العدد: 9293
الأحد-17-2-2019
ولّى مجلس وحل آخر على مدينة اللاذقية ولم يتسن لأي مجلس مراجعة حسابات تلك الجسور المعلّقة في شوارع المدينة؟ وفيمَ إذا كانت قد حققت الغرض المرجو منها؟، فسوء التخطيط والتنظيم خلق جسوراً بلا مشاة ومشاة بلا جسور، فكم من ازدحام بشري يخنق الشوارع ولا نرى جسراً يخدّمه وكم من جسر يحلّق بذاته من دون أن نجد عابراً عليه!.
أغلبنا يعلم بأمر الجسر الأزرق على طريق الرمل الشمالي والمخصص لأصحاب (الكيف والسلطنة) فقط، والناس يفضلون مرور الشارع على عبوره وخصوصاً أن الشارع مفتوح وغير مغلق بحواجز بيتونية أو حديدية، وكم هو جميل ذاك الجسر الجذّاب الأنيق بعد دوارها كان من الرائع أن نرى عليه مواطناً يبغي تصويره كحالة حضارية لمدينة اللاذقية ولكن للأسف نادراً ما كنا نرى مارّة على هذا الجسر أو ذاك.
الأهالي.. شرطي مرور
في حين نرى مناطق مكتظّة ومزدحمة سكّانياً وبأمس الحاجة لأحد الجسور المعلّقة والمطلقة، فقد ناشدت ابتدائية بمرحلتين ومدارس إعدادية وصناعية مجلس المدينة أكثر من مرّة وألحّوا وقدّموا طلبات لإنشاء أو نقل جسر غير مفيد ووضعه في منطقتهم ليرحموا أطفالهم من طيش وغباء بعض السائقين ليتحول بعض الأهالي في تلك المنطقة إلى شرطي مرور ويتحمل بعض الشتائم كي يعبر أطفالهم، فإذا كان ثمّة سوء تخطيط من الإدارات المتعاقبة فلماذا لا تتخذ الإدارة الحالية الخطوة الجريئة والمبادرة في وضع الجسور في مكانها الصحيح؟.
إنشاء جسر يبدد مخاوفنا وينهي معاناتنا
وفي هذه المنطقة المزدحمة والحيوية كان لابدّ من لقاء المواطنين وكشف معاناتهم إضافة إلى همومهم الأساسية.
والدة لطفلين في الصف الثاني والرابع تقول: أقوم يومياً بتوصيل أبنائي الى المدرسة صباحاً وظهراً خوفاً من أي حادث مروري فمعظم السائقين يقودون سيارتهم بطيش وتهوّر دون مراعاة لوجود مدارس وخاصة في أوقات المطر والضباب، فهو أمر مربك لي أن أقضي وقتي على الطرقات في توصيل أبنائي ولكنّه واقع الحال، وتتابع: إنشاء جسر ينقذني من معاناتي ويبدد هواجس الخوف لدي أنا والكثير من أولياء الأمور ويدفعنا للطمأنينة والأمان على أطفالنا.
السيد (ع، أ) يبلغ من العمر 54 عاماً يقول: حبذا لو يوضع جسر في هذه المنطقة كيلا أضطر أن أتسابق مع سيارات جنّ سائقوها خلال توصيل أحفادي، فلو حقق مجلس مدينتنا لنا هذا الحلم لأنهوا معاناتنا، وناهيك عن أنّ المنطقة تصل بين الشيخضاهر ومنطقة المشاحير والمشروع السابع وغيرها.
جسر.. جسر
أما السيد محمد ديب وهو موظف ولديه طفلة في الصف الثالث فيقول أقوم يومياً بمساعدة ابنتي على عبور الشارع صباحاً قبل أن أذهب لدوامي، و تعود من دوني عند الظهيرة، حيث ينصرف التلاميذ مع بعضهم ويعبرون سوية، فحبذا لو يقيمون جسراً يزرع الأمان والسكينة في قلوبنا.
نخشى عبوره كباراً فما بال الأطفال
السيدة ريم معروف تقول: يشكّل هذا الشارع رعباً حقيقياً لنا، فنحن الكبار نخشاه عند العبور فما بالكم بهؤلاء الأطفال من تلامذة المدارس، ولكل شخص منّا ظرفه الخاص من مرض أو وظيفة فالمدارس هنا بدوامين نتمنى الرأفة بحالنا وحال أولادنا.
الطفلة نايا، ع، تقول: إنني أخاف قطع الشارع فلا بّد أن يكون معي أحد الكبار ليعبرني الشارع، وأتمنّى أن أصرخ بصوت عالٍ، وأقول نريد جسراً ينقلنا إلى مدرستنا.
المربية (راميا، ص) تقول تقاعدت من مدرستي في هذه المنطقة، ومنذ كنت أدرّس فيها ونحن نطالب بوضع جسر يرحم طلابنا ولكن إذن من طين وأخرى من عجين وتم تقديم طلبات عديدة وباءت كلها بالفشل.
الأستاذ علي مرهج يقول: إذا كان طلب جسر حديدي صعب جداً على مجلس مدينة اللاذقية في هذه المنطقة الحيوية والتي لها خصوصية تجمّع مدارس فنتمنى وضع شرطي مرور أو مطب يساعد أولادنا وتلاميذنا على عبور الشارع فالبعض يقول الموضوع بيد مديرية التربية والتربية تقول الموضوع بيد مجلس المدينة فأين نحن من هذا التخبط؟.
اجتمعوا على الجسر وتفرقوا بالبلدية
واجتمعت كل الآراء على أنّه إذا لا توجد إمكانية لإنشاء جسر حديد فلماذا؟ فهناك جسور غير ضرورية وتقام في أماكن غير حيوية حبذا لو يتم نقلها إلى أماكن حساسة ومعالجة سوء التخطيط والتنظيم.
تغريد زيود