علاقــــة معقــــدة

العـــــدد 9470

الإثنين 18 تشرين الثاني 2019

ومن منا لم يدخل يوماً في علاقة معقدة مهما ظن نفسه أنه لن يفعل، فتلك الندوب في قلب والد تمرد ابنه الشاب على رغباته ليستقل في قرارات خاطئة ربما، وربما العكس، أليست نتيجة حتمية لعلاقة معقدة لم يهتد إلا قلائل لحلها؟
وتلك الأم التي لم تقتنع أن لابنها أو ابنتها المتزوجين القدرة على إدارة الحياة دون توجيهاتها ألن تدخل مع عائلتيهما في علاقة معقدة؟
والرجل الذي تزوج زواجاً عقلانياً مناسباً لظروفه العامة، فظل كل عمره يبحث عن الحب من صديقة لأخرى أليست علاقاته متشابكة ومتعالقة وحياته معقدة؟
ومدير يخشى على كرسي أفلس ليجلس عليه فصار يحارب كل من يقترب منه ظناً أنه ينافسه…
ورجل تزوج شابة تصغره بكثير فأمضى العمر شقياً ليقنعها أنه مازال شاباً، وأمضت عمرها مرهقة لتقنعه أنها تصدقه….
وأخرى تزوجت من لا يناسبها خوفاً من أن يفوتها قطار العمر وتبقى وحيدة..
وثالثة خشيت نظرة المجتمع لامرأة مطلقة فتابعت في حياة تمقتها، ورابعة، وخامس، ومئة، ومليون.
فكم من علاقة نتابع فيها وهي مرهقة؟
علاقتك بزميل عمل انتهازي أو جار مؤذ أو قريب ثقيل الدم تضطر لضبط نفسك حفاظاً على الأدبيات العامة، وكلها متاهات تضطر يومياً لاجتيازها.
ولكن العلاقة الأكثر تعقيداً في حياتك بلا شك علاقتك كمواطن مع حكومتك،
أجل أنت مواطن مؤيد تحب بلادك وتحترم قوانينها وأنظمتها، لكن عندما تحتاج أن تتم أي معاملة رسمية مهما كانت بسيطة ستجد أن تلك القوانين لا تخدمك وأنظمتها تضع أمامك العراقيل التي تؤخرك فتضطر للتحايل واللجوء إلى أحد ثعالب القانون ليجد لك مخرجاً أو ثغرة.
علاقتك مع راتبك، ذلك المجنون الذي لا يضبطه ضابط ويتمرد عليك و يذلك ويجعلك تنتظره بشوق عاشق أحمق لحبيبة خائنة، أجل إنه خائن فبالكاد يستر نفسه، ولن يصلك يوماً كما هو بل إنه سيفقد كل مرة جزءاً غالياً عندك…
هذا الشهر سلفة ولاحقاً قسط لقرض أو حسم لإجازة مرضية أو غياب غير مبرر رفعه زميل حقود…
تشتهي أن يصلك كما تحب ومع ذلك تستقبله ليمضي معك يوماً أو ربما اثنين، لكن حتماً لن يمكث أسبوعاً، أفلست في علاقة معقدة مع راتبك ورغبتك بفنجان قهوة تتمنى أن تشربه في مقهى بحري وأنت تقرأ جريدتك الصباحية المفضلة؟

تصفح المزيد..
آخر الأخبار