضرب ويرفض أن يضرب أحدٌ أبناءه في مدارسهم لأي سبب مع المحافظة على مكانة المدرس الرفيعة من قبل الطالب والإدارة، وأكد أنه دائماً يشرح الدرس في شعبة مكونة من ٥٠ طالباً بحزمه وجديته وشخصيته الحاضرة ضمن الدرس، وأشار أن المعاناة تكمن في غياب الفتوة والشبيبة بالإضافة لعدم اهتمام الأهالي بالطالب ومتابعته يؤثر على أداء الطالب العلمي والتربوي بالإضافة إلى سوء المعيشة والفقر الذي يؤدي إلى الجهل والتخلف والبعد عن المدرسة، وأضاف ايضاً: من المهم إعادة النظر بهذه المناهج وإعادة الأناشيد الوطنية القديمة التي تمجد كل القيم الجميلة وتحض على المحبة والاحترام والاهداف النبيلة حيث تفتقد الكثير من القصائد الجديدة مثلاً في صف التاسع للكلمات الواضحة والمؤثرة وتعتمد على الكثير من الألفاظ الصعبة حتى على المدرس وأسئلة النصوص كثيفة ومكررة بعدة صيغ.
سناء ديب