العدد: 9292
14-2-2019
قائمة مطـــــــالب تطـــــــول والتمويل يحـــــــدّد المســـــــار
الحرائق أتت على غابات واســــــــعة في «بقيلون»
أعطال كثيرة ولا استجابة
من مقسم ضاحية القرداحة
مبــنى المدرسة يضـــرب أرقاماً قياســــية بالإهمـال
كـ (نيشان) جميل تتوضع قرى المعلقة، القلمون، بقيلون، كخرز على صدر جبل الأربعين، تحتمي به ويضمها، فيبدوان كعاشقين أبديين امتدت علاقتهما من الأزل إلى الأبد، تتجاور بيوتها وغاباتها وتتداخل مع بعضها لتبدو كلوحة فنية أبدع خالقها في تصميمها ومزج كل ألوان الجمال فيها.
هذا ما يلمسه زائرها للوهلة الأولى، ولنتعرف أكثر عليها وعلى واقع الخدمات والبنى التحتية فيها، قمنا بزيارة ميدانية والتقينا فيها بعض من مواطنيها الكرام.
* السيد بشار طربوش أمين الفرقة تحدّث عن واقع قرية القلمون الخدمي قائلاً:
قريتنا مخدمة بهواتف أرضية عبر مجمّعة ضوئية تتبع لمركز اتّصالات الضاحية بالقرداحة، وهذه الهواتف تفصل بالكامل لدى انقطاع الكهرباء لعدم تجهيزها بتغذية كهربائية بالطاقة الشمسية، ولذلك نأمل تجهيزها بهذه التغذية وببوابات الأنترنت التي باتت مطلباً أساسياً لجميع الناس.
غرفة مسبقة الصنع للثالث الثانوي
تفي بالغرض
كذلك المدارس في القرية بحاجة للاهتمام، فالمدرسة الابتدائية تحتاج إلى صيانة الكهرباء والنوافذ والأبواب إضافة إلى عزل السقف الذي يدلف على الطلاب أثناء الأمطار الغزيرة.
أما الثانوية والتي يدرس فيها أكثر من 80 تلميذاً فلا يوجد فيها شعبة للثالث الثانوي وذلك لضيقها حيث إنها مؤلفة من ست غرف فقط بما فيها الإدارة وغرفة الحاسوب ولذلك نتمنى بناء طابق إضافي أو إضافة غرف مسبقة الصنع إليها رأفة بطلاب الشهادة الثانوية في القرية والذين توزّعوا على الثانويات المجاورة مما يكلفهم الجهد والوقت والمال.
وأشار أيضاً إلى حاجة قرية القلمون إلى إعادة اهتمام مؤسسة المياه بنبع (عين الميلة) وإعادة تأهيله وصيانة خزان الماء والمضخات الموجودة عليه.
كذلك أشار إلى أنّ قسماً كبيراً من أراضي قرية القلمون والقرى المجاورة كانت مشجّرة حراجياً وتعرضت للحرق، حيث أُبيدت فيها غابات واسعة متمنياً مع جميع أهالي القرية إعادة تشجير هذه الأراضي بنوعيات أخرى من الأشجار غير الصنوبر لتعود بالفائدة الأكبر على مجتمع هذه القرى بأكمله، وطالب أيضاً مع أبناء قريته بصيانة طرقات القرية وتعزيل جوانبها، وذكر في نهاية حديثه بأنّه تمّ توزيع الغاز عن طريق شعبة الحزب والفرقة الحزبية لقرية كفرز وذلك لعدم وجود رخصة غاز فيها.
مسار جديد للصرف الصحي بدل المخرّب
* مختار قرية بقيلون راتب غصنه قال: البلدية محدثة وجديدة ولم نرَ من خدماتها شيئاً بعد، علماً أنّنا نتوقع كثيراً من المبادرات من شاب في مقتبل الحياة كرئيس بلديتنا، ونحن كمواطنين علينا أن نتساعد مع بعضنا مع البلدية، وأن يقوم كل منا بدوره على أكمل وجه للنهوض بواقعنا ومجتمعنا ودولتنا التي لم تبخل علينا بشيء رغم قساوة ما تمرّ به.
أما بالنسبة للواقع الخدمي في قرية بقيلون فقد أشار إلى الصرف الصحي السيئ في الحي الشرقي من القرية حيث إنه وخلال الأيام الماطرة يفيض داخل البيوت، وبيت ابني أحدها، وقد حاولوا صيانته بعدّة أساليب دون جدوى فعادوا واقترحوا تنفيذه مرة ثانية وتغيير مساره على الطريق العام ليصل إلى المصب على النهر، ولكن الأهالي اعترضوا على تنفيذه.
نتمنى الإسراع بصيانة الصرف المتخرّب، ريثما تتم الموافقة على تنفيذ الصرف الصحي الجديد، وتحدّث أيضاً عن وضع الطرق السيئ في القرية وضرورة صيانتها وصيانة الإنارة الشارعية، وأشار في حديثه أيضاً إلى نبع بقيلون ذي المياه الدائمة والتي تذهب هدراً في السواقي والأنهار متمنياً تأهيله وإنشاء خزان لتجميع مياهه وربطها بالشبكة وتوزيع على المواطنين للاستفادة منها وعدم هدرها.
كما أشار إلى ضرورة تفعيل دور الوحدة الإرشادية والمهندسين الزراعيين فيها وتحسين علاقتهم بالمزارعين والاهتمام بمزروعاتهم وتقديم النصح لهم، وشملهم جميعاً بالمكرمات التي تقدم من الدولة، مثل صندوق دعم الكوارث الذي لم يستفد منه ولا فلاح من قريتنا علماً أنّ محاصيلهم تأذّت كمحاصيل القرى المجاورة، وتحدث عن هموم تأمين المواصلات بشكل دائم للموظفين والعاملين والطلبة واعتمادهم على سيارات الأجرة الخاصة والتسعيرة غير النظامية.
لا تعليم ولا خدمات
* السيد ياسر إسماعيل من قرية المعلقة تحدّث أيضاً عن الطرقات التي تحتاج إلى الصيانة وعن أزمة المواصلات في القرية وتحكم السائقين بالجميع وبأجور الطرقات التي يحددونها بأنفسهم دون الرجوع إلى أحد.
وأشار أيضاً إلى المساوئ الكثيرة في مدرسة المعلقة على مستوى التعليم أو الخدمات الموجودة في المدرسة، حتى الحمّامات لا يستطيع الطالب استعمالها ويضطر أن يعود إلى بيته لقضاء حاجته، متسائلاً عن سبب إهمال التربية لمدارس الريف بهذه الطريقة.
بلدية في طور التأسيس
وفي مقرّ البلدية التقينا السيد نظام خضور رئيس البلدية الذي أخبرنا قائلاً: بلدية المعلّقة بلدية محدثة تخدم 5000 نسمة موزعين على أربع قرى هي:
المعلقة – بقيلون – القلمون – كفرز وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القرداحة وتبعد عنها 5 كم، وعن المخطط التنظيمي لهذه القرى أجابنا:
المخطط التنظيمي لقرية المعلقة مصدق ومعلن منذ وقت طويل أما بالنسبة لقرى بقيلون، القلمون، كفرز، فالمخططات فيها غير مصدقة علماً إنه تمّ الإعلان عنها منذ زمن طويل ولكنها توقفت في الخدمات الفنية حسب المعلومات من بداية الأزمة.
قائمة الأولويات طويلة
وعند سؤالنا له كرئيس بلدية شاب وجديد وفي بلدية محدثة ما هي أولوياتك في تقديم الخدمات لمجتمعك أجابنا:
بصراحة قرانا ينقصها الكثير من الخدمات وتحتاج إلى الكثير الكثير من الاهتمام وإذا ما سمحت لنا الفرصة بتقديم الخدمات فإننا سنحاول في البداية الاهتمام بالطرق بالتعاون مع كافة الجهات المختصة، فكل الطرق الرئيسية والفرعية في قرانا إضافة إلى الطرق المؤدية إليها سيئة وبحاجة ماسّة إلى الصيانة والتوسيع وتعزيل جوانبها، وتحتاج إلى قميص اسفلتي في بعض الأماكن وفي أماكن أخرى إلى الترقيع وأذكر بعضها هنا مثلاً: الطريق من مفرق المعلقة حتى قرية بقيلون وكذلك الطريق الواصل بين قريتي كفرز والمعلقة.
وهذا نفسه ينطبق على الطرق الزراعية فالموجودة بحاجة إلى صيانة، بالإضافة إلى حاجة مساحات كثيرة من الأراضي الزراعية التي حرمت من التخديم والاهتمام لعدم وجود طرق تصل إليها، ونذكر مثلاً الطرق الزراعية والتي من الضروري شقها كطريق من مفرق الفوّار في المعلقة يصل إلى جسر الطريق العام للقرية.
وكذلك شق طريق من جانب الجامع في القلمون وصولاً إلى قرية كفرز حيث تخدم مساحات واسعة من الأراضي تتجاوز الـ 300 دونم، مع الإشارة أيضاً إلى وضع قناة المياه في قرية بقيلون على جانبي الطريق وقد أغلقت تقريباً بالكامل نتيجة الأتربة والأوساخ والأعشاب فيها حتى أصبحت مياه الأمطار تغمر الطرقات وتكاد تغلقها في بعض الأماكن والحاجة الماسّة لصيانتها وتعزيلها.
وبالنسبة للقمامة وترحيلها فقد ذكر السيد نظام بأن البلدية محدثة ولا يوجد لديها آليات ولذلك قامت باستئجار جرار لنقل القمامة من قرى البلدية بمعدل عشر نقلات شهرياً، بالإضافة أيضاً إن مقرّ البلدية مستأجر أيضاً، وإلى الآن لم يستكمل طاقم العمل في البلدية، ومنذ فترة قريبة لا تتجاوز الأسبوعين تمّ رفد البلدية بالأثاث اللازم والمكاتب وذلك بناءً على توجيهات السيد المحافظ مشكوراً.
بالنسبة للصرف الصحي في قرانا فإن شبكة الصرف الصحي قديمة في معظم قرى البلدية وبحاجة إلى الاستبدال أو الصيانة ونذكر مثلاً: الحي الشرقي من قرية المعلقة (حي بيت يونس) لا يوجد فيها صرف صحي وكذلك التوسعات الجديدة في القرية بحاجة إلى شبكة الصرف الصحي.
أما في قرية بقيلون فشبكة الصرف بحاجة ماسة للاستبدال من جانب بيت المختار ولمسافة 150 متراً، كذلك الأمر حي بيت غصنة فيها بحاجة إلى مشروع صرف صحي يتجاوز طوله الـ200 متر وفي قرية كفرز الشبكة بحاجة إلى استبدال من جانب بيت غصن إلى أسفل القرية وبطول حوالي 100 متر، أما في قرية القلمون فلم تأتنا أي شكوى منها وجميعها مخدمة بالصرف الصحي.
النقل .. سيد الأزمات
وأضاف السيد نظام: مشكلة السير والمواصلات في القرية سيدة الأزمات حيث لا يوجد سير نظامي يربط القرية بالقرداحة رغم كثرة الموظفين والطلاب والعساكر والذين يعتمدون جميعهم على سيّارات الأجرة الخاصة التي تهدّ كاهلهم بالأجورات المرتفعة، ويقترح الأهالي في القرية إحداث خط سير ما بين القرداحة وقرى ضهر دباش كفرز والمعلقة رأفة بالناس الذين يخضعون بشكل يومي لرحمة السائقين ومزاجهم السيئ.
وأضاف: يعاني المواطنون أيضاً ضمن قطاع بلديتنا من شبكة الهواتف الأرضية السيئة للغاية حيث تتبع قرانا لمقسم الاتّصالات في ضاحية القرداحة، والجميع يشتكي من كثرة الأعطال وعدم الاستجابة من قبل المقسم في الصيانة والإصلاح بالإضافة إلى وضع العلب الهاتفية المفتوحة والأسلاك المكشوفة في الهواء ليتعدى عليها القاصي والداني، بالإضافة إلى مساوئ المجمعات الضوئية في قطاعنا والتي لم تزوّد بتغذية بالطاقة الشمسية في «كفرز والقلمون» وقسم من «بقيلون» ولا ببوابات أنترنت.
الأهالي يعترضون على الدوام المسائي
وبالنسبة لمدرسة المعلقة فهي تضم الابتدائية والثانوية معاً بدوامين صباحي ومسائي حيث تضم الحلقة الأولى نحو 90 تلميذاً وتقريباً نفس العدد للحلقة الثانية والثانوية، وبدوامين صباحي ومسائي، رغم اعتراض الأهالي على الدوام المسائي وتأففهم منه لأسباب كثيرة أهمها عدم رؤية الطالب لكتبه في الساعات المتأخرة بسبب عدم وجود كهرباء في المدرسة أو أي إنارة أخرى، فالمدرسة بحاجة كلّ شيء وصيانة كلّ ما فيها من الساحة إلى الحمامات السيئة إلى الكهرباء والدهان واستبدال المقاعد وصيانة النوافذ المكسّرة، علماً أنّه كان من المقرر أن تبنى مدرسة ثانوية في القرية ولكن تأخر التنفيذ بسبب الظروف التي مرت بها البلد.
وذكر السيد رئيس البلدية أيضاً ما يخصّ الكهرباء ضمن قطاعه بأن الخزان الذي يقع جانب المدرسة بحاجة إلى رفع استطاعة أو تركيب محولة ثانية تتحمل الضغط الكبير عليها وتقلل من الأعطال الدائمة والمتكررة.
كذلك الأمر بالنسبة إلى قرية بقيلون حيث يحتاج الحي الشرقي منها إلى استبدال المحولة أو رفع استطاعتها.
وباكورة الأعمال «توزيع الغاز»
وأول الأعمال التي شاركنا بها توزيع الغاز على ذوي الشهداء والجرحى استناداً إلى خطة المحافظة حيث تمّ توزيع مئة جرة بالدفعة الأولى على ذوي الشهداء وسيتمّ توزيع مئة ثانية بالدفعة الثانية على ذوي الجرحى، علماً أنّ عدد الشهداء في قطاع بلدية المعلقة 74 شهيداً، وعدد الجرحى يفوق الـ 125 جريحاً.
الوصية أمانة
وأخيراً: لابد لنا من إيصال الأمانة التي حملها لنا معظم أهالي هذه القرى والذين يطالبون بحماية الغابات من القطع الجائر والحرق والحفاظ عليها من أيّ تعديات ووجوب معاقبة الأيدي العابثة بها، فالغابة ملك القرية بالكامل وليست حكراً على أحد محدد، ونأمل أن تلقى بلدية المعلقة وبلديات الريف الدعم الّلازم للانتهاء من مشاريع البنى التحتية في هذه القرى والانطلاق بمشاريع استثمارية تعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
سناء ديب