العدد: 9293
الأحد-17-2-2019
يشهد وسط مدينة طرطوس في فترتي الصباح والظهيرة اكتظاظاً مرورياً خانقاً، إذ ساهمت الظروف التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة في تزايد كبير بعدد المركبات، ويضاف إلى هذا كله عدم احترام قوانين المرور من طرف السائقين كما أنّ غياب الأنفاق والجسور الخاصة بالمشاة عن تخطيط المدن زاد الأمر سوءاً، ودفع المشاة إلى عبور الشارع بشكل عشوائي.
في الأطراف
وكأن الأمر مدعاة سخرية يجيبنا عصام مع ابتسامة عريضة أنّه لا يستخدم جسر المشاة رغم أنه يمر من قربه، وحسب زعمه لا يوجد إلّا جسر واحد للمشاة عند الكراج الجديد.
ليست من «عوايدنا»
ليضيف صديقه فهد إنّه لم يفكر قط باستخدام جسر المشاة فهي عادة لم يعتد عليها، أمّا السيدة رؤى فتقول (الممر) يتطلب صعود أدراج وغالباً ما تكون على عجلة من أمرها، فتفضّل القطع وسط زحام السيّارات.
طلوع الجسر حسب (الرواق)
أما الطالبة الجامعية رنا فلها أوقاتها ومزاجها في استخدام جسر المشاة، تقول: نستخدم جسر المشاة في الأيّام الماطرة، فقط لأنّها تقينا من رذاذ المياه المتطاير تحت عجلات السيارات في الشوارع ولا تحمينا من المطر أو ترد الحر.
ممرّات المشاة علامة تقصير
ويعتقد أبو مهنّد أن هناك تقصيراً من الجهات المعنية يتمثل في عدم وجود ممرات للمشاة في شوارع طرطوس، بينما ترى ليلى أن الناس لم تعتد على الجسور، ندرتها هي السبب الرئيسي في الحوادث مؤكدة أنّه لا يوجد إلّا جسر واحد للمشاة.
نجم كغيره من المواطنين يعبر الشارع بتمرّس وهو يتحدّث على جواله ليقول إنّه لا يبالي كيف يعبر ممنيّاً نفسه بعدم وجود سرعات عالية تودي بالحياة أثناء الزحام، ويعقّب: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
ها هو عبد الله يبق البحصة: (في طرطوس نفقان فقط، واحد أمام مشفى الباسل وآخر على الكورنيش بلا إنارة أو نظافة، وهناك جسر واحد عند الكراج الجديد لا معنى لوجوده، ويضيف: قلة المعابر غيّبت ثقافة التعامل معها، لا ضوابط للعبور، كوضع سلاسل معدنية، وتخصيص المارة بأماكن محددة للعبور، الأمر المربك للسائق والمارة على السواء ولكنّ الأول يتحمّل وحده مسؤولية الحادث حين يقع، وهذه العشوائية هي السبب المباشر بنسبة كبيرة من الحوادث التي تقع، في ظل غياب المعايير الصحيحة.
غيــــــــاب
أما جسور المشاة فأمر طبيعي أن تغيب عن حياتنا لأنّها غائبة عن مخططات المعنيين، هذا ما قاله يحيى وهو في عقده الرابع وتابع: أي واقع تريد الصحافة تغطيته، انظروا للشوارع المحفّرة وإن تم تزفيت وصلة لا يكاد يمر بضعة أشهر حتى يعاد حفرها من قبل جهة أخرى، فلا تخطيط ولا ضمير، والجميع مستهتر ببلده.
ردّ السيد عيسى: الجهل لأهمية وجود الجسور وممرات المشاة يؤدي إلى عدم إدراجها بمشاريع البلدية، والتكاسل والإهمال وعدم إدراك الخطورة المترتبة عن غياب هذه الجسور من أهم أسباب وقوع الحوادث.
طرطوس تحتاج على الأقل لـ6 جسور مشاة
تقول السيدة هبة إن جسور المشاة لا وجود لها رغم الحاجة الماسة لها خاصة على الأوتوستراد، وتضيف: امتداد محافظة طرطوس على مساحة كبيرة والأوتوستراد غالباً ما يقسم البلدة إلى قسمين وليس هنالك إلا جسر عند بلدة (ميعار شاكر) وآخر عند معمل الإسمنت، وطرطوس تحتاج على الأقل ل٦ جسور للمشاة.
في حين طالب بشدة يوسف إنشاء جسور للمشاة وليس أنفاقاً لأنّها لا تحتاج إلى إنارة ويبقى التعامل معها أفضل، وحسب رأيه طرطوس بحاجة لجسر مشاة عند دوّار الفندارة وآخر عند نقليات القدموس وعند دوّار الساعة وجسر الجمعية ففي هذه المناطق عقد مرورية متعددة الاتّجاهات بالإضافة إلى جسري مشاة على الكورنيش.
جسور بحاجة لإعادة النظر
وعن الجسور قال أبو ظهير وهو سائق تكسي: إنّ جسر معبر الطلائع هو جسر الموت حسب زعمه، وهنالك خطأ في تصميمه وبقي على حاله منذ أكثر من ١٥ عاماً ولا أحد يعترف بالخطأ، أو يحاول إصلاحه.
أما علي سائق تكسي أيضاً فقال أنّ ابن المدينة تعوّد على جسورها وطرقها، ولكنّ الغريب يقع بعدّة مطبات وحوادث فلا جسر معبر الطلائع طبيعي ولا الكورنيش طبيعي خاصة أنّ الأخير لا يعلم السائق إلى أين تودي هذه الأرصفة وغياب العاكسات الضوئية يزيد الأمر سوءاً.
سائد يقول: إنّ الجسور حالها ليس بجيد بخاصة جسري معبر الطلائع ولواء اسكندرون.
شعبان، سائق تكسي يصلّح سيّارته بشكل يومي بسبب الطرقات (لا الجسور الجيدة ولا الطرقات) وهو يخصص بشكل يومي ميزانية لتصليح سيارته.
الأنفاق المرورية في العقدة الجنوبية لم توضع بالخدمة
الطرقات جاهزة ولم توضع بالخدمة في العقدة الجنوبية ورغم تدشينه من قبل رئيس مجلس الوزراء، فغالباً ما يدفع سائقي السرافيس لاختصار الطرقات مما يؤدي للحوادث ولا مبرر لهذا التباطؤ.
ربى مقصود