العدد: 9292
14-2-2019
الحدائق رئة المدينة والملاذ الوحيد والضروري لسكان المدينة ولزائريها بالإضافة للمسة الجمالية التي تضيفها على المكان. مدينة اللاذقية تزينها عشرات الحدائق على امتداد مساحتها منها ولكل حديقة اسم ومواصفات مختلفة عن غيرها، لكن الذي يجمعها هو نقص بعض الخدمات. دخلنا حديقة الأندلس فتفاءلنا خيراً بما رأيناه فيها من نظافة وترتيب حارس موجود فعلاً اسم على مسمى غادرناها وقصدنا غيرها فكانت حديقة العصافيري وكالة من غير بواب بالإضافة إلى حال الطرق الموزعة فيها تعطي فكرة واضحة عن سوئها وفي بعض المناطق منذ زمن لم يتم صيانتها بالإضافة إلى الأعطال الواضحة على أعمدة الإنارة في الحديقة وبعض المقاعد التي تحتاج لصيانة بالإضافة إلى قمامة مكدسة بالقرب من سورها. أثناء تواجدنا رأينا بعض الزائرين من نوع الطيور محاولة أن تأخذ مكاناً لها. أما حديقة البطرني فهي أيضاً ينقصها خدمات أول دخولك إليها يلفت انتباهك بناء صغير داخل حرم الحديقة مهجور ولا يحمل أي صفة تدلك على هويته سوى بناء مرّ عليه سنوات من البناء وحتى الآن هو مشغول من قبل عائلة دون حسيب أو رقيب. اما الأعمدة الخاصة بالإنارة فهي الأخرى تحمل الاسم أما فعلها فأغلبها غائب ومنها مفقودة وغيرها مرمية على أرض الحديقة.
القمامة على ما يبدو تكدس بجهة معينة من الحديقة تنظر بترقب متى ترحل، ونحن نتنقل ضمن الحديقة لفت انتباهنا منطقة تغمرها المياه والوحول محاذية للسور من الجهة الغربية شمالي جامع البطرني الموجود داخل الحديقة فهي كما يبدو لم يتم تزفيتها أو تبليطها منذ زمان وأضعف الإيمان مؤذية للمنظر الجمالي للحديقة وتشغل حيزاً لا بأس به من المساحة خارج الخدمة.
حاولنا جاهدين أثناء تواجدنا في بعض الحدائق أن نلتقي بعض الزائرين للحدائق، ولكنهم رفضوا الفكرة فالغالبية الموجودة كانوا عشاقاً وفي حضرة الحبّ لا كلام يعلو فوق كلامه. وكان رأيهم الحديقة أمامكم ولا حاجة لرأينا.
أسئلة كثيرة عن هذه الحدائق وغيرها تحتاج لأجوبة من المسؤولين عنها ولكن وجود صاحب بسطة ضمن حديقة البطرني سهَّل علينا الاتصال بالمسؤولين، وقام هو وأبلغهم عن وجودنا قفز من فوق السور وركض مسرعاً إلى السيارة التي تقلنا فتحدث أحدهم معنا هاتفياً ورحب بزيارتنا لمكتبهم في حديقة البانوراما وذهبنا كما اتفقنا معه وصلنا
إلى هناك وكانت المفاجأة المسؤول الذي تحدث إلينا غير موجود دخلنا إلى مكتب الأستاذ رامز كباس ووضعناه في صورة ما جرى معنا ولماذا أتينا فأجرى اتصالاً بالأستاذ أكرم شلهوب وأحضره إلى مكتبه وفعلاً حضر الأستاذ وانتقلنا إلى مكتبه وطرحنا عليه ما جرى والأسئلة التي بحاجة لأجوبة فاقتصرت أجوبته على بعض الأسئلة والباقي من اختصاص الأستاذ رامز.
الأستاذ أكرم شلهوب رئيس دائرة الحدائق في اللاذقية قال: بخصوص المقاعد المكسرة في حديقة البطرني وغيرها من الحدائق قمنا بإجراء صيانة لهم منذ مدة ولكن نتفاجأ بتخريبها عندنا نقص بالعاملين في قطاع الحراسة لهذه الحدائق وخصوصاً في ساعات الليل نحن نخصص عمال حراسة للحدائق الخاصة بألعاب الأطفال وخلال ساعات النهار حفاظاً على سلامتهم.
هذه قدرتنا عندنا نقص بعمال الحراسة.
أما بخصوص الأعمدة المكشوفة وغيرها مضاءة في بعض الحدائق كلها مهترئة من أسفلها ويسبب وضعهم خطراً على حياة المواطنين قمنا بإزالتهم.
أما فيما يتعلق بالقمامة في حديقة البطرني المكدسة وحديقة العصافيري قال بشكل يومي ترحل والحدائق نظيفة وعندما عرضت عليه الصور الملتقطة قال نرحلها بشكل شبه يومي. أما من ناحية تبليط أرضية الحدائق فقال: الجواب ليس عندي هذا من اختصاص الأستاذ رامز كباس.
فعدنا إلى مكتب الأستاذ رامز كباس مدير دائرة الحدائق في اللاذقية فقال: بخصوص الأعمدة غير المضاءة في حديقة البطرني أثناء معرض الزهور يتم تشغيلهم كون أسفل الأعمدة مهترئة قمنا بصيانتها ووضعنا عليها بسطات حديد لتتماسك. حديقة البطرني بحاجة لأعمال كثيرة وبدأنا بقص الأشجار وتقليمها أما بخصوص السور المهدم في حديقة الدن فقال: لا يوجد حديقة في هذه الحارة الحديقة التي تتم صيانتها حالياً هي حديقة علي جمال يعمل على صيانتها وإصلاحها ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمتابعة من الأستاذ أكرم بالتنسيق مع المسؤولين في هذا البرنامج.
أما ما يتعلق بتبليط ممرات الحدائق، نحن لا نستطيع ذلك فهذا العمل مكلف جداً والإمكانات المالية المتاحة لدينا لا تسمح بتلك الموازنة المخصصة للحدائق في مدينة اللاذقية لا تتجاوز 20 مليون ليرة سورية نحاول أن نوزعها ونعمل بها على جميع الحدائق الموجودة في المدينة وتغطي أكبر قدر من أعمال الصيانة المطلوبة وتبليط الحدائق توضع ضمن خطة يرصد لها اعتمادات خاصة طبعاً بمتابعة منا يتم تجهيز دفتر الشروط الخاصة بذلك عن طريقنا ويكون قد خصص لهذا العمل اعتماد مالي ويعلن عنه.
ويتابع الأستاذ رامز: أما فيما يتعلق بشارع 16 في ضاحية سقوبين وانعدام الحدائق فيه لم تكن تابعة سقوبين سابقاً لبلدية اللاذقية كانت لها بلديتها المستقلة التابعة لمديرية الخدمات الفنية ولها مخططها التنظيمي وكله أبنية وبقي الوضع على حاله إذ تم تنظيم مناطق جديدة سيتم لحظ وجود حدائق فيها.
أما فيما يخص البناء المهجور فقال الأستاذ أكرم: نحن رفعنا كتاباً منذ أربعة أشهر لتركيب نوافذ حديدية وأبواب وعاودنا منذ أسبوعين رفعه مرة ثانية إلى الجهات المختصة أما القاطنون في البناء سيتم إخراجهم منها بحضور دورية خاصة بهذا الشأن من قبل البلدية.
نحن نعاني من تراكم القمامة في الحدائق من قبل الجوار القاطنين بالقرب من بعضها.
وبعدها غادرنا وخلال زيارتنا للحدائق لفت انتباهنا نظافة حديقة الأندلس والترتيب الذي هي عليه بالإضافة إلى المعرض الموجود فيها مشروع التسوق الذي أقيم من شهر ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالتعاون مع محافظة اللاذقية بتمويل من اليابان بإدارة المهندس علي الحايك المعرض يضم أغذية منزلية وصناعة يدوية مميزة.
والذي فاجأني هو اتصال الأستاذ أكرم بعد عودتي إلى البيت بعد الظهر في تمام الساعة الثالثة وخمس وثلاثين دقيقة ليخبرني بأنهم في حديقة البطرني والقمامة المكدسة يرحلوها وهم يقدمون على تجميعها قصداً توفيراً لمادة المازوت حتى لا يأتوا بالجرارات يومياً.
غانة عجيب
تصوير: هشام مرزوق