خدعة العمر

العدد: 9291

الأربعاء-13-2-2019

 

آه منك يا عمر ماذا فعلت بنا، غيّرت أشكالنا ونفوسنا وأفكارنا.. كالنهر يجري لا يتوقف أو يستريح، سائراً بنا نحو الهلاك.
من يعي خدعة العمر يفكر كيف يوظف إمكاناته فيغنم الفرص كالصحة والشباب وما توفر في يديه من مال، كي لا يندم ذات يوم أو يتحسر على السنين التي ضاعت أو فرّت من بين أصابعه.
لا تستطيع أن تجتاز درب الأعمار كما غنّت فيروز (تعا تنتخبى من درب الأعمار، وإذا هنّن كبروا نحن بقينا صغار) ولا أن ندعوه كي ينتظرنا، فلن ينتظر أو يستمع لنا وليس له أذن كي يسمع، وكلنا بعد حين راحلون، ما دامت إلا لوجهه الكريم.
يسألونها عن عمرها فتتلكأ لا تريد أن تعترف كأن العمر عيب، (عيّرته بالشيب وهو وقار ليتها عيّرت بما هو عار)، قال أو أنشد.
أنا لا أنقص من عمري إن سألوني إلا أني لا أريد أن يقومونني بعمري بل بروحي بحركاتي وأفعالي.
قالت وقد أدركها العقد السادس دون زواج إذ سألتها: هل أنتِ نادمة؟ وحسرة صبغت معاني وجهها مع ردها: أعضّ على إصبعي فتوجعني أصابعي كلها.
لن نشتم العمر الذي اغتصب شبابنا فهذه سنة الكون، ولو أن البعض يحتالون على العمر خاصة النساء بحركات طبيّة تظهرهم أكثر شباباً، ربما يعدن لأنفسهنّ نضارتها وأشكالهن الشباب.
ليس المهم أن نبدو أصغر سناً بقدر ما نبقى راضين عن أنفسنا وعن أفعالنا بما يرضي الآخرين ما يعكس على أرواحنا الراحة والاطمئنان.

وحيدة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار