بعيداً عن آثاره السلبية كالأنانية.. كيف نوظف التنـافس كحافــزٍ إيجابي بين طلبتنـا داخل الصف ؟

العدد: 9458

الأربعاء :30-10-2019

يبقى رسم طريق النجاح من أهم الأهداف لدى الطالب الطموح، فمن يسعى للتفوق والتميز هو فقط من يملك طموحاً قوياً ويعمل باجتهاد ومثابرة للوصول إلى أعلى درجات العلم، وعلى الرغم من نظام الاختبارات التي يؤديها الطلاب بشكل دوري، وما يحصلون عليه من درجات تضاف لرصيدهم النهائي، فإن بعض الأهل والطلاب غالباً ما يدفعون أطفالهم – أو يندفعون كطلبة من تلقاء أنفسهم – للمنافسة وتقليص الفوارق في مستواهم العلمي والتحصيلي بينهم وبين أقرانهم المتفوقين، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى البيئة المحيطة وإلى الفروق الفردية التي تعطي لأطفالنا سماتهم الخاصة، فالتفوق له خطواته المدروسة التي يضعها الطالب نصب عينيه منذ بدء الدراسة، لكن ما دور الأسرة في هذه المنافسة الإيجابية، أم أنها تأتي كحصيلة لتكامل الأدوار بين جهات عدة أبرزها الدافع الذاتي عند الطالب نفسه ومن ثم يأتي دور الأسرة والكادر التدريسي والإداري؟

سطورنا الآتية، ومن خلال آراء متعددة لأطفالٍ اختاروا المنافسة وسعوا إليها لإبراز تفوقهم وتميزهم، ستكشف عن دور كل من هذه الجهات في دفع الأبناء نحو المنافسة لتحقيق أهدافهم العلمية دراسياً أولاً ومن ثم تميزهم في أحد ميادين الحياة.

عن روح المنافسة الإيجابية ودور الأهل في تعميقها كعامل هام في العملية التعليمية قالت السيدة رنا سلمان، موظفة وأم لطالب في الصف السابع بمدرسة المتفوقين: دورنا كأهل لا يقتصر على المتابعة فقط بل يتعداها إلى توفير كافة السبل لتفوق أطفالنا وتحقيق أهدافهم، ويلعب التنافس ما بين الطلاب دوراً إيجابياً بالنسبة لفئة المتفوقين منهم، فكل منهم يحاول أن يبذل جهداً مضاعفاً في الدراسة ومراجعة المواد بهدف التميز والتفوق على بقية زملائه، وهذا الأمر يبثّ بداخل الجميع الحماس للتربع على المنصة والحصول على المرتبة الأولى، إلا أنه وفي بعض الأحيان يترك التنافس الطلابي في التحصيل أثراً سلبياً في نفسية بعض الطلاب، فالبعض منهم يصاب بحالة من الاهتمام الزائد في الدراسة والخوف الشديد من خسارة الدرجات، وآخر لا يتعاون مع زملائه بتاتاً في توصيل بعض المعلومات غير المفهومة بالنسبة إليهم خشية من أن يتميزوا عليه، وهذا ما يتطلب من الأهل الانتباه إلى سلوك أطفالهم ومستواهم الدراسي وتوجيههم نحو التركيز والمثابرة للوصول إلى لقب الأول على الصف بجدارة.
الصديقة لانا جمّال، طالبة في الصف الثامن، قالت: إن التنافس بين الطلاب له تأثير إيجابي، وخصوصاً إذا كان يهدف إلى التميز وتحصيل العلم، ولكن هناك فئة منهم يستخدمون وسائل وأساليب تدل على الأنانية وحب النفس ويرفضون مدّ يد العون لزملائهم ممن يتساوون معهم في المستوى التحصيلي، وأنا على قناعة أن الطالب المتفوق مهما بلغ من التميز فإنه سيحتاج لمساعدة زملائه، وخصوصاً في حالة تغيّبه عن المدرسة لوجود ظرف معين.

الصديق مجد مهنا، الصف السابع قال: أحب روح المنافسة ما بين الطلاب في الاجتهاد والمثابرة وبالأخص مع زملائي المتفوقين، لكن للأسف هناك من يتنافسون على التقصير في أداء واجباتهم المدرسية وهذا ما لا يجب المنافسة عليه، كذلك هناك بعض الطلاب ورغم تميزهم مع البقية إلا أنهم قد يصابون في بعض الأحيان بخيبة أمل لأنهم لم يحققوا الدرجات التي كانوا يطمحون إليها، مع العلم أن ذلك لا يعني نهاية تفوقهم بل إن هناك المزيد من الفرص أمامهم والتي يجب عليهم استغلالها، كما أن للمعلم الدور الكبير في زيادة الاهتمام لدى الطلاب في تحقيق الأفضل وذلك عن طريق المسابقات أو تقديم الجوائز للمتميزين.

الصديقة سارة رضوان، الصف السادس قالت: إن التنافس الإيجابي يدفع الطالب لكي يقدم الأفضل دائماً داخل الصف ويقودنا نحو التفوق جميعاً بعيداً عن الأنانية، فالتنافس الإيجابي في الدراسة يرفع من مستوى الطالب ويزيد من ثقته بنفسه ويساعده على مواجهة الصعوبات وحتى لو كنا في المركز الثاني أو الثالث فإننا نكسب بعض الأمور الإيجابية التي تعلمنا كيفية النجاح وتؤدي هذه التجارب إلى النجاح والتفوق واكتساب المهارات الدراسية.
الصديق عماد صبح، الصف السابع قال: إن التنافس موجود لدى الجميع ومن الطبيعي أن يتنافس الطلاب فيما بينهم لنيل المركز الجيد لهم فالتنافس يشكل قوة محركة للطلاب لكي يحصدوا مزيداً من الدرجات والتفوق، كما أن التنافس مطلوب في الحياة ككل وليس فقط في الدراسة، وأعتقد أن التنافس داخل الصف له إيجابياته خاصة على الطلاب أصحاب المستوى الضعيف لأنه سيشجعهم لكي يضاعفوا جهودهم وهذا أمر إيجابي جداً فالتنافس يجعل كل شخص يظهر طاقته الكامنة التي بداخله من جهود ومهارات ويمكن للطلبة المتنافسين أن يتفوقوا جميعاً، كل في مجال هواياته وميوله.
بقي للقول: جميعنا نسعى للنجاح والتفوق في صفوفنا الدراسية، لأن هذا النجاح هو من سيضعنا على طريق المستقبل الذي نطمح إليه وقد يكون كل ما نحتاجه هو التركيز والإصرار على الجد والمثابرة، لكن روح المنافسة تبقى الطاقة المحرّكة لهذه الوسائل اللازمة لنجاحنا والكامنة في داخلنا والتي تساعدنا على تحقيق طموحاتنا خاصة عندما نسير في درب النجاح المليء بالكثير من الحواجز والعواقب ولكن مع وجود حقيبة المنافسة الإيجابية في أيدينا وروح التعاون فيما بيننا فإننا سنواصل المضي حتى الوصول إلى أهدافنا بكلّ عزيمة وإصرار.

فدوى مقوّص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار