كافتيريات الجامعة وأسـعارها لاتنسـجم مــع وضـع الطالب

العدد: 9437

الثلاثاء:1-10-2019

 

تعد المقاصف والكافتيريات متنفساً لطلاب الجامعة بين زحمة المحاضرات، فجميع الطلاب يقصدون الكافتيريا الموجودة في كلياتهم لتناول بعض الطعام أو شراء حاجياتهم، لكنهم يصدمون بالأسعار التي لا تتناسب مع وضعهم المادي كطالب مصروفه من أهله وليس لديه دخل أو عمل سوى أنه طالب، فكيف يمكن للجامعة أن تدرس هذا الواقع؟ وكيف يمكنها ضبط الأسعار باعتبارها تتفاوت بين كلية وأخرى وكأن كل كافتيريا محددة بنجوم قد تصل لخمس نجوم.

التقينا بعض الطلاب من كليات مختلفة لنسألهم، ما إذا كانت الأسعار تناسب جيوبهم ولنقل همومهم فكانت البداية من كافتيريا كلية الهمك مع الطالب أشرف حيث قال: الأسعار مرتفعة أكثر من خارج الجامعة بحسب المواد فهناك مواد تزيد بـ50 ليرة عن خارج الجامعة ومواد يصل الفرق لـ 150 ليرة وليس لدى الطالب قدرة على شراء كل احتياجاته علماً أن ساعات الدوام في كلية الهندسة طويلة جداً.
الطالبة علا قالت: يدعي أصحاب الكافتيريات بأنهم يدفعون للجامعة رسوماً سنوية لذلك يقومون برفع الأسعار فمثلاً الكروسان سعره 150 ليرة في الجامعة وخارجها 100 ليرة والكولا 250 ليرة وخارجها 200 ليرة وهناك أمثلة أخرى، وبالنسبة لداخل الجامعة تعد كافتيريا كلية الهمك أرخص من غيرها فكثير من الطلاب يقصدونها من مختلف الكليات.
انتقلنا إلى مقصف الآداب فالتقينا الطالب سامر حيث قال: الأسعار هنا لا تختلف عن خارج الجامعة مع العلم أن من هم خارج الجامعة هم مخيرون ولديهم خيارات واسعة أما الطالب فيقضي ساعات طويلة في المحاضرات وبحاجة لشراء شراب أو طعام لكن الأسعار لا تسمح له بتجديد طلبه لذلك على رئاسة الجامعة دراسة هذا الوضع ومراعاة حالة الطالب المادية ليتساوى فيما بينهم.
وكان للطالب علي رأي في هذا الموضوع فقال: الكافتيريات في الجامعة كأنها في وسط مشروع الزراعة، أسعار سياحية لا تراعي الطالب فصحيح أن السمون والسندويش طازج يجدد كل يوم بيومه ولكن الأسعار أيضاً مرتفعة بالمقابل وتستنفذ الطالب.
أما الآراء في كافتيريا كلية العلوم فكانت الردود على الشكل التالي، الطالب حسن قال: كافتيريا كلية العلوم تختلف عن جميع الكافتيريات فهي خمس نجوم بحسب تعامل مستثمريها حيث لا يحق للطالب الجلوس فيها إن لم يطلب أو يشتري منها شيئاً حتى ولو اشترى بعد نصف ساعة يجب أن يجدد الطلب وإلا ليأتي أحد العمال فيها ويطلب منه المغادرة، عدا عن ذلك فأسعارها مرتفعة لذلك نقصد كافتيريات أخرى هذا ما أكدته أيضاً الطالبة علا فالنفسيات سيئة جداً ولا تحترم الطالب، فالطالب بحاجة لمتنفس له بين المحاضرات والمؤسف أن إدارة الكلية والجامعة بالتأكيد ليست غائبة عن هذا الواقع ولا تحرك ساكناً.
وفي كافتيريا طب الأسنان الجديدة التقينا الطالبة راما فقالت: رغم أنها كلية جديدة والكافتيريا استثمارها حديث إلا أن الأسعار في بعض المواد تخدم الطالب، أما المواد الثانوية فهي مرتفعة نوعاً ما قد تصل لـ 100 ليرة فرق عن خارج الجامعة ولكن ما هو جيد فيها أنه بإمكان الطالب الجلوس فيها دون طلب شيء وتوفر جواً للدراسة فلا ترفع صوت الموسيقا ولا تزعج الطالب أبداً.
وتحدث الطالب علاء قائلاً: في كافتيريا طب الأسنان السندويش مثلاً يعد رخيصاً بالنسبة لكافتيريات أخرى داخل وخارج الجامعة لكن البسكويت والشيبس والمشروبات ترتفع أسعارها قليلاً، ولكنها ليست ضرورية للطالب فيمكن له الاستغناء عنها نوعاً ما وبشكل عام يجب وضع الأسعار من الجهات المعنية بما يتناسب مع وضع الطالب خاصة أن الطالب في طب الأسنان يحتاج إلى مستلزمات تكلفة مبالغ مالية عالية.
وقال الطالب علي من كلية التجارة إن الأسعار غير متناسبة مع وضع الطالب كون الطالب هو طالب علم وليس لديه دخل مادي إلا ما يأخذه من أهله، فعلى سبيل المثال نأخذ مشروباً، معظم الطلبة يطلبون المتة، فسعر الكأس الواحد 200 ليرة أي ما يعادل تقريباً سعر علبة متة، من ناحية أخرى كافتيريا الجامعة هي كافتيريا علمية أكثر مما هي ترفهية والطالب بحاجتها والمشكلة تكمن بغياب الرقابة لأنه يوجد اختلاف بالأسعار بين كافتيريا وأخرى حسب الكليات أما في كلية الطب البشري فالأسعار تحلق حيث قالت الطالبة سارة: الأسعار مرتفعة جداً في كلية الطب وأسعارها تختلف كثيراً عن الكافتيريات الأخرى داخل الجامعة فكثير من طلاب الطب تجدهم في كافتيريات لكليات أخرى هرباً من هذه الأسعار لذلك يجب النظر في هذا الواقع وحله لأن الطالب لديه مصاريف كثيرة وهو طالب علم ليس لديه دخل حتى تفرض عليه هكذا أسعار وقال الطالب عبد الله : يدعي مستثمرو كافتيريا الطب البشري أنهم يتعاملون مع شركات من خارج الجامعة لذلك لديهم التزامات، فيعملون على رفع الأسعار والجهات المعنية تغض النظر عنهم ولكن من غير المنطق أن تكون هذه الأسعار في الجامعة، فطالب الطب خاصة مطالب بساعات طويلة من الدوام الجامعي وبالتأكيد سيشعر بالجوع وسيشتري من الكافتيريا وقد يضطر للشراء عدة مرات في اليوم لذلك سيكون دخل الكافتيريا مرتفعاً وهذا أفضل مشروع يحلم به أي إنسان والملفت للنظر أنه في جميع كافتيريات الجامعة لا نجد تغيراً بالمستثمرين فهم نفسهم من سنوات وكأن الاستثمار خلق لهم فقط ولا أحد يقدم عروضاً للجامعة غيرهم فهذا جداً يدعو للاستفسار؟!
حملنا هموم الطلبة ليرد عليها نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية د . وليد صيداوي حيث قال: في كل عام هناك مناقصة حول كافتيريات الجامعة يتقدم إليها عدد من المستثمرين وفي نهاية المناقصة يرسو الاستثمار على العرض الأقوى وهذه الكافتيريات هي مصدر داعم للجامعة تلبي احتياجات الطلاب بأسعار لا تختلف عن الأسعار خارج الجامعة، ومن يضع لائحة الأسعار هي مديرية التموين بالإضافة للجنة من الجامعة وأكد صيداوي أنه توجد لجنة خاصة بمراقبة الكافتيريات من حيث الأسعار وجودة المواد وصلاحيتها وقد تمت معاقبة بعض الكافتيريات التي أخلت بالشروط وإغلاقها لمدة زمنية محددة منها كافتيريا كلية العلوم، كما أن الجامعة لا يمكنها أن تفرض على البائع البيع بأقل من السعر الحقيقي للمادة وإنما تعاقبه إن تلاعب بالأسعار ورفعها أكثر من الأسعار المفروضة من مديرية التموين، فالأسعار موحدة في جميع الكافتيريات داخل الكليات، وبيّن د. صيداوي أن الكافتيريات الضخمة والتي تستوعب عدداً كبيراً من الطلاب يكون استثمارها مرتفعاً أكثر من الكافتيريات الصغيرة التي لا تستوعب جميع الطلاب في الكلية التابعة لها.
من الناحية التموينية التقينا رئيس دائرة حماية المستهلك المهندس بسام كامل فقال: مسؤولية المديرية تجاه الكافتيريات في الجامعة هي مراقبة الإعلان عن السعر ومراقبة مواصفات المواد من حيث مطابقتها للمواصفات القياسية إضافة لصلاحيتها للاستهلاك البشري وهناك جولات بشكل دوري تقوم بها المديرية على هذه الكافتيريات لكشف التلاعب بالأسعار وتقوم بسحب عينات وفحصها والتأكد من صلاحيتها ولكن الفرق بين الدوريات داخل الجامعة، فالاختلاف فقط هو التنسيق مع الضابطة التابعة لرئاسة الجامعة ترافق الدورية وفي الفترة الماضية تمت كتابة حوالي 20 ضبطاً منها المياه المهربة (مواد مجهولة المظهر) وتمت مصادرتها أما الإغلاق فيأتي من قبل المحافظ فهم خاضعون لرقابة رئاسة الجامعة وكل كافتيريا يجب أن تضع لائحة أسعار تلتزم بها وأية شكوى من أية طالب تعالج فوراً.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار