ورشة التخطيط المحلي التشاركي في مدينة اللاذقــية ..مدينـــــــــــة أفضـــــــــل لحيـــــــــــاة أفضـــــــــــل

العدد: 9476

الثلاثاء: 26-11-2019

                                                                  

 

بالتعاون بين وزارة الإدارة المحلية والبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP أقيمت ورشة التخطيط المحلي التشاركي في مدينة اللاذقية تحت عنوان (مدينة أفضل لحياة أفضل) شارك فيها ممثلون عن جهات قطاع عام، قطاع خاص، منظمات غير حكومية، مجتمع محلي، جمعيات أهلية، نقابات، لتطرح قضايا قطاعات منها التخطيط العمراني، بنى تحتية، تخطيط اقتصادي واجتماعي، حوكمة ذكية، نقل ومرور، بيئة، وتعتبر ورشة التخطيط المحلي التشاركي في مدينة اللاذقية أحد المخرجات الأساسية لبرنامج تطوير القدرات المحلية المنفذ بتاريخ 20 -22 تموز 2019 في محافظة اللاذقية، حيث نوقشت أولويات دعم الوحدات الإدارية وعلى رأسها تطوير قدرات الوحدات الإدارية في مجال التخطيط المحلي التشاركي بهدف تطوير عمل المجالس المحلية لتصبح أكثر قدرة على تمثيل احتياجات مجتمعاتها ومتطلباتها وتمكين الوحدات الإدارية من أداء مهامها المتعلقة بالتخطيط المحلي، وتأمين التمويل وتنفيذ مشاريع التنمية المحلية، ودعم مجتمعاتها المحلية بالشكل الأمثل وبما يسهم في المضي قدماً ضمن مسار الخطة الوطنية اللامركزية الإدارية التي تسعى الحكومة السورية إلى وضعها موضع التطبيق الفعلي، من خلال نقل المسؤوليات والصلاحيات من السلطة المركزية إلى السلطة المحلية وتمكين هذه السلطات المتمثلة بالمجالس المحلية المنتخبة من النهوض بمهامها الجديدة إلى جانب المهام التقليدية المناطة بها.

عقدت الورشة استكمالاً للدور المحوري الذي يقوم به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة لتطوير خطط التعافي والتنمية والتعرف عن قرب على احتياجات المجتمع المحلية، وكانت ورشة عمل تدريبية تفاعلية تعتمد مفهوم المشاركة المتكاملة لكافة القطاعات وتتبنى مفهوم المشاركة بالتخطيط ونقل المعرفة في آليات وأدوات تحديد المشكلات والتحديات المحلية، والموارد المتاحة للوحدات الإدارية والمجتمعات الفاعلة في اللاذقية للوصول إلى خطة تعافي، ورسم الطرق للوصول إلى مدينة منعة بشكل مؤسسي ومجتمعي، خلال الورشة تم تحديد الحاجات والأولويات وكانت الحاجات تعبير ذا ارتباط مباشر بالمشاكل وللوصول إلى حاجات مقبولة يجب أن تكون واقعية، محددة، قابلة للتطبيق حيث تم في بداية الورشة بناء بطاقات المشاريع التي تم تحديدها كأولوية للقطاعات المشاركة ومنها:
الحوكمة الذكية
على طاولة مستديرة تمت مناقشة الحوكمة الذكية بمشاركة (دكاترة جامعة، عميد كلية الهندسة، دكتور حاسبات، ممثل من GIS، مديرة النافذة الواحدة بمجلس المدينة، مهندسون من الاتصالات، نائب مدير المكتب المركزي للإحصاء باللاذقية للتوقف عند مفهوم الحوكمة الذكية وبطاقة المشاريع التي اختاروها، قال الدكتور جمال عمران عميد كلية الهندسة المدنية الحوكمة الذكية شمولية، فعالية، استدامة، لكن بالمعنى المبسط هي القدرة الفائقة على اتخاذ قرار صحيح في مختلف الخدمات والبنى التحتية المتعلقة بمواطني المدينة، المقصود صنّاع القرار هم أشخاص يقومون بإدارة البنى التحتية في المدينة، ورداً على سؤال: كيف نصل باللاذقية إلى مدينة أفضل؟ أوضح د. عمران: تحتاج المدينة إلى إبراز الهوية الحضارية والثقافية الخاصة بها خصوصاً وأنها تتميز بحالة تعليمية متفوقة وعالية، بالمقابل تفتقر إلى مقومات اقتصادية من صناعة وتجارة، وبالنسبة للمشاريع المقترحة خلال الورشة تحدث عن اقتراح مشروعين ليطلق على المشروع الأول (مركز معلومات مدينة اللاذقية) فيما المشروع الثاني: التقوية المؤسساتية لإدارات البنى التحتية من أجل تحقيق الحوكمة الذكية، وأمل د. عمران أن يتم تبني المشروعين من قبل إحدى مؤسسات الدعم الدولية لتمويل هذه المشاريع.

مشروع إحداث مركز اجتماعي متكامل
على طاولة القطاع الاجتماعي تحلق المشاركون حول بطاقة المشروع للنقاش والحوار واختيار الأكثر حاجة وأولوية خلال ظروف الحرب على سورية وما بعدها ليخرجوا بمشروع إحداث مركز اجتماعي متكامل، يُعنى بمعالجة قضايا اجتماعية ونفسية وتنموية وثقافية.
أولويات المشاريع البيئية
ضمت الطاولة المستديرة لقطاع البيئة (دكاترة جامعة، ممثلين عن شركات خدمية، إدارة محلية، مخاتير) تحدث عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة اللاذقية إبراهيم قبرصلي عن أهمية قطاع البيئة، وأكد أن المشاركين حاولوا دراسة ومناقشة الواقع البيئي واستنباط عدد من المشاريع الهامة للمدينة، وبعد النقاش تم التركيز على مشروعين لهما أولوية، الأول: يخص النفايات الصلبة بالمطالبة بوجود مركز فرز متكامل للنفايات في مطمر قاسية مع متطلباته، والثاني تركز على معالجة أولية لمحاور الصرف الصحي التي تصب في البحر.
قطاع النقل والمرور
من القطاعات المهمة للمدينة وتشكل تحدياً لإيجاد حلول على طاولة الحوار والنقاش شارك ممثلون من (مجلس المدينة، من السكك الحديدية، المرفأ، مديرية النقل، النقل الداخلي، مواصلات طرقية، مختار).
عرضت الدكتورة شذا أسعد كلية الهندسة المدنية مشروعين تم اختيارهما بعد الحوار والنقاش كأولوية لمدينة اللاذقية وهما: تحسين نظام الحركة المرورية على شوارع مدينة اللاذقية، واختيار مرائب طابقية لوقوف السيارات ضمن مركز مدينة اللاذقية.
ورأت د. أسعد أن الورشة رائعة لأنها أضاءت على نقاط الضعف الموجودة في قطاعات المدينة الحيوية كافة وبالوقت نفسه أضاءت على مراكز القوة ووضعت استراتيجيات وفرص خاصة بكل قطاع بهدف استخلاص مشاريع تنموية لكل قطاع بهدف تطويره وتحسين جودته أو أدائه.
لا هوية مميزة لمدينة اللاذقية إلى الآن
حضر الدكتور فادي عياش مستشار وخبير اقتصادي الورشة لتوضيح العنوان (مدينة أفضل لحياة أفضل) قال: من حق أي مجتمع أن يسعى ويطمح للأفضل وبالتالي من حق المجتمع باللاذقية أن يطمح لمدينة تكون أفضل لتكون بمفهوم المدن المرنة وصولاً إلى مفاهيم المدن الذكية، فالمدينة المرنة خطوة في طريقها إلى الكمال بحيث تكون قادرة على مواكبة المتغيرات والتحديث بما يتناسب معها، والتناغم والتنسيق بين مختلف المكونات والقطاعات وبالتالي هذا عمل لا يخص جهة معينة ولا يرتبط بأثره ولا ينعكس على جهة محددة فقط، هو عمل تكاملي ما بين الجهات الرسمية ومكونات المجتمع ككل، وأضاف: عندما تريد أن تفكر بمستقبل شيء ما يكون التفكير سليماً والتخطيط سليماً عندما يساهم كل أصحاب المصلحة في هذا التخطيط عندها تكون النتائج مراعية لكل هذه المصالح لتحقق الاستدامة، لكن عندما تُغفل مصلحة طرف ما فهو لن يتبنى أو قد يعادي وبالتالي تذهب إلى نتائج غير إيجابية أو نتائج لحساب مكوّن على حساب مكون آخر، وهذا سيؤدي إلى حالة من عدم العدالة، لذلك المرونة بالمفهوم العام هي سعي للتوازن وهو ما يضمن الاستمرار، فالتكامل وتعاضد كل مكونات المجتمع للتخطيط تحتاج إلى تنظيم.
وحول إدارة الورشة أكد أن الورشة تضمن تشاركية كل الأطراف في التفكير والتخطيط والرؤى بحاجة لاجتماعها ومناقشة الأمر، وإذا كان النقاش كيفي، تتحول إلى حمام مقطوعة مياهه لكن إذا أردنا أن نرتقي بهذا العمل ليكون عملاً منظماً ويأتي بثماره نحتاج إلى عملية تنظيمية لذلك تم توزيع المشاركين على قطاعات تخصصية لسهولة إدارة العمل والوصول فيه إلى نتائج حسب الاختصاص والتنظيم الذي جرى بالتوزيع كان موفقاً للغاية لأنه يجب أن يكون موجهاً لكن دون تدخل وحتى عندما تم اختيار الميّسيرين على كل طاولة ليس بالضرورة أن يكون كل الموجودين على طاولة واحدة بالسوية نفسها لأن المجتمع ليس كذلك وقد تم تدوير الخبراء ما بين الطاولات ثم عندما ظهرت تقاطعات كبيرة بين القطاعات تم تبادل الأفراد لتكامل الرؤى.
مثال: المرفأ ذو وزن خاص، تم إنشاء مجموعة خاصة له في اليوم الثالث بعدما نوقش بشكل عام ليكون متكاملاً.
ولفت إلى أن الورشة هذه كافية للتفكير وتحديد حاجات وأولويات وبعض المقترحات لكنها تحتاج إلى وقت طويل لاحقاً بتكامل التشاركية وسعت دائرة الاهتمام وأصحاب المصالح وهنا تصبح أقرب إلى الواقعية وعموماً الفرصة التي أتاحتها الورشة تصلح لمساعدة صاحب القرار سواء كان مجلس مدينة أو المحافظة وصولاً إلى المخاتير.وبالعودة إلى المرفأ رأى أن الأولوية هي تحسين جدوى المرفأ والمطلوب اليوم إمّا توسيع المرفأ أو الذهاب إلى إنشاء مرفأ بديل، بالحقيقة نحن بحاجة إلى حل وسط بحاجة أن نحافظ على واجهة بحرية للمدينة واقتراح مكان جديد بمواصفات مناسبة لدور آخر، يتناسب مع حمولات سفن عملاقة.. ورداً على سؤال ما هي هوية مدينة اللاذقية؟ قال: نعتقد جميعاً أنه إلى الآن لا هوية مميزة لمدينة اللاذقية، وأحد أشكال الهوية هو الهوية البصرية التي ترتبط كثيراً بالتخطيط العمراني، كثير من مدن العالم تمتاز بواجهة بحرية مرافئ مثل أمستردام، لنعمل على تعديل الوظائف وتحسين الجدوى ليكون لدينا بدائل مجدية لها ومتناسبة مع الوضع الراهن وهذا مكلف جداً وأنا أؤمن بالمنفعة المتبادلة والتي هي أساس أي عمل.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار