مراكز متقدمة لأطفال اللاذقية في المسابقة الأولى للقراءة السريعة … تطوير المهارات بطريقة أكاديمية لتأصيل القراءة كعادة في حياتنا اليومية
العدد: 9291
الأربعاء-13-2-2019
بعيداً عن هاجس التنافس الذي ينمّي قدرات الفرد ويزيده هوساً بمفهوم الإنجاز والنجاح، فإن إدخال مهارات القراءة والثقافة تحت مظلة السرعة كما كل مجريات العالم الأخرى أمر لا يتعارض مع الفهم والاستيعاب والاستمتاع، فنحن نحتاج للقراءة في عصر كثرت فيه التحديات والأزمات، وتشابكت العلوم، لأننا لا نستطيع أن نعيش إلا حياة واحدة ومن الصعب أن نخوض جميع التجارب فيها، فالقراءة تجعلنا نعايش تجارب الأخرين والاستفادة منها وتوفر علينا الوقت والجهد، والقراءة ترفع مستوى الوعي والإدراك لدى الإنسان وكذلك تعطيه الأمل والتفاؤل ليسلك الطريق الواضح لتحقيق النجاح في مختلف المجالات، ولنتعرَّف على مفهوم القراءة السريعة ولماذا يحتاج الإنسان إلى القراءة السريعة في حياته؟ وما دور الأسرة والمدربين في زيادة معدل القراءة السريعة لدى الطفل؟
كان لصفحة – واحة الطفولة اللقاءات الآتية على هامش مسابقة القراءة السريعة والتي كانت جوائزها المتقدمة من نصيب محافظة اللاذقية وبالتحديد لمعهد ناي للموسيقى والفنون . فكانت اللقاءات الآتية:
عن جو المسابقة والمراكز التي تم الحصول عليها وإعطاء لمحة حول مفهوم القراءة السريعة وعن مدى التجاوب من قبل الأهالي والمجتمع والإقبال على هذا النوع من المهارات وكيفية التعامل مع المواهب خصوصاً الأطفال ورعايتهم للوصول إلى مراحل متقدمة من خلال المعهد – الكادر والأسلوب المتبع فيه – حدثنا المدرب باسل الجردي مدير معهد ناي للموسيقى والفنون، مدرس آلة الناي لدى معهد محمود العجان ومدرب قراءة سريعة للأطفال واليافعين قائلاً:
شارك معهد ناي للموسيقى والفنون والنشاطات الذهنية وفريق الشمس (باسل الجردي – نورا الشيخ – غيداء نصور) المختص بالقراءة السريعة بالمسابقة الأولى من نوعها في سورية بالمركز الثقافي بـ (أبو رمانة) برعاية مؤسسة إضاءات الفكر بإشراف المدربة الدولية نزهة اليمني، وحصلنا على المركز الأول للمتسابقة انجي جوني بنتيجة 864 كلمة بالدقيقة، وهي في الصف السابع وتتقن العزف على العود وتهوى الغناء ومتفوقة بدراستها وحازت على المركز الأول بجدارة، المركز الثاني أيضاً لطالبتنا يارا أحمد فاضل 642 كلمة بالدقيقة وهي متفوقة بدراستها وتجيد العزف على البيانو والكمان وكذلك حصلنا على ميداليتين فضيتين لكل من (ريتا فاضل – حلا نصور).
وعن مفهوم القراءة السريعة قال: هي مهارة ذهنية تعالج في القسم اليميني من الدماغ وهي قراءة صامتة وليست مسموعة تعتمد على حركة العين السريعة بالتقاط أكبر عدد ممكن من الكلمات بومضة سريعة حيث تلتقط العين مقاطع على شكل صورة وتعتمد هذه المهارة على استراتيجية تسريع القراءة بالفترة الأولى للتدريب باستخدام المؤشر (إصبع اليد) لرفع نسبة التركيز ومن ثم يتم تدريب الذاكرة لرفع القدرة اﻻستيعابية والتدريب المستمر كفيل بإيصال الطالب إلى سرعة عالية تصل إلى ألف كلمة بالدقيقة مع نسبة استيعاب تصل الى 80-90 بالمئة، مع العلم أن القراءة المعروفة لطلاب المدارس ﻻ يزيد عن 100 كلمة بالدقيقة، لكن أهمية القراءة السريعة لا يجب أن تهدف إلى تحطيم الأرقام القياسية، وإنما إلى تطوير القدرة على القراءة بسرعات مختلفة وتعلم متى يجب أن تستعمل هذه السرعات أيضاً، لذلك فإن كادر المعهد منتقى بطريقة أكاديمية ودقيقة وهم يمتلكون قدرات عالية من الكفاءة، وقد حصل معهدنا من خلال الطالبة المتميزة ناي الخطيب على الميدالية الذهبية بالحساب الذهني لعام 2017 على مستوى سورية.
اللقاء الثاني مع الطالبة يارا فاضل، الصف الثامن في مدرسة عين البيضا – الشهيد يونس بلال – وكانت رائدة بمادة العلوم على مستوى القطر وعن تجربتها وفوزها بالمركز الثاني قالت: القراءة السريعة هي تجربة جديدة في سورية وكانت المسابقة في المركز الثقافي بـ (أبو رمانة) من خلال امتحان يتضمن قصة قصيرة عليها أسئلة وعلينا الإجابة عليها ضمن فترة زمنية محددة، تعتمد القراءة السريعة على المهارة الذهنية بدون صوت وهي مفهومٌ يُشير إلى استعمالِ مجموعة من الأساليب التي تهدفُ إلى زيادة معدَّلات سرعة القراءة، وبنفس التركيز، ودون التأثير على الفهم، وكذلك تهدف إلى قراءة مادة كبيرة في فترة زمنية قصيرة، وبالتالي فهي توفِّر الوقت وتزيد من ذكاء الإنسان، وأنا متفوقة في دراستي وأطمح لدراسة الطب ولدي هواية العزف على البيانو والكمان وأتدرب مع أختي ريتا – الصف السادس الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة القراءة السريعة وتعزف على البيانو والكمان التي تطمح لتكون مدرسة ناجحة ومعلمة أجيال تسعى بعلمها واجتهادها لخدمة بلدنا الحبيب سورية.
بقي للقول: في كتابه – أرسم مستقبلك بنفسك – يقول رائد التنمية البشرية برايان ترايسي: لطالما تجد في بيت الفقير تلفزيوناً كبيراً بينما تجد في بيت الغني مكتبة كبيرة، وبغض النظر عن الدراسات الأكاديمية نجد أن القاسم المشترك بين الناجحين والأشخاص الذين يحققون الإنجازات في جميع المجالات هم القراء، فالقراءة عادة وليست هواية، لأن الهواية هي الشيء الذي لا يحتاجه الإنسان في حياته العادية، بعكس القراءة، فكما أن الطعام هو غذاء للجسد، فإن القراءة هي غذاء الإنسان الفكري والروحي.
فدوى مقوص