أبناؤنا.. أسـرى التواصــل الاجتماعي

العـــــدد 9470

الإثنين 18 تشرين الثاني 2019

 

شهد العالم في السنوات الأخيرة نوعاً من التواصل الاجتماعي بين البشر في فضاء إلكتروني افتراضي وقرّب المسافات بين الشعوب وألغى الحدود وزاوج بين الثقافات، وسمّي هذا النوع من التواصل بين الناس بشبكات التواصل الاجتماعي وتعددت هذه الشبكات واستأثرت بجمهور واسع ولعبت الأحداث السياسية والطبيعية في العالم دوراً بارزاً في التعريف بهذه الشبكات.
في زمننا هذا أصبح الابتعاد عن استخدام التواصل الكثير من التأثيرات السلبية على مستخدميها وبالأخص على فئة الشباب والمراهقين والأطفال، فقد أظهرت دراسة قامت بها إحدى المؤسسات اليابانية على أطفال تتراوح أعمارهم بين (8 -18) عاماً، وقد أظهر المسح أن 7% من هؤلاء الأطفال يمتلكون هواتف نقالة خاصة بهم وقد كان من الأمور المهمة التي أظهرتها الدراسة هو عدم وجود علاقة لدخل الأسرة ومستواها الاجتماعي بامتلاك الأطفال للهاتف الذكي.
هذا وقد أعلنت شركة سيمانتيك لأمن الكمبيوتر عن أكثر من مائة موضوع للبحث خلال الفترة من شباط وتموز من خلال خدمة أونلاين فاميلي نورتون التي تساعد الأسر برقابة أبنائها والتي تراقب استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت وأظهرت الدراسة على أكثر الموضوعات شيوعاً التي يبحث عنها الأطفال على الإنترنت أنهم يستخدمون موقع يوتيوب لمشاهدة أفلام الفيديو، كما يستخدمون التواصل الاجتماعي للاتصال بالأصدقاء ويبحثون عن كلمتي (جنس، وصور فاضحة).
فقد باتت ظاهرة انتشار استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي لتوافر الهواتف النقالة الذكية والأجهزة الإلكترونية بإصدارات متجددة وفي متناول كل أفراد العائلة بدءاً من الصغير وحتى الكبير وسهولة الحصول على الإنترنت في كل مكان من البيت والعمل والشارع والمطعم والمدرسة وحتى في المناسبات وعند زيارة الأقارب والأصدقاء، ومن الأسباب التي جعلت الهواتف الذكية في متناول أيدي الأطفال والمراهقين تقليدهم للكبار وشعورهم بالاستقلالية والقدرة على التحكم بحياتهم إضافة إلى الأشياء المسلية التي لا تتوافر في واقع الطفل المعايش والهروب من الملل والفراغ ومهما حاول الأهل منع وإبعاد أطفالهم من الانخراط في عولمة الأنترنت وإنقاذهم من مخاطره السلبية وأضراره الناجمة من الشعور بالقلق والاضطراب والاكتئاب واضطراب النوم والعزلة والوحدة إلا أنها أصبحت واقع يشكل حياتنا اليومية بحسب تحديثاته المستمرة.
أخيراً ينبغي أن تأخذ الأسرة الدور الأكبر والأهم في مراقبة أطفالهم وتعليمهم بأن وسائل التواصل الاجتماعي عالم افتراضي وما يشاهدونه ليس حقيقة كما ينبغي على باقي المؤسسات أو القنوات الخاصة بالتنشئة أن تهتم بتوعية الأطفال والمراهقين لاستخدام التواصل الاجتماعي.

منى الخطيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار