العدد: 9290
12-2-2019
سيفرض تكثيف مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم أعباء كبيرة على فريق جبلة بعدما تنفس الصعداء بفوزه يوم السبت الماضي على الكرامة، وستكون الأيام القادمة أشد وطأة من سابقاتها على لاعبيه وكادره الفني وجماهيره.
اليوم سيواجه جبلة خارج دياره فريق النواعير الجريح إثر خسارته في المرحلتين السابقتين أمام تشرين والاتحاد، وهذا ما يجعل اللقاء مفصلي للنواعير وغير قابل للتفريط بأي نقاط إضافية، وبالتالي سيجد فريق جبلة نفسه في مواجهة قاسية على ملعب حماة البلدي، ولا تقتصر قساوة اللقاء على كون المنافس يحتاج إلى نقاط المباراة بأي شكل، بل تتعلق المسألة أيضا بظروف النوارس أنفسهم، حيث سيعاني أبناء الرمضان من جملة غيابات في مراكز حساسة ستجعل من خيارات الكادر الفني محدودة، وستربك حساباته.
مبدئياً، سيفتقد فريق جبلة كلاً من علي سليمان ووسيم الجاسم بسبب الحرمان، وربما لن يلحق قائد الفريق منهل مهنا وقلب دفاعه محمد هزاع بركب الجاهزين لخوض المباراة بعد خروجهما من مواجهة الكرمة بداعي الإصابة، وإن كان تعويض الهزاع ممكناً لن يكون تعويض لاعبي الارتكاز (الجاسم والمهنا) بالأمر السهل وخاصة لجهة دورهما الدفاعي وربط الخطوط ببعضها، وفي السياق ذاته لن تكون دكة البدلاء زاخرة لا كماً ولا نوعاً بمن يستطيع تعويض أي طارئ قد يحدث أثناء المباراة.
ضمن هذه الحسابات أيضا يحضر السؤال عن مدى جاهزية حارس المرمى فاتح العمر، فالحارس المخضرم بدا على غير ما يرام في مباراة الكرامة وطلب استبداله أكثر من مرة، وهذا ما يرسم علامة استفهام حول قدرته على خوض لقاء اليوم مع النواعير بشكل طبيعي.
وإذا قفزنا إلى ما بعد لقاء النواعير ستتجلى أمامنا عقبات أخرى تنتظر فريق جبلة، فإن فرضنا أن الفريق تجاوز لقاء اليوم بأقل الأضرار، كيف ستكون الجاهزية عندما يواجه فريق تشرين على أرضه يوم الجمعة القادم ؟، وهل تكفي مدة يومين لاستشفاء اللاعبين وتعويض مخزونهم البدني؟، وهل سيكون الغائبون عن لقاء اليوم قد أصبحوا جاهزين للقاء تشرين؟.
لا شك بأن اتحاد كرة القدم ظلم نادي جبلة عندما وضع برنامج المباريات بهذا الشكل، فلم نفهم إلى الآن لماذا لعب جبلة مع الكرامة يوم السبت، ولم نفهم لماذا حُدد لقاء جبلة مع تشرين يوم الجمعة علما أنه كان بالإمكان تأجيله ليوم واحد على الأقل من مبدأ العدالة والمساواة لا أكثر، ولكن اتحاد الدباس يؤكد لنا من جديد أنه يعمل كيفما اتفق ولا عزاء للمتضررين.
في ظل هذه المعطيات المحيطة بنادي جبلة يجب أن يقف الجميع صفاً واحداً لتجاوز هذه اللحظات المفصلية، فالجميع يعلمون أن تجاوز المراحل الثلاث القادمة بنجاح سيعني الابتعاد عن دائرة الخطر، والتفرغ أكثر لرسم معالم المستقبل، وأي ضغوط إضافية على الفريق لن تكون في صالح الجماهير التي قُدر لها أن تعيش الحالة ذاتها لسنوات وسنوات، وآن لها ان تستريح من حالة الخوف الدائم على بقاء ناديها في الدوري الممتاز.
غيث حسن