غـش وتدليس في بيعهـــــــــا .. مستحضرات التجميل هل تخضع للرقابة؟

العـــــدد 9475

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

ليس من الغريب أن يقع المستهلك ضحية للغش في الكثير من المواد والسلع ومن بينها مستحضرات التجميل التي تلقى رواجاً في أسواقنا ويحدث هذا الغش في هذه المادة إما عن طريق تخزينها والمواد المستخدمة في تصنيعها والظروف السيئة التي يتعرض لها المستحضر كالضوء والرطوبة العالية والأوكسجين ودرجة الحرارة حيث أن كافة هذه الظروف تؤدي إلى نمو البكتريا فيها وبالتالي تؤثر على جودتها كما ويمكن أن يكون الغش في محتويات المستحضر أو في بيانات الملصق الموضوع عليه.
وقد انتشرت ظاهرة بيع مستحضرات التجميل في كل مكان وهناك مندوبات مبيعات يقصدن المنازل لبيع تلك المستحضرات وتجدر الإشارة إلى أن هناك غشاً في الأسعار حيث يتم بيع المنتجات في الأسواق بسعر يضاهي المنتج الأصلي، كما أن هناك مستحضرات تُباع بأسعار رخيصة على أنها ماركات عالمية.
في جولة استقصائية في الأسواق لمعرفة بعض الآراء حول الغش في المستحضرات التجميلية أشارت هزار بلوني إلى أن: الغش وباء نعاني منه فهو يطال كافة السلع والمواد وكذلك الغش في مستحضرات التجميل في الشكل واللون والمواصفات والمكاييل والأوزان والصلاحية فتجارة مستحضرات التجميل تنتشر يوماً بعد يوم لكثير من النساء وحتى الرجال وهناك ترويج لتلك المواد بطرق متعددة وأساليب متنوعة، والغش في تلك المستحضرات يؤدي بشكل مباشر إلى إيذاء صحة الإنسان وقد يؤدي إلى الموت.

زين خليل قال: الكثير من منتجات التجميل مغشوشة ومنتهية الصلاحية فالكثير من هذه المستحضرات تُباع في الشوارع والبسطات وسوق الجمعة دون أن توجد عليها بيانات خاصة بالمنتج تاريخ الصلاحية أو مكان الصنع وهذا دليل على قصور حقيقي من قبل الرقابة في التعاطي مع مروجي هذه المستحضرات.
× إياد ميلاد: الغش في مستحضرات التجميل انتشر سريعاً لسبب أن سعر أدنى منتج يفوق الـ 7000 ليرة وهناك سوق تصريف لتلك المنتجات حيث يقوم الكثير من البائعين بإعادة تعبئة مستحضرات التجميل المنتهية الصلاحية بعبوات أخرى وطرحها في السوق حيث غزت أسواقنا منتجات مجهولة المصدر وتُباع بأسعار مرتفعة جداً.

البيع وفقاً لشروط المهنة
قصدنا أحد المحلات التي تختص ببيع تلك المستحضرات فقالت صاحبة المحل رجاء فياض: نقوم ببيع كافة مستلزمات التجميل وفقاً لقانون البيع والشراء والبيانات والفواتير فنحن ملتزمون بالبيع وفقاً لشروط المهنة، حيث يتوفر لدينا الكثير من الأنواع والأصناف المعروفة، وعندما يلحظ الزبون بأن المادة مغشوشة يعزف عن الشراء من المحل فنحن لسنا مضطرين لبيع مواد مغشوشة أو منتهية الصلاحية لأن ذلك يسيء لسمعة المحل، فهناك مستحضرات تجميل مزيفة وأخرى منتهية الصلاحية تغزو الشوارع تُباع بأسعار رخيصة.
بلال شحادة، صاحب محل: يعد السعر من أهم عوامل اكتشاف مستحضرات التجميل المقلدة والمغشوشة والمنتهية الصلاحية لذلك فأن أي زبون يرى أن سعر منتج رخيص بالنسبة للماركة التي يحملها فإن ذلك يعد مؤشراً على أنه مغشوشاً وليس أصلياً إضافة إلى أنه لا يمكن شراء أي منتج وبيعه بنصف القيمة إلا إذا كان منتهي الصلاحية.
ثم قصدنا أحد بائعي البسطات والذي اكتفى بتقديم اسمه (أبو فواز) حيث احتوت البسطة على مزيل روائح وبعض الكريمات وقلم حمرة ومسكرة فقال: يمكنكم اقتناء هذه المواد فهي غير منتهية الصلاحية ولكن بعضها لها شهرين حتى تنتهي صلاحيته وأسعار رخيصة مقارنة مع المحلات وبطرق متعددة حاول جاهداً الدفاع عن سلعته فقال إنها غير ضارة فهناك إقبالاً على شرائها وقد دأب على بيعها منذ سنوات ولم يسبق أن تلقى أي شكوى من أي شخص اشترى منه وهو يحصل على البضاعة من محلات الجملة.

خطورة استخدام مستحضرات تجميل منتهية الصلاحية
ولرسم الخطوط الصحيحة رغبنا أن نتقصى الحقيقة من خلال لقائنا مع بعض المختصين لمعرفة ما هي الأخطار المترتبة وراء استخدام مستحضرات تجميل غير صالحة للاستعمال فتحدثنا مع الدكتورة الجلدية مرمر كنعان:
إن التعرف على أهمية الالتزام بمواعيد صلاحية مستحضرات التجميل تساعد كثيراً في تجنب خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الجلدية والصحية وفي أيامنا هذه تنتشر في أسواقنا أنواع لمستحضرات منتهية الصلاحية وتُباع على أساس عروض وهي بالأصل غير صالحة للاستعمال لذلك يجب التأكد من البيانات ومدة الصلاحية ومما لا شك فيه أن أحمر الشفاه يتعرض لكثير من نمو البكتريا عليه لذلك يجب التخلص منه بعد سنة وكذلك الظل المصنع من البودرة يبقى صالحاً لمدة ثلاثة أشهر والمصنوع من الكريم قلا يجب استخدامه أكثر من سنة.
ونوهت د. كنعان إلى أن مدة صلاحية مرطبات الوجه مدة لا تتجاوز السنة وكريم الوقاية يبقى صالحاً لسنة وأنه يجب الرجوع لتاريخ الصلاحية المطبوعة على العبوة وفي حال عدم وجود بيانات يكون حتماً مغشوشاً لأن الكثير من مستحضرات التجميل تُباع بأقل من سعرها كما أن مدة الصلاحية لأي منتج بعد فتحه تكون متقاربة فقد تكون ثلاثة أشهر أو ستة لذلك يجب مراعاة هذه المسألة الهامة وأنصح بعدم استخدام الشامبو أو مستحضرات التجميل المنتهية الصلاحية لشدة خطورتها البالغة على صحة الجلد والجسم فمساحيق التجميل والمرطبات والشامبو تحتوي على نسبة عالية من المواد الكيماوية التي تدخل في صناعتها وتحضيرها.
إيمان حميدوش، خبيرة تجميل التي حدثتنا في هذا الخصوص:
إن استعمال الكريمات غير معروفة المصدر والمنتهية الصلاحية تؤدي إلى إصابة مستخدميها لمجموعة كبيرة من المشاكل الصحية والتي تحتاج إلى علاج طويل من أجل التخلص منها، فعندما يقوم الشخص باستخدام الكريمات منتهية الصلاحية على الوجه أو البشرة تسبب مجموعة من التفاعلات الكيماوية على الجلد مما يؤدي إلى تغيير لون الجلد وإصابته بالتهيج الذي يصاحبه نوعاً من الحساسية وهذه الحساسية والأمراض تختلف مع اختلاف المواد الموجودة داخل الكريمات أو مستحضرات التجميل المنتهية الصلاحية لأنها تحتوي على جراثيم ومواد كيماوية ضارة ومتفاعلة على الوجه وهنا يحدث ما لا يحسب عقباه، لأن استخدام المواد المنتهية الصلاحية تتحول إلى سلاح مرضي يدمر مسامات الجلد ويسبب العديد من المشاكل الجلدية والصحية.

ترخيص وزارة الصحة لمزاولة المهنة
الدكتورة ثناء عبد الله رئيسة دائرة الرقابة الدوائية في صحة اللاذقية أكدت في حديثها عن آلية بيع مستحضرات التجميل ومستلزماتها بأنه لا يجوز مزاولة هذه المهنة إلا تحت ترخيص من وزارة الصحة أصولاً بناء على تعاميم وزارية كما أنه لابد للمستورد والمنتج أن يكون مرخصاً لتقديم خدمة في الأسواق، كما نوهت إلى أن الصحة معنية بكل مستحضر يحتوي على ادعاء طبي وإذا كان غير ذلك هناك جهات أخرى مختصة تقوم بالرقابة عليه، كما أن بعض المواد مثل الشامبو وكريم مبيض البشرة والمقشر تتم مراقبته بشكل دوري من قبل مديرية الصحة بالتآزر مع نقابة الصيادلة ففي حال وجود شكوى حول انتهاء الصلاحية أو أنه مغشوش تتوجه دورية من قبل الصحة إلى مكان الشكوى للتأكد من فحواها على أرض الواقع وعند التأكد تقوم الدورية باتخاذ إجراءات مناسبة بوجود عناصر من قيادة الشرطة فتتم مصادرة البضاعة التي لا يوجد عليها تاريخ أو منتهية الصلاحية أو مغشوشة بأي طريقة حيث يتم إغلاق المحل حسب الأصول القانونية ويتم تشميع المحل. وحول سؤالنا بأن هناك الكثير من البسطات في الأرصفة والشوارع تقوم ببيع المنتجات قالت عبد الله بأن حماية المستهلك تقوم بمراقبة هذه البسطات وتسحب عينات منها لتحليلها.
وأضافت إلى أنه عند مزاولة هذه المهنة يجب إتمام كافة الشروط اللازمة منها سجل صحي يتم تسجيله في مديرية الصحة وإذا لوحظ بأن أي محل أو منشأة لا يوجد بها سجل صحي تقوم بسحب عينات من المنتج التابعة له وإرسالها إلى الوزارة فإذا ثبت أن المنشأة غير مرخصة عندها تعتبر كافة المستحضرات غير صالحة للاستعمال.
وحول دور المستودعات المتواجدة في المدينة نوهت د. عبدالله : عند قيام الدوريات بالتفتيش يتم سحب كافة العينات المطلوبة منها وفقاً للشروط والإجراءات للتأكد من سلامتها وحفظها بشكل جيد.

تنظيم سبعة ضبوط (مخالفة للمواصفات)
وحول مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بكيفية الرقابة على هذه المستحضرات أوضح المهندس وسام حسان رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية: تقوم مديرية التجارة وحماية المستهلك بالتعاون مع مديرية الصحة بتنظيم دوريات مشتركة و بجولات ميدانية على كافة الأسواق والمحلات التجارية بما فيها كافة محلات مستحضرات التجميل ومستلزماتها حيث تقوم العناصر بمطابقة الفواتير والكشوفات والبيانات للتأكد من سلامة تلك المنتجات، كما يتم سحب عينات عشوائية من كافة تلك المحلات ثم تحليلها ضمن المخبر فإذا ثُبت عدم صلاحيتها تقوم المديرية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ذلك بإغلاق المحل لمدة ثلاثة أيام، فمنذ شهرين ونيف تم تنظيم ستة ضبوط بسحب عينات من محلات مستحضرات التجميل وعينة واحدة مخالفة للعطورات والديودران.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار