الإدارة الجيدة مصدر كل نجاح

العـــــدد 9475

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

تحتل الإدارة في وقتنا الراهن أهمية كبيرة لاسيما وأنها أصبحت بمثابة العمود الفقري لنمو المجتمعات وتقدمها الحضاري لأنها هي الأساس العلمي الذي ترتكز عليه عملية استغلال الموارد والثروات المتاحة لأي مجتمع من المجتمعات أو لأي شركة أو مؤسسة من المؤسسات وذلك لما تقوم به من دور مهم وفعال في ربط عوامل الإنتاج والتنسيق فيما بينها للوصول إلى النتائج المرغوبة بأعلى كفاءة وأقصى فعالية ممكنة.
ولا نبالغ إذا قلنا إن مشكلة تخلفنا وتراجع أداء معظم مؤسساتنا هي مشكلة سوء وتخلف الإدارة أكثر منه نقص في الإمكانات والموارد الاقتصادية، فلقد أثبتت التجارب والدراسات أن تقدم الشعوب وتطورها الحضاري لا يعود إلى كثرة ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية بقدر ما يعود الى وجود الإدارة العلمية الواعية والقادرة على حسن استغلال هذه الثروات والموارد وتوجيهها بما يلبي احتياجات أفراد المجتمع ورغباتهم.
فالدول التي اهتمت بتنمية وتطوير إدارتها ومواردها البشرية وقامت بتوظيفها واستخدامها بالشكل الأمثل وفقاً لمبادئ الإدارة العلمية والحديثة تمكنت من تحقيق وتائر نمو عالية في كافة مجالات وميادين الحياة بغض النظر عن حجم الموارد الاقتصادية التي تمتلكها والتي قد تكون قليلة نسبيا بالمقارنة مع الدول الأخرى وتجربة اليابان وماليزيا وسنغافورة خير مثال على ذلك، وعليه نجد أن بلدنا بكافة مؤسساتها وشركاتها الإنتاجية والخدمية وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الكونية القذرة التي تشن علينا منذ ثمانية سنوات ونصف والتي استهدفت الحجر والبشر وكافة البنى التحتية لاقتصادنا بأمس الحاجة إلى إجراء إصلاحات إدارية جذرية تكون أساساً للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تواكب التطورات والتغيرات السريعة والكثيرة في مجالات العمل والإنتاج كافة حتى نتمكن من توفير الكوادر والقيادات الإدارية الكفوءة والمؤهلة لإدارة وتحويل موارد المجتمع المتاحة إلى مشروعات اقتصادية منظمة تلبي احتياجات إعادة الإعمار والمجتمع وتسهم في دفع عملية التطور واللحاق بركب الحضارة العالمية.
فالإدارة الناجحة لمنظمات الأعمال الخاصة والعامة تساهم في الاستخدام الرشيد والعقلاني للموارد الاقتصادية المتاحة لبلدنا وهي كثيرة مما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وبالتالي زيادة نصيب المواطن منه والتغلب على مشكلة التضخم النقدي التي نعاني منها في هذه الأيام.
إن وجود إدارة فاعلة وكفوءة ووطنية بالدرجة الأولى كفيل بالتغلب على كافة المشاكل المفتعلة التي نعاني منها وتحسين المستوى المعاشي لأفراد المجتمع وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمن والأمان لسوريه الحبيبة فالإدارة الجيدة هي مصدر النجاح والإدارة السيئة هي مصدر كل فشل.

الدكتور علي ميا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار