العدد: 9292
14-2-2019
في يوم من أيّام طفولتي الشتويّة، وتحديداً في السادسة من عمري، سنتيَ الأوّلى التي قضيتُها في حزنيَ المدرسيّ، ذهبتُ وأُمّي وجدَّتي إلى بيروت، بغيةَ زيارة طبيب للعيون، وفي طريقنا إلى تلك المدينة البرّاقة، بَهَتَني نفقان مظلمان مرَّت بهما السيّارة التي كانت تُقلّنا، أحدهما مديد والآخر أقصر، هل هذان النفقان مَثَّلا حينذاك ظلمات حياتي، التي كنتُ سأعبرها ذاتَ غدٍ إلى عالم النور؟
كتبتُ منذ يومٍ قريب: في داخلي دُعاءٌ دائمٌ بجحيم الدنيا والآخرة، على كلِّ يدٍ تمتدُّ خطأً إلى طفل بأيِّ خطأ إلى أيِّ طفل، فعذراً من أيديكم أيها المخطئون مع الصغار. وتعقيباً على هذا الذي كتبتُ يوماً، علمتُ أنَّ هناك من الأهل الذين يُحجِمون عن إرسال أولادهم إلى مدارسهم لبضعة أيّام، بعد أن يكونوا قد أوسعوهم ضرباً وتشويهاً، ما هذا ؟! في أيِّ غابةٍ نحن نعيش؟ في أيِّ بدائيّة؟!
د. ريم هلال