يتــزوج ليكمــــل نصـف راتبــــه

العدد: 9453

الأربعاء:23-10-2019


كان يقول: يتزوج ليكمل نصف دينه، واليوم يتزوج ليكمل نصف راتبه، ويرفع شكواه ويحملها بتكاليف الحياة التي تتأثر بالعوامل الجوية للمناخ الاقتصادي المتخبط برياح الدولار ونقد الاستهلاك، ولا شاطئ أمان غير أن تشاركه البيت ونصف العيش من راتبها بسقف وجدران.

تراها معه في الشارع أو بجانبه في السيارة وتستوحش الأمر، هو شاب بهي الطلعة وسيم وهي فتاة ذميمة صبغت نفسها بألوان وماكياج، وطوقتها بإكسسوار وأصداف، ولحفتها بلباس أجنبي وماركات، تسأل كيف له ذلك وهل لعب بإعدادات نفسه وتحكم بكنترول عقله؟ أم سجلت بريدها الالكتروني بمقدار راتبها ليكون نصيبه من نصفه بل كله، وليس للجمال مكان عنده ولا تستوي الأخلاق وإن وجدت.

أسعد عجيب، موظف وليس باستطاعته جلب دبلة خطوبة فكيف له تأمين بيت الزوجية ومن ترضى بموظف (كحيان كما يقول) ويتابع: كلنا بحاجة لنصف راتبها بل كله لنكمل نصف ديننا، ومحظوظ من يتزوج اليوم، والأفضل له موظفة يستعين بها ويستجير من هذه الأيام الجائرة.
الشاب وسيم عباس، جامعي: أخذ السؤال بالمزح والفكاهة وقال (الله لا يردو اللي بياخود بنت على راتبها أو ورثتها) في المستقبل أريد زوجة طيبة وجميلة ولا يهمني إن كانت موظفة أو لا، يكفيها البيت والأولاد، فالزوج هو المعيل والمسؤول عن توفير حاجات البيت والزوجة والأولاد وحتى لو اضطر للاستدانة، ولكن يا ريت ترضى موظفة جميلة بي، والأفضل ثلاثة أو أربعة لأكمل نصف راتبي وأزيده الضعفين عندها سأكون مغموراً بالسعادة يا آنستي وقد أجلس على أريكتي في البيت وهن خارجه في الوظيفة والعمل.
مايا رجب، معلمة: أشارت أنها عندما تعرفت على زوجها في أول لقاء لهما سألها إن كانت موظفة، وقد بدت الفرحة على وجهه عند إجابتها بنعم وموافقتها ولم يكن يشكل ذلك عندها إزعاجاً، وفي خطبتها تدبرت أمورها في تأمين احتياجات نفسها للانتقال لبيت زوجها، وقد ناصفته شراء كل شيء يلزمه، تقول: اليوم أصرف كل راتبي في بيتي لأجله فأنا أخاف أن يأتي بأخرى.
أبو أمجد، صاحب سوبر ماركت، يباشر بقوله: لم يعد أحد اليوم يسأل عن أصلها وفصلها وأخلاقها، حتى أنهم يقبلون الزواج بأكبر منهم سناً، عندما تكون موظفة وتملك بيتاً أو سيارة وهي ترضى بعجل كي لا يفوتها قطار الزواج، حتى أنها تأتي بدبلة الخطوبة لنفسها، لقد انقلبت الموازين، وحتى إن لم تكن كبيرة فكلنا يعلم أن الفتاة عاطفية أكثر من الرجل وإن أحبته تعطيه كل ما تملك وحتى راتبها الذي تجهد فيه على أساس أنها شريكته وتناصفه بالمهام ومسؤوليات البيت والأولاد، وأنا أرى أن حصول الرجل على راتبها ابتزاز خاصة دون موافقتها، لكن أين هي الموظفة اليوم التي لا تصرف راتبها بكامله في بيتها؟
أم حسن، موظفة أشارت أنها قبل أن تحظى بوظيفة سألتها إحداهن الزواج بابنها ولما وافقتها الطلب راودتها بالسؤال الآخر الذي أسكتها لبعض الوقت وجاء عليه الانسحاب والرفض، إن كانت موظفة، وتقول: ولما سمعت بعد حين بأني توظفت جاءت وأعادت السؤال علي، ولم يكن لدي سبب للرفض فوافقت وتم الأمر، لقد تغير ما عهدته عليه بعد شهر أو شهرين، كنت أصرف بعض راتبي عليه فهو ينال من وظيفته في النهار راتباً معقولاً، ويضيف عليه عملاً آخر وراتباً آخر، إلا أن مصروف جيبه الشخصي كبير، ويريدني أن أصرف راتبي في البيت ولما رفضت عرضه أخذ بطاقة الصراف مني وبات يقبض راتبي بدلاً مني ليأتي بحاجات البيت والأولاد ويعفيني من عناء حملها وجلبها، كما أنه يعطيني مصروفاً حدده لي لأجل حاجاتي الشخصية، فهو سيد البيت وتحت يديه دفتر الحسابات من صادرات وواردات.
أما رؤى صديقتها فهي لا ترضى بأسلوبه إن كان طلبه بجفاء، وهي عصرية وتعلم أن الحياة صعبة تتطلب المشاركة والمقاسمة، لكنها لا تعطيه غير بعض أجزاء من راتبها، فلها الحق براتبها كاملاً وتصرف ما تشاء، فهي في جري مستمر طوال النهار، منذ ساعات الصباح الأولى في تجهيز القهوة والفطور للسادة الحضور من أهل البيت واصطحاب الأولاد للمدرسة في طريقها للوظيفة ثم العودة للطبخ والنفخ والتنظيف وحتى تعليم الأولاد وتحفيظهم، وغيره الكثير والزوج نائم (غفيان) بأحلامه، فهل في مطالبته براتبها اعتدال أو إنصاف؟

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار