العـــــدد 9470
الإثنين 18 تشرين الثاني 2019
بات القلق من السمات الأساسية للعصر وخاصة في الدول المتقدمة سريعة النمو وصار مرضاً يصيب الإنسان في أي فترة من العمر كما أنه لا يستثني أي فئة عمرية.
وفي العادة يكون القلق رد فعل طبيعياً لأي توتر بدني أو ضغط نفسي قد يداهم الإنسان من دون أي سبب ظاهر، وهذا يسمى القلق المرضي يستدعي خضوع المريض للتشخيص الدقيق إذا استمرت معاناته لأكثر من أسبوع والقلق الطبيعي من أسبابه الخوف الذي يمكن تعريفه على إنه عاطفة تساور جميع الناس وتكون لها وظيفة بالغة الأهمية في حياتنا فعندما تصادفنا مواقف خطيرة أو ظروف تسبب التوتر يتم استنفار القوى الداخلية في جسم الإنسان ليكون على أتم جهوزية واستعداد لمواجهة ذلك الظرف بكفاءة واقتدار وتتمثل الاستعدادات التي يتخذها الجسم في تنشيط رد فعل القتال أو الهروب ومن بين الأعراض التي تنتاب الجسم في تلك اللحظة تسارع نبض القلب لإرسال المزيد من الدم إلى العضلات كما تزداد وتيرة التنفس وتتوتر العضلات استعداداً للحركة إن هذا الأسلوب الدفاعي يحقق للجسم الطاقة الضرورية والقوة اللازمة لمجاراة المواقف التي تهدده ومع القلق العام تحدث نفس الآليات البدنية والعاطفية حتى ولو لم يكن هناك تهديد بدني نحتاج إلى التفاعل معه وهناك فروق واضحة بين القلق الطبيعي والقلق المرضي، فالمريض بالقلق يشعر بالرغبة الدائمة لأداء حركات غير ضرورية ويكون نبضه سريعاً في غالبية الأوقات ويكون تنفسه قصيراً وسريعاً ويمكن ملاحظة رعشة في يديه ومن الأعراض الأخرى زيادة إفراز العرق وجفاف الفم والأرق وقد تصل هذه الأعراض السيئة إلى الأعضاء الداخلية فتصاب المعدة بالتقلصات والغثيان وربما بالإسهال وقد يعاني المريض الصداع وآلاماً في أنحاء مختلفة من الجسم.
وتتمثل خطوة العلاج الأولى في استبعاد أي تعقيدات جسمانية مثل القرحة والربو وفرط نشاط الغدة الدرقية أو تأثيرات الإفراط في تناول الكافيين أو أقراص الحمية أو مضادات الاحتقان والبحث عن أي سبب عاطفي وراء هذه الأعراض.
وإذا ما تمّ التأكد من الإصابة بالمشكلة يضع الطبيب النفسي برنامجاً علاجياً فورياً لتفادي تطور الإصابة إلى شكل من أشكال الاكتئاب أو الوقوع في براثن إدمان الكحول والمخدرات كما ينبغي أن يكون المريض منفتحاً مع الطبيب والكشف عن أسباب المشكلة إن وجدت وخاصة تلك المرتبطة بأسباب عاطفية أو صدمات نفسية نتيجة إخفاقات معينة في الحياة أو القلق من المستقبل ومع أن الطبيب قد يصف لمريضه بعض الأدوية التي تخفف الآلام والأعراض البدنية إلا إنه يجد نفسه مضطراً لوصف أحد مضادات الاكتئاب للحالات المتقدمة من المرض لمنع الإصابة بالنوبات الخطيرة.
لمي معروف