الســــياحة الســــوداء تســــتقطب الكثــــيرين

العدد: 9436

الاثنين: 30-9-2019

 

بعيداً المفهوم التقليدي والترفيه السياحة السوداء في نمو والغاية استذكار ألام البشر وعذاباتهم ؟
اعتدنا وجود السياح في بلدنا وزواره منذ القدم، حيث المصايف العريقة والغابات التي تتلاقى فيها أشجار السهول والجبال بالشواطئ الغامرة بالمتعة ومياه الأنهار، وتتلاحف بينها أجواف القلاع التاريخية والأوابد الدينية العابقة بالمجد والتراث، فليس لشبر من أرضنا أن ينفذ بغير قصة وحكاية فيها كل الجمال، والذي يقوم كل أسباب السياحة ويوقدها بكل أنواعها وألوانها حتى السوداء بعد حرب سوداء، فهل لنا نصيب في سياحة سوداء كما عند غيرنا من بلدان العالم ؟
مفهوم السياحة السوداء
الأستاذ معتصم، جغرافيا وضح لنا مفهوم السياحة السوداء فقال: إن تفكيرنا دائماً يذهب بنا عند ذكر مفردة (سياحة) إلى البحر وشاطئه المشمس والمواقع الأثرية والغابات حيث السحر والمتعة والجمال لقضاء إجازة أو عطلة بكل اطمئنان وانسجام واستجمام، ولكن في الآونة الأخيرة وبعد كوارث طبيعية وحروب فيها قهر ودمار وتعذيب للنفس البشرية ظهر نوع آخر للسياحة وبات ينمو بشكل كبير سمي بالسياحة السوداء أو الحزينة، وهي تشمل زيارة أماكن وقعت فيها كوارث طبيعية وبشرية وغيرها من التخريب والدمار، لاستذكار ذاك الألم ولبلاء الذي تسببت فيه وأهلكت الحياة، وبات يلقى الاهتمام بشعبية متزايدة في أوساط السياح والباحثين عن أماكن جديدة للسياحة والزيارة، لكن ما يثير الدهشة أن تزور مكاناً مشبعاً بالشعاع النووي والتعذيب والقتل والحرق والرماد، فماذا تحت رماد أنفسهم؟
مقاصد عديدة
أماكن كثيرة توشحت بالسواد وتوجت بسياحة وإيرادات لدخل يقوم باقتصاد بلاد نذكر منها:
بومبي الإيطالية الذي ثار فيها بركان فيزوف ليكون سكانها تحت رماده وتكون مقصداً سياحياً شهيراً يتوافد عليه ما يقارب 2,5 مليون زائر سنوياً.
تشير نوبيل أوكرانيا حيث انفجر المفاعل النووي لتغرق المدينة بالإشعاع ولكن من الممكن أن يخاطر بعضهم بحياته ويزورها حيث أنها ما زالت خطيرة ومغلقة في وجه العامة من ناسها فقط.
أوشفيتز، بولندا، أكبر معسكرات الاعتقال النازية يجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.
حقول القتل في كمبوديا، تعد منطقة تشونغ إك موقع للمقابر الجماعية التي ضمت مليون ضحية، وموقع تشونغ يعد اليوم النصب التذكاري الأكثر زيارة في كمبوديا ويقع في مركزه معبد بوذي كبير بجوانب زجاجية ملأى بجماجم أكثر من 5 آلاف ضحية.
جزيرة روبين جنوب أفريقيا كانت مكاناً للنفي والسجن طوال أكثر من 400 سنة وكانت مقراً لسجن شديد الحراسة وضع فيه الزعيم نيلسون مانديلا وأتباعه بعدها أصبحت مزاراً ودخلت ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث الإنساني التي يجب الحفاظ عليها ويتولى حالياً سجناء سابقون مهمة المرشدين السياحيين في الجولات التي تنظم للسياح في الجزيرة.
سجن شروسبوري، بريطانيا، بني عام 1793 وأغلق ليتحول إلى مقصد سياحي فيه جولات سياحية يومية وجولات أشباح مسائية تمارس فيها تجربة أن تعيش حياة سجين وتدفع مالك مقابل تجربتك لمحاولة الهروب من السجن.
مباني برج باباس، تركيا المهجورة ومدينة الأشباح, أيضاً نصب هجمات أيلول في نيويورك الذي أنشؤوا فيه أكبر شلال صناعي في أمريكا الشمالية.
ولا يمكن أن نغفل عن حطام التايتانيك في المحيط الأطلنطي، جيث تتاح الفرصة اليوم لعدد مختار من الأفراد استكشاف الحطام للسفينة لكن بشروط أن يكون الفرد قد تجاوز 18 سنة، ويحمل جواز سفر ساري المفعول، يحب القوارب، ويحمل في جيبه ما يتجاوز 125 ألف دولار قيمة الإنفاق في الرحلة..
لا نظن أن لنا نصيباً في السياحة السوداء وكلها حزن وسواد وموت ودمار، نحن نحب الفرح وخلقنا للحياة، وما زالت أماكن السياحة زاخرة بكل مقوماتها الجمالية المبهجة في بلدنا الذي نعيد إعمار ما خرب فيه، وعادت قوافل السياحة وزوارنا من جديد وقد لاحت تباشيرها هذا العام بالخير والعافية.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار