الوحدة – وداد إبراهيم
تم إحداث وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في هذا العام وتتبع لها مديريات في المحافظات، منها مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث باللاذقية، وخلال عام من العمل الدؤوب، أظهرت المديرية تقدماً ملحوظاً في تطوير قدراتها التشغيلية واللوجستية، وتحسين خدماتها المقدمة للمواطنين، ورفع جاهزية المراكز وكفاءة الكوادر، كما أسهمت الأعمال الميدانية والتوعوية وبرامج إزالة مخلفات الحرب في تعزيز أمن المجتمع واستقراره.
أبرز إنجازات مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث باللاذقية بعد التحرير
للإضاءة على الأعمال والإنجازات في المديرية خلال الفترة الممتدة من لحظة التحرير وحتى الوقت الراهن، التقت الوحدة مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث عبد الكافي كيال، حيث قدم عرضاً شاملاً لواقع عمل المديرية، وكشف أبرز الإنجازات التي أسهمت في رفع مستوى الأمان والخدمات للمواطنين.
دور المؤسسة ومهامها الرئيسة
قال عبد الكافي كيال مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث باللاذقية: تتولى مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث القيام بمجموعة واسعة من المهام التي تهدف إلى حماية السكان المدنيين، وتشمل: حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق مجتمع آمن من المخاطر، والاستجابة السريعة لمختلف أنواع الطوارئ الناجمة عن الأعمال العدوانية والكوارث الطبيعية، وتسريع تعافي المجتمع من آثار الأحداث والكوارث.
واقع المؤسسة عند بداية التحرير
وحول التحديات الهيكلية والتشغيلية التي واجهت المديرية عند بداية التحرير، أوضح كيال أنه يمكن تلخيصها بنقاط عدة منها:
تهالك المعدات والأسطول والآليات بشكل كبير، أدى إلى ضعف القدرة التشغيلية،
واهتراء البنية الأساسية للمراكز المستجيبة وقلة عددها وتوزعها بشكل غير عملي، يعوق سرعة الاستجابة، إضافة إلى التضخم الوظيفي والترهل الإداري وندرة التخصصات، مما أثر سلباً على الكفاءة العامة، مع اقتصار الخدمات على الإطفاء فقط وغياب خدمات الإسعاف والإنقاذ، وانخفاض عدد المراكز الفعالة من دون وجود جاهزية كافية للدعم والتدخل السريع، كما أن تعدد التبعيات الإدارية للمراكز أدى إلى تأخير تقديم الخدمات وضعف التنسيق، في ظل غياب سياسة تشغيلية واضحة وإجراءات عمل تمكن من ضبط الموارد وتوحيد الأداء، إضافة إلى الاعتماد المحدود على برامج التوعية وغياب حملات تثقيفية أو برامج موجهة للمجتمع، وغياب برامج منهجية لإزالة مخلفات الحرب وإعلام الأهالي بمخاطرها.
واقع المؤسسة بعد عام من التحرير
وبما يخص النقلة النوعية لعمل المديرية، بيَّن كيال أن المديرية شهدت تطوراً كبيراً في بنيتها التشغيلية وقدراتها الفنية والبشرية، ويمكن تلخيص الوضع الراهن بما يلي: التوسع في البنية التحتية وتحسين التوزع العملياتي، حيث تم افتتاح خمسة مراكز جديدة في مناطق مكتظة بالسكان: المحافظة- جبلة- الأكراد- الحفة- التركمان، إضافة إلى ترميم وصيانة مركز المحطة في اللاذقية ومركز الإطفاء في جبلة، كما تم تشغيل خدمات إسعاف على مدار الساعة (24/24) في المراكز، مع تخصيص أرقام طوارئ مستقلة لكل مركز، والعمل على تعزيز منظومة القيادة والسيطرة عبر إنشاء غرفة عمليات مركزية للمحافظة تربط كافة المراكز ببعضها وبالمحافظات الأخرى، وتخصيص رقم موحد للطوارئ لتلقي بلاغات الإطفاء والإسعاف والإنقاذ والحوادث على مدار الساعة، والسعي لتطوير آليات التنسيق بين الجهات الشريكة لرفع كفاءة الاستجابة.
تحسين الجاهزية الفنية والأسطول
وبالنسبة للجاهزية الفنية وتحديث الأسطول، أكد كيال تم ترميم 60% من الأسطول، وخاصة سيارات الإطفاء، وتزويد المراكز بـ”بيك آب” إنقاذ لتعزيز قدرات التدخل السريع،كما تم استلام 7 آليات إطفاء جديدة بدعم من وزارة الطوارئ والجهات الداعمة، إضافة إلى تزويد المراكز بالمعدات الفنية اللازمة لتعزيز قدرات الإطفاء والإنقاذ، ودعم المراكز بآليات هندسية لرفع القدرة على التعامل مع الكوارث المختلفة.
تطوير الهيكل الإداري والموارد البشرية
تحدث كيال عن إعادة ترتيب الهيكلية الإدارية وربطها مباشرة بمديرية الطوارئ لتأمين الدعم المطلوب، وتم دمج عناصر الأفواج مع كوادر الوزارة ضمن نموذج إداري موحد، ودعم الكادر البشري بزيادة العدد، وتعيين سائقين جدد لتعزيز الجهوزية التشغيلية.
تطوير البنى الفنية والخدمية
أشار كيال إلى إنشاء رحبة صيانة ثابتة ومتحركة للآليات، واستحداث معمل لتعبئة وصيانة أسطوانات الحريق، وتحسين التجهيزات والبنى الداعمة في جميع المراكز.
الانجازات ذات الأثر المجتمعي
توسع نشاط المديرية ليشمل تحقيق أثر مجتمعي واضح. وفي هذا الصدد، تحدث كيال عن أعمال إزالة الأنقاض وفتح الطرق، حيث تم إزالة 25,000 م³ من الأنقاض في جبل الأكراد بالتعاون مع مجلس المحافظة، وفتح جميع الطرق الرئيسية في جبلي الأكراد والتركمان لتسهيل العودة الطوعية للسكان، بالإضافة إلى فتح 270 كم من الطرقات الحرجية لتعزيز خطوط النار في مكافحة الحرائق.
دعم البنية التحتية ورفع الجاهزية
حرصت المديرية على تعزيز قدراتها عبر ترميم 3 مراكز بالكامل ورفع جاهزيتها التشغيلية، مع مواصلة العمل على ترميم مركز الربيعة لتوسيع نطاق الاستجابة.
التدريب وتطوير القدرات
وفي إطار تطوير قدرات الكوادر البشرية ورفع مهارات المجتمع، أشار كيال إلى تنفيذ 10 دورات تدريبية في علوم الإطفاء والأمن والسلامة، وتم تخريج 3 معسكرات كشافة وفرق تطوعية لدعم العمل التطوعي والمهارات المجتمعية في مجال السلامة، والتركيز على تنفيذ دورات تخصصية لرفع مهارات كوادر الطوارئ والاستجابة.
التوعية المجتمعية وإزالة مخلفات الحرب
وللتفاصيل أكثر حول التوعية المجتمعية أوضح كيال، تم تنفيذ برامج توعية واسعة حول السلامة العامة ومخاطر الحرائق، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة عبرإطلاق حملات توعية حول مخلفات الحرب وطرق تجنب المخاطر المرتبطة بها، إضافة إلى تنفيذ أعمال إزالة ووسم مخلفات الحرب في المناطق الريفية والمكشوفة، مما عزز سلامة المدنيين، وتعزيز التوعية بتنظيم ورش عمل ومحاضرات في المدارس ودوائر الدولة لترسيخ ثقافة السلامة.
الاستجابة للحرائق والكوارث في صيف 2025
وبخصوص ملف الحرائق الذي شكل تحدياً أمام المديرية، قال كيال: تمت الاستجابة لحرائق صيف 2025 في ريف اللاذقية الشمالي وخاصة مناطق التركمان، وحماية ما يقارب 40,000 هكتار، ووضع نقاط مراقبة للحرائق خلال شهري أيلول وتشرين الأول 2025 ساهمت في حماية المساحات الحراجية، وقد قامت المديرية بتنفيذ ما يقارب 50 عملية استجابة يومياً، تشمل إسعافاً وإطفاءً وإنقاذاً.
المشاركة المجتمعية ودعم التعافي
شدد كيال على سعي المديرية الدؤوب لدعم العمل التشاركي من خلال تعزيز الشراكة مع الفرق التطوعية والمؤسسات المحلية، حيث نفذت حملات لترميم وتأهيل المدارس والمتاحف ودور العبادة والحدائق والطرق العامة، دعماً لجهود التعافي المبكر.
وفي الختام، أكد كيال على وجود الإرادة والعزيمة الكاملة للنهوض بالعمل وتطويره، ومواجهة التحديات، وتذليل الصعوبات للوصول إلى أفضل النتائج، بما ينعكس إيجاباً على سلامة وأمن الوطن والمواطن.